ماكرون يدعو أمام البرلمان إلى نهج جديد وإصلاح المؤسسات
٣ يوليو ٢٠١٧
وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين (الثالث من تموز/يوليو) بـ"تغيير عميق" و"تحرك" و"فاعلية" للاستجابة لمطالب الفرنسيين، معلنا كذلك رفع حالة الطوارئ في الخريف لقاء إقرار "تدابير معززة" لمكافحة الإرهاب.
وقال ماكرون، عارضا التوجهات الكبرى لولايته الرئاسية على البرلمانيين من مجلسي النواب والشيوخ في قصر فرساي "إنني على قناعة راسخة بأن شعبنا، من خلال الخيارات التي اتخذها مؤخرا، يطلب منا اتباع نهج جديد تماما" و"استعادة روح المبادرة".
واقترح الرئيس الفرنسي "تغييرا" في المؤسسات ولا سيما من خلال خفض عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بنسبة الثلث وتعديل نظام انتخاب البرلمان بإدخال "قدر من النسبية" إليه حتى "تحظى جميع الحساسيات بتمثيل عادل فيه". وقال ماكرون"إن برلمانا فيه عدد أقل من النواب غير أنه يحظى بوسائل معززة هو برلمان يصبح العمل فيه أكثر سهولة (...) وأكد تصميمه على "إنجاز" هذا الإصلاح للمؤسسات "خلال عام"، مع طرح التدابير الجديدة في استفتاء "إذا اقتضت الحاجة".
ووعد ماكرون، الذي فاز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية متخطيا مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن بإقناع "كل الذين منحونا ثقتهم بدون حماسة، كل الذين لم يصوتوا، وكذلك كل الذين حملهم الغضب والاشمئزاز إزاء عدم فاعلية قادتهم السياسيين، على القيام بخيارات قصوى".
على الصعيد الأمني، أعلن ماكرون "سأعيد الحريات إلى الفرنسيين برفع حالة الطوارئ في الخريف، لأن هذه الحريات هي الشرط لديموقراطية قوية"، مشيرا إلى أن البرلمان سيدعى إلى التصويت على تدابير جديدة لمكافحة الإرهاب.
وقال ماكرون "أريد أن أكلمكم بصراحة عن الإرهاب الإسلامي وسبل مكافحته. ما هو ديننا تجاه الضحايا؟ (...) ليس بالتأكيد أن نكتفي بالتشكي وإحياء الذكرى. ندين حيالهم بأن نكون أوفياء لأنفسنا، لقيمنا، لمبادئنا. التخاذل يعني منح عدمية القتلة أعظم انتصاراتهم".
ويثير مشروع قانون مكافحة الإرهاب الذي يفترض أن يحل محل حالة الطوارئ والذي سيتم بحثه خلال دورة البرلمان الاستثنائية هذا الصيف، الكثير من الانتقادات والمخاوف.
يذكر أن ماكرون هو ثالث رئيس فرنسي يلقي خطابا أمام البرلمانيين في قصر فرساي، بعد خطاب رسمي ألقاه فرنسوا هولاند بعد ثلاثة أيام من اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وقبله خطاب لنيكولا ساركوزي في حزيران/يونيو 2009.
وقرر ماكرون أن يجعل من هذا الخطاب الرسمي والاستثنائي تقليدا سنويا، متخليا عن المقابلة التلفزيونية التقليدية في 14 تموز/يوليو، يوم العيد الوطني الفرنسي.
هـ.د/ ح.ع.ح ( أ ف ب، د ب أ)