مجلس النواب الأمريكي يرفض مشروع قرار يجيز التدخل عسكريا في ليبيا
٢٥ يونيو ٢٠١١رفض مجلس النواب الأمريكي أمس الجمعة (25 يونيو/ حزيران 2011) إجراء من شأنه السماح بدور أمريكي محدود لدعم بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا، وذلك فيما ينظر إليه على أنه توبيخ حاد للرئيس الأمريكي باراك أوباما. وعارض القرار 295 نائبا مقابل 123 بعدما انضم العشرات من أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما إلى الأغلبية الجمهورية في رفض القرار. ويعارض الكثير من الديمقراطيين التدخل العسكري في ليبيا ، بينما يؤكد الجمهوريون أن أوباما انتهك قرار قوى الحرب لعام 1973 عندما لم يحصل على موافقة صريحة من الكونجرس. ويفرض القانون مبدئيا على الإدارة أن تطلب إذن الكونغرس للانخراط في "أعمال حربية" في الخارج. لكن إدارة اوباما أكدت أنها تكتفي بتحرك الحلف الأطلسي بشكل محدود وان مفهوم "الأعمال الحربية" لا ينطبق على هذه الحالة.
وانتقد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، رفض مجلس النواب التصريح بالحملة العسكرية قائلا إن الرفض يبعث بإشارة خاطئة إلى الناتو بينما لن يؤدي إلى تعليق المشاركة الأمريكية. وقال: "نشعر بخيبة الأمل من ذلك التصويت.. نعتقد أن الآن هو ليس الوقت المناسب لإرسال رسائل مشوشة كالتي يرسلها". مضيفا أن "مصير القذافي بات واضحا والآن الوقت ليس للتراخي". من جانبها اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن نتيجة التصويت تظهر أن التدخل يحظى بدعم الجانبين في الكونغرس. وقالت للصحافيين "نحن بصدد تنفيذ خطة للنجاح في مهمتنا في ليبيا. إنها على السكة ويجب تنفيذها بشكل جيد. ان الزمن والتاريخ يلعبان لصالحنا لكن فقط إن واصلنا الضغط".
مواصلة تمويل الضربات الجوية في ليبيا
واظهر تصويت ثان أن النواب لا يملكون إستراتيجية متماسكة لإرغام الرئاسة على تغيير موقفه، بعد أن رفض النواب بغالبية 238 صوتا مقابل 180 قرارا يمنع تمويل الضربات المباشرة في ليبيا. وهذا النص الذي أعده في الأصل الجمهوريون يشكل في الواقع موافقة مقنعة على التدخل لأنه يجيز عمليات المساندة لتدخل الحلف الأطلسي.
وفي حالة تمرير هذا القرار كان سيصبح قرارا رمزيا بشكل كبير نظرا لأنه كان يحظى بفرصة ضئيلة في أن يوافق عليه مجلس الشيوخ. ويؤكد أوباما أنه ليس بحاجة لموافقة الكونجرس لأن القوات الأمريكية لا تشارك في العمليات العسكرية المتواصلة على ليبيا وبالتالي فهو ملتزم بقرار قوى الحرب. ويلزم القرار الذي تم تمريره عقب حرب فيتنام، الرئيس الأمريكي بالحصول على تصديق من الكونجرس إذا ما قام بعملية عسكرية تتعدى 60 يوما. ويشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها مجلس النواب تحركا عسكريا منذ نيسان/أبريل 1999، عندما صوت بدون جدوى ضد تدخل الرئيس السابق بيل كلينتون في كوسوفو.
ساركوزي يدافع عن المهمة في ليبيا
على صعيد آخر، رفضت فرنسا أمس الجمعة انتقادا أمريكيا لأداء أوروبا في حملة حلف شمال الأطلسي ضد الزعيم الليبي معمر القذافي، حيث انقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشدة تصريحات وزير الدفاع الأمريكي المنتهية ولايته روبرت غيتس، التي أدلى بها في وقت سابق من الشهر الجاري وانتقد فيها الدول الأوروبية على افتقارها للقوة العسكرية.
وقال ساركوزي للصحفيين خلال قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل "كان من غير الملائم أن يقول السيد غيتس هذا.. والأكثر من هذا أنه خطأ محض بالنظر إلى ما يحدث في ليبيا". وبعد انسحاب الولايات المتحدة عن الدور القيادي في مهمة القصف الجوي في ليبيا تولى حلف شمال الأطلسي القيادة في 31 مارس/ آذار لكنها واصلت توفير الموارد الضرورية ومن بينها طائرات الاستطلاع وطائرات للتزود بالوقود في الجو وطائرات بدون طيار مسلحة. ومن المقرر أن يتقاعد غيتس في نهاية هذا الشهر.
وفي احدث سلسلة من الانشقاقات ذكرت وكالة أنباء تونس الرسمية أن قاربا رسا في ميناء بجنوب تونس أول أمس الخميس يحمل لاجئين ليبيين بينهم 19 من الجيش والشرطة الليبية انشقوا عن نظام العقيد معمر القذافي. وفي بنغازي وصل العشرات من أنصار المعارضة الذين أفرج عنهم الزعيم الليبي معمر القذافي وسمح لهم بالعودة بحرا إلى بنغازي في خطوة قد تشير إلى بدء محادثات أوسع بين الجانبين. ونقلت رويترز عن ديبة فخر، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بنغازي، قولها: "هؤلاء اغلبهم مدنيون... ومن بينهم 51 شخصا احتجزتهم طرابلس لكن الحكومة أفرجت عنهم لذا أعدناهم مرة أخرى." وقال متحدث باسم المعارضة إنها أفرجت عن خمسة من أنصار القذافي وأعادتهم إلى الغرب في وقت سابق.
(ط.أ/ رويترز/ د ب أ/ أف ب)
مراجعة: حسن زنيند