متحف المحيطات في مدينة شترالزوند: بناء مستقبلي في مدينة عريقة
١٥ يوليو ٢٠٠٨في مدينة شترالزوند التاريخية، الواقعة على ضفاف بحر البلطيق شمالي ألمانيا والتي تعتبر ضمن قائمة الإرث الإنساني لمنظمة اليونسكو، قامت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الجمعة الماضي بافتتاح متحف المحيطات "أوسيانيوم"، حيث تعرض الأسماك والنباتات التي تعيش في مختلف بحار العالم وفي أوروبا. بناية المتحف تم تصميمها من طرف مكتب الهندسة المعمارية الشهير بيهنش و شركاؤه، الذي اشتهر بتصميمه للملعب الأولمبي بمدينة ميونخ ولمبنى البرلمان السابق بمدينة بون. ويتكون المتحف من أربعة مباني، يشبه كل منها صخرة ضخمة، مثل تلك الصخور التي تزين بحر البلطيق، وهذا التناغم بين التصميم وبين طبيعة المنطقة كان السبب الأساسي لاختيار هذا التصميم حسبما يؤكد ماركوس بلوشنغ، مدير المتحف.
خمسة معارض تحت سقف واحد
بقايا كائنات بحرية متحجرة معلقة عند مدخل المتحف، تستقبل الزوار في جولتهم في قاعات المتحف المختلفة. في قاعة العرض الأولى، يمكن التعرف على بعض الكائنات التي تسكن مختلف بحار العالم: من السمك الذي يعيش في الأعماق المظلمة والذي يستغل قدرته على إنتاج النور للاحتيال على أسماك صغيرة يستقطبها الضوء لتسقط غنيمة في فمه، ومرورا بكائنات حيوية دقيقة، إلى طيور تعيش على حواشي البحار وتتغذى من الأسماك.
قاعة العرض الثانية والتي لم يتم بناؤها بعد، مخصصة لكائنات بحر البلطيق، التي تختلف من منطقة لأخرى حسب اختلاف نسبة الملوحة في هذا البحر الشهير بهذه الظاهرة. أما القاعة الثالثة، فتتميز بالطابع العلمي وتختص بعلوم البحر وأبحاثه. ولم يغفل القائمون على المتحف الأطفال، فخصصوا لهم القاعة الرابعة للمتحف، حيث تم بناء أحواض صغيرة، تمكن الأطفال من رؤية الكائنات البحرية المختلفة. لكن القاعة الخامسة، والتي تحتضن "معرض عمالقة البحار"، تبقى قطب المتحف، الذي جذب الزوار منذ أيام المعرض الأولى.
معرض عمالقة البحار
بدخول القاعة الكبرى، المخصصة لعمالقة البحار، تشعر وكأنك قد غصت في أعماق البحر بالفعل، حيث يشبه سقف القاعة سطح البحر. ومن هذه الزواية، يمكن رؤية حيتان عملاقة، على شكل تماثيل تم بناؤها وفقا للأصل تماما. وأكبر هذه التماثيل هو تمثال الحوت الأزرق، الذي يبلغ وزنه ثمانية أطنان وطوله ستة وعشرون متراً. إلى جانبه عُلق تمثال لحوت الأوركا ولحوت صبي آخر يسبح إلى جانب أمه، كما أنه من المخطط إضافة تمثال أخطبوط وحوت آخر يبلغ طوله عشرة أمتار. ولتكملة هذه الأجواء، تصاحب الزائر في هذا القسم أصوات الحيتان وهي تسبح أو تصعد إلى السطح لتتنفس. ويهدف هذا القسم، الذي تم تصميمه من قبل منظمة حماية البيئة كرينبيس، إلى جذب الانتباه للأخطار التي تتعرض إليها الحيتان، المهددة حالياً بالانقراض. سقف هذه القاعة تم بناؤه خصيصا لهذا المعرض بحيث يستطيع تحمل أكثر من ثلاثين طنا.
ولفت الأنظار إلى المخاطر التي تتعرض لها الكائنات البحرية وإلى أهمية التنوع الحيوي، يعد من أهم أهداف المتحف كما يؤكد الدكتورغوتس بودو راينكه، المدير العلمي للمتحف الألماني للبحار. وعن طريق استعراض بقايا الكائنات البحرية، التي عاشت في مختلف حقب الأرض الجيولوجية، يريد المتحف التعريف بالتطور الذي عرفته البحار، لأن التنوع الحيوي في الأعماق نتيجة لتطور عبر ملايين السنين لا يجب على الكائن البشري أن يشكل خطرا عليه.