متحف كونستهاله في هامبورغ.. كوارث طبيعية بلمسة فنية
الانفجارات البركانية والبحار الهائجة وحتى الفيضانات، كلها كوارث طبيعية تجذب انتباه البشر وفضولهم. متحف كونستهاله بألمانيا يسلط الضوء على أهم أبرز الكوارث الطبيعية عبر العصور من خلال عرض ما يقرب من 200 لوحة فنيه.
يان أسيلين: انهيار سد سانت أنطوني
من أبرز اللوحات التي يضمها المعرض هي لوحة يان أسيلين (1610-1652) المصنوعة من قماش الكانفاه والمرسومة بالزيت. وتعبر اللوحة عن العاصفة القوية التي ضربت الساحل الهولندي في مارس 1651، والتي أدت إلى انهيار سد سانت أنطوني بالقرب من أمستردام وما يحيط به. وتظهر اللوحة بشكل بارع تحرك المياه واختراقها للسد، كما تصورالرياح القوية بشكلٍ يجسدها وكأنها تحدث أمام المُشاهد.
إغبرت فان دير بول: ديلفت بعد الانفجار 1654
تظهر اللوحة المشهد العام في مدينة ديلفت الهولندية بعد انفجار أحد متاجر البارود هناك. أدى التفجير إلى تدمير ما يقرب من ربع المدينة ومقتل آلاف الأشخاص. عُرف هذا الحدث باسم The Delft Thunderclap، وفي لوحة فان دير بول، تظهر الأشجار المحروقة والبيوت المدمرة الخاوية وآثار احتراق المدينة. ليست تلك هي اللوحة الوحيدة لفان دير بول، وإنما قدم 20 لوحة أخرى من قماش الكانفاه تتناول الكارثة من نفس المنظور.
جوزيف رايت: بركان ڤيزوڤ الإيطالي
عندما سافر إلى إيطاليا في نوفمبر 1774، شهد الفنان البريطاني جوزيف رايت من ديربي (1734-1797) اندلاع بركان جبل ڤيزوڤ بالقرب من مدينة نابولي. جذب هذا الحدث اهتمام الفنان الذي قام بتصميم قرابة الثلاثين لوحة لتوثيق الثورات البركانية على مدى العشرين عاماً القادمة.
ثورة بركان ومقتل بليني (1813)
الفنان الفرنسي بيير هنري دي فالنسيان (1750-1819)، كان أيضاً مفتوناً بجبل ڤيزوڤ. قام الفنان برسم ثوران جبل ڤيزوڤ عام 79 ميلادية، والذي كان واحدًا من أكثر الثورات البركانية كارثية وتدميراً في التاريخ الأوروبي. وفي الصورة يظهر شخصان، أحدهما ضابط روماني، يقدم المساعدة للمؤرخ التاريخي بليني الأكبر الذي توفي هناك، وتظهر في الخلفية المباني المنهارة والدخان المتصاعد من فوهة البركان في مشهدٍ مروعٍ.
كاسبر ديفيد فريدريك وبحر الجليد
عاش الفنان الألماني كاسبار ديفيد فريدريش (1774-1840) أحد أشد فصول الشتاء على نهر إلبه في الفترة ما بين عامي 1820 و 1821، إذ شهد وجود قطع ضخمة من الجليد تتكون في البحار ذلك الوقت. ورسم الفنان الألماني العديد من اللوحات التي تظهر تلك الظاهرة الطبيعية النادرة. وكانت لوحة بحر الجليد هي الأولى في تلك السلسلة. وفي اللوحة، تظهر مدى ضخامة تلك القطع الجليدية لدرجة لا تظهر معها السفينة المحطمة على اليمين.
كاسبار ديفيد فريدريش .. "حرائق نويبراندنبورغ"
تحمل تلك اللوحة التي صممها الفنان الألماني كاسبر ديفيد فريدريش عنوان "حرائق نويبراندنبورغ". وفي اللوحة تظهر مدينة نويبراندنبورغ الألمانية تحترق ويتصاعد الدخان من إحدى الكنائس. ربما كان فريدريش يشير إلى حرائق مدينة نويبراندنبورغ التي وقعت قبل وقته، في 1631 و1676 و 1737.
جاكوب غينسلر: هامبورغ بعد حريق 1842
تعتبر لوحة جاكوب غينسلر (1808-1845) بعنوان "هامبورغ بعد حريق عام 1842" عملاً فنياً هاماً يصور النيران المُدمِرة في مدينة هامبورغ الشمالية الألمانية. تهيمن الأطلال والدخان على خلفية اللوحة فيما يقوم بعض العمال بإعادة بناء المدينة المُدمَرة.
بيرتهولد بوتنر: غرق سفينة المهاجرين 1858
في عام 1858 غرقت سفينة المهاجرين النمساوية في المحيط الأطلسي بعد اندلاع حريق بها من هامبورغ إلى نيويورك. نجا من الحادثة 89 شخصاً من أصل 545 راكباً. صور الفنان الألماني النمساوي يوهان كارل بيرتهولد بوتنر (1821-1881) الحادثة في لوحة رسمها في نفس العام الذي وقعت فيه الكارثة.
يوجين إيزابي حطام سفينة 1823
رسم الفنان الفرنسي يوجين إيزابي (1803-1886) لوحة فنية ضخمة تبلغ مساحتها (2 × 3.4 أمتار)، لغرق سفينة أخرى عام 1823، وذلك بعد سنوات عديدة من وقوع تلك الكارثة البحرية. وفي الصورة تظهر محاولات البحارة مقاومة الأمواج في العاصفة الشديدة التي تسببت في ضياع قوارب النجاة وسط المياه. ويعتبر التفاعل بين أمواج البحر الوحشية المظلمة وبين السحب السوداء الغاضبة، هو أحد العناصر الأساسية في اللوحة.
كوتا إزاوا: فيضان 2011
لطالما كانت الفيضانات من الكوارث المفزعة منذ قرون وحتى الآن. قام الفنان الألماني كوتا إيزاوا مصمم برامج الرسوم المتحركة، بتصميم لوحة بعنوان "فيضان 2011". الصورة المصممة على شكل غرافيك تظهر الفيضان الذي وقع في ولاية جورجيا الأمريكية عام 2011. استخدم إيزاوا تصميم "فيكتور" لرسم اللوحة، بالإضافة إلى رسومات محددة من حيث النقاط ثنائية الأبعاد، لخلق لوحة فنية تكنولوجية حديثة.
أولفرت دين أوتر و"سلسلة لا تنتهي أبدا" 2011
تعتبر تلك اللوحة التي قدمها الفنان البرتغالي أولفرت دين أوتر، هي جزء من سلسلة لوحات تناول فيها الكثير من الكوارث الطبيعية التي واجهها العالم والتي سلطت وسائل الإعلام الضوء عليها. يواصل الفنان، الذي يعيش في هولندا، إضافة المزيد إلى ما أطلق عليه "سلسلة لا تنتهي أبدا" والتي يشير إليها على أنها "كتالوغ للجمال بدون سلام“. ألكساندرا موليكن/ س.م