ماس يعارض مشاركة الجيش الألماني بمهمة قتالية بمنطقة الساحل
١٦ فبراير ٢٠٢١دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "القضاء" على المجموعات الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة التي لا تزال تشكل تهديدا لمنطقة الساحل وحض دول المنطقة على "قفزة" سياسية وإعادة فرض سلطة الدولة في الأراضي المتروكة. وكان ماكرون يتحدث عبر الفيديو من باريس الثلاثاء (16 فبراير/ شباط 2021)، أمام قمة مجموعة دول الساحل الخمس المنعقدة في نجامينا، بهدف تقييم التحركات التي تمت منذ قمة بو بجنوب غرب فرنسا قبل سنة. وتضم المجموعة مالي وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا وتشاد.
ورغم النجاحات التكتيكية المسجلة، لا يزال الوضع قاتما. فبعد أكثر من ثماني سنوات على بدء أزمة أمنية في شمال مالي امتدت إلى الجوار، لا يمر يوم تقريبا في الدول الثلاث من دون وقوع هجوم ضد ما تبقى من قوات السلطات أو انفجار لغم يدوي الصنع أو ممارسات تستهدف المدنيين. ويشكل المدنيون الضحايا الرئيسيين للنزاع. وتجاوز عدد النازحين المليونين في كانون الثاني/يناير الماضي.
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تغريدة على تويتر قال فيها إن الدول الأوروبية في حاجة للمشاركة في مكافحة التطرف الإسلاموي في منطقة الساحل الأفريقي، موضحا أن ما يحدث في هذه المنطقة ليس مهما فقط لسكانها، ولكن أيضا للأمن الأوروبي.
وأشاد ماكرون بكل من جمهورية التشيك واستونيا والبرتغال والسويد، حيث تدعم هذه الدول مهمة تاكوبا في المنطقة. وقال ماكرون" قوة تاكوبا الأوروبية تعمل الآن ، وأعداد المشاركين تتزايد" مضيفا" ائتلاف الساحل أقوى اليوم".
ماس: لا ننوي المشاركة في مهمات أخرى
لكن الحكومة الألمانية جددت رفضها لمشاركة الجيش الألماني في مهمة قتالية ضد إرهابيين إسلامويين في منطقة الساحل. وأشار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى أن الجيش الألماني يشارك بالفعل في مهمة تدريبية وفي مهمة تابعة للأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي، وقال: "هذا جهد كبير ومهمة خطيرة"، مؤكدا أن بلاده تعتزم تطوير هذا الاهتمام بصورة أكبر، وقال: "لكننا لا ننوي المشاركة في مهمات أخرى في الوقت الحالي".
وأكد ماس أن ألمانيا مهتمة بشكل خاص بتكثيف الجهود المدنية لتحقيق الاستقرار في دول الساحل، مشددا على أهمية المشاركة في المنطقة بالنسبة للأمن في أوروبا، حتى لو لم يكن هناك حاليا مؤشرات على "تهديدات ملموسة"، مثل تهديدات هجمات من جماعات إرهابية من المنطقة على أوروبا.
ولا تشارك ألمانيا في المهمة القتالية، ولكنها بدلا من ذلك تشارك تدرب القوات المسلحة المالية بحوالي 100 جندي وتشارك مع ما يقرب من 1000 جندي آخر في مهمة "مينوسما" التابعة للأمم المتحدة، والتي تهدف إلى المساعدة
في استقرار البلاد.
ولطالما أصرت باريس على تقاسم عادل لعبء الحرب ضد الإرهاب في منطقة الساحل. وقد قتل 57 جنديا فرنسيا منذ بدء المهمة. واذا كانت فرنسا لا تخفي رغبتها في خفض تواجدها العسكري في منطقة الساحل، أكد ماكرون أن باريس لا تعتزم خفض عديد عملية "برخان" الفرنسية لمكافحة الجهاديين، التي تضم حاليا حوالى 5100 عنصر في منطقة الساحل "بشكل فوري". وقال خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش قمة مجموعة الدول الخمس "إن تطورات مهمة بدون شك ستدخل على انتشارنا العسكري في منطقة الساحل في الوقت المناسب، لكن هذا الأمر لن يحصل على الفور". وأشاد ماكرون في كلمته أمام القمة بقرار الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي أعلنه بإرسال 1200 جندي الى منطقة "المثلث الحدودي" قائلا "إنه قرار قوي وشجاع يعزز قوة مجموعة الدول الخمس في منطقة الساحل".
ف.ي/ص.ش (د.ب.ا، رويترز، ا.ف.ب)