مباحثات غير رسمية بين ممثلين للمغرب والبوليساريو في نيويورك
١١ فبراير ٢٠١٠التقى ممثلون عن المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) يوم أمس الأربعاء في ضواحي نيويورك في مستهل اجتماع غير رسمي يستمر يومين للتحضير لمفاوضات رسمية جديدة حول الصحراء الغربية. ويعقد هذا الاجتماع بمبادرة من المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية الأميركي كريستوفر روس.
ويعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه بعد الاجتماع غير الرسمي الذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا في على مستوى وزاري. وتهدف هذه الاجتماعات التي تعقد بحضور مراقبين من الجزائر وموريتانيا، إلى التوصل إلى نقاط اهتمام مشتركة بغية الاتفاق على عقد دورة مفاوضات خامسة رسمية بين المغرب والبوليساريو حول مستقبل الصحراء الغربية برعاية الأمم المتحدة. ولم تنجح الدورات الأربع السابقة التي عقدت في مانهاست قرب نيويورك في تقريب وجهات النظر بين الجانبين.
وتعد الصحراء الغربية مستعمرة أسبانية سابقة غنية بالفوسفات ضمها المغرب في 1975 بعد رحيل الأسبان، ويعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيه. وقاتلت جبهة البوليساريو، مدعومة من الجزائر، من اجل استقلال الصحراء. وهي تطالب اليوم بإجراء استفتاء حول مستقبل هذه المنطقة يكون الاستقلال احد الخيارات المطروحة فيه. في المقابل يعرض المغرب حكماً ذاتياً واسعاً تحت سيادته ويستبعد خيار الاستقلال.
بين الحكم الذاتي و الاستفتاء
وتوقع احمد بخاري ممثل البوليساريو لدى الأمم المتحدة أن تكون المباحثات معمقة حول مقترحي التسوية المطروحين من الجانبيين، وأضاف أن "سبب المأزق الحالي (في المباحثات) هو رفض المغرب بحث مقترح الاستفتاء"، موضحاً أنه "في حال قبول الرباط ببحث المقترح فان ذلك سيفتح الباب أمام مرحلة جديدة في المباحثات". في المقابل قال مصدر رسمي في المغرب الأربعاء إن تنظيم استفتاء حول تقرير المصير ليس ممكناً ودعا البوليساريو إلى تبني "موقف واقعي". وأضاف المصدر لوكالة فرانس برس أن الوفد المغربي دعا الطرفين الآخرين، جبهة البوليساريو والجزائر، إلى التخلي عن المواقف "المعرقلة"، مؤكدا أن "خيار تقرير المصير غير قابل للتطبيق ومستبعد تماماً". وتابع المصدر الرسمي أن الرباط "على استعداد للتفاوض حول تسوية نهائية توافقية على أساس المبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي".
وكان المبعوث كريستوفر روس قال الأسبوع الماضي في تصريحات صحافية انه "كان هناك توتر بالتأكيد لكن الجانبين أعربا عن الاستعداد للمباحثات بروح بناءة وجدية ".
وضع حقوق الإنسان يفرض نفسه
وبحسب دبلوماسيين فإن إحدى القضايا الأساسية ستكون معرفة ما إذا كان سيتم التطرق خلال هذه المباحثات إلى مشكلة انتهاك حقوق الإنسان التي يتبادل الطرفان الاتهام بشأنها. ومن المقرر أن يجدد مجلس الأمن الدولي نهاية نيسان/ أبريل مهمة الأمم المتحدة في الصحراء. وبحسب بعض الدبلوماسيين فإن المجلس قد يعدل المهمة ليضيف إليها الإشراف على الوضع في مجال حقوق الإنسان.
وكان طرفا النزاع قد اتفقا في محادثات دورنشتاين على أن يناقشا مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تبادل الزيارات بين الصحراويين في الصحراء الغربية والصحراويين المقيمين في مخيمات اللاجئين في الجزائر. وعقد اجتماعات لبناء الثقة بين الصحراويين والمغاربة، لكن لم يتحقق أي شيء من هذا القبيل. فقد زاد التوتر بعد أن ألقى المغرب القبض في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي على سبعة من النشطاء الصحراويين. وتفاقم هذا التوتر حين أضربت الناشطة الحقوقية الصحراوية أميناتو حيدر عن الطعام لمدة شهر في أسبانيا.بعد أن رفضت الرباط السماح لها بالعودة إلى بيتها في مدينة لعيون ما لم تعلن ولاءها لملك المغرب، وسمح لها بالعودة في نهاية الأمر بعد تدخل الولايات المتحدة وأسبانيا ودول أخرى.
(ي ب / ا ق ب / رويترز)
مراجعة: عماد م. غانم