مائة قتيل في قريتين بسوريا ومشاورات دولية لتشديد الضغوط على الأسد
٦ يونيو ٢٠١٢خيمت أحدث التقارير التي تتحدث عن مجزرة جديدة في قريتي القبير ومعرزاف في ريف حماة في وسط سوريا، على أجواء الاجتماعات الماراثونية حول الملف السوري في اسنطبول وفي عواصم أخرى. وحسب بيان للمجلس الوطني السوري المعارض فإن 100 قتيل سقطوا الاربعاء في مجزرتين في قريتي القبير ومعزراف في ريف حماة. وأفاد محمد سرميني المسؤول الاعلامي في المجلس الوطني السوري، إن "هناك حوالي 100 قتيل في قريتي القبير ومعزراف بعضهم قتلوا بالسكاكين، وبينهم عشرون طفلا وعشرون إمرأة"، واتهم المتحدث قوات النظام السوري و"شبيحته" بارتكاب هذه المجزرة.
وأفادت تقارير في وقت سابق، عن مقتل 36 شخصا بينهم 12 جنديا الاربعاء في أعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى تجدد القصف على مناطق في ريف اللاذقية شهدت الثلاثاء اشتباكات دامية. وفي المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "مجموعة إرهابية مسلحة فجرت صباحا عبوة ناسفة بالقرب من مدرسة في جديدة عرطوز في ريف دمشق، ما أسفر عن مقتل ضابط وعنصرين من قوات حفظ النظام وإصابة ضابط آخر وأربعة عناصر بجروح".
وديبلوماسيا، أكد الأمين العام حلف شمال الأطلسي "ناتو" أندرس فوج راسموسن (الأربعاء ( 6 يونيو/حزيران) مجددا إن عدم نية الحلف العسكري التدخل في سوريا. وقال :"ليست لدينا أي نوايا بالتدخل في الوضع الداخلي لسورية، ولا أظن بأن التدخل العسكري سيساعد على حل المشكلة". وأكد راسموسن خلال حوار بواسطة تقنية الفيديو بين موسكو وبروكسل نظمته وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، أن تنفيذ خطة كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية يعتبر حتى الآن "الطريقة الوحيدة" لتسوية الأزمة السورية. وأضاف راسموسن "أدعو جميع الأطراف إلى تنفيذ هذه الخطة". كما دعا راسموسن موسكو "للتقيد بتنفيذ التزاماتها الدولية، وللاستفادة من الموقف الدولي لروسيا، كي تسهل البحث عن الطرق السلمية لتسوية المسألة السورية".
اجتماع وزاري في اسطنبول
وفي إطار التحركات الدبلوماسية الدولية يعقد في إسطنبول لقاء تشاوريا مساء الأربعاء حول الأزمة السورية بحضور مندوبي دول غربية وعربية. ونقلت وكالة فرانس برس عن متحدث بريطاني أن الغاية من الاجتماع هي "البحث (...) عن وسائل زيادة الضغط، على نظام الأسد لحمله على تطبيق وعوده المتعلقة بخطة عنان" للخروج من الأزمة. وأضاف المصدر "نشكك كثيرا في نيات الرئيس الأسد وقف العنف إذا لم تمارس ضغوط إضافية عليه".
ويشارك في المناقشات "غير الرسمية" وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ووزراء خارجية تركيا احمد داود وغلو وبريطانيا وليام هيغ وفرنسا لوران فابيوس وألمانيا غيدو فسترفيله ووزراء من دول عربية بينها خصوصا قطر والسعودية، كما ذكرت مصادر دبلوماسية متطابقة لفرانس برس.
يتزامن ذلك مع إعلان الولايات المتحدة الأربعاء استعدادها لتأييد تحرك ملزم في الأمم المتحدة ضد سوريا في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة كما طالبت بذلك الجامعة العربية. ويسمح الفصل السابع بممارسة ضغط على بلد لكي يمتثل لقرارات مجلس الأمن الدولي. ويطبق عندما يكون هناك "تهديد للسلم أو إخلال به أو وقوع عدوان". وينص على تدابير قسرية تتراوح بين العقوبات الاقتصادية واستخدام القوة العسكرية.
موسكو وبكين تدعوان لمؤتمر دولي
ويتزامن اجتماع أسطنبول أيضا مع دعوة الصين وروسيا، اللتان تعارضان بشدة الحل العسكري للأزمة السورية، إلى عقد مؤتمر دولي جديد حول الوضع في يجمع "الأطراف التي تمارس نفوذا فعليا على مختلف مجموعات المعارضة" السورية، كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء في بكين. والهدف من هذا المؤتمر ـ حسب لافروف ـ هو أن "يتفق الأطراف الخارجيون، بدون سوريا في بادئ الأمر، على إتباع خطة عنان بصدق وبدون التباس". وفيما أقترح الوزير الروسي مشاركة إيران، أحد أبرز حلفاء النظام السوري، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية أنه من "الصعب تصور دعوة بلد ينسق عمليات نظام الأسد ضد شعبه".
من ناحية أخرى أفاد دبلوماسيون أن كوفي عنان سيقترح تشكيل مجموعة اتصال جديدة تضم الغربيين وروسيا والصين لإقناع دمشق ببدء حوار سياسي مع المعارضة، ولفت هؤلاء الدبلوماسيون إلى أن عنان قد يقترح حتى أن تضم مجموعة الاتصال الجديدة إيران.
(ع.ج.م/ أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي