مجموعة الثماني تتجه للدعوة لتشديد العقوبات على طهران
٣٠ مارس ٢٠١٠يتجه وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني لإصدار بيان يدعو المجتمع الدولي إلى "اتخاذ خطوات ملائمة وقوية" لإظهار تصميمه بشأن أنشطة إيران النووية. وحسب مسودة بيان ختامي لاجتماع مجموعة الثماني، الملتئم بمدينة غاتينو (إقليم الكيبك) بالقرب من أوتاوا بكندا، فإن باب الحوار مع طهران لا يزال مفتوحا من أجل التوصل إلى تسوية حول برنامجها النووي المثير لمخاوف المجتمع الدولي من مساعيها إلى تصنيع أسلحة نووية.
وفي ملف آخر، أقر اجتماع مجموعة الثماني خطة اقتصادية لتنمية المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان. وأعلن وزير الخارجية الكندي لورانس كنون أن وزراء خارجية دول المجموعة اتفقوا مساء أمس الاثنين (29 آذار/ مارس 2010) على "مبادرة" اقتصادية للمناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان. وتختتم اليوم الثلاثاء اجتماعات وزراء خارجية مجموعة الثماني بعد يومين من المداولات التي شملت قضايا دولية عديدة هيمن عليها الملف الإيراني الساخن.
تشديد الضغوط الدولية على إيران
ويشدد البيان المتوقع صدوره في ختام اجتماعات مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع زائد روسيا على أن "عدم امتثال إيران المستمر لالتزاماتها، التي يطالب بها مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص برنامجها النووي، يثير قلقا جديا لدى وزراء مجموعة الثماني". علما أن طهران تصر، من جانبها، على سلمية أغراض برنامجها النووي.
وجاء في مسودة البيان أن" الوزراء اتفقوا على البقاء منفتحين على الحوار وأكدوا من جديد الحاجة لأن يتخذ المجتمع الدولي خطوات ملائمة وقوية لإظهار ... العزم للحفاظ على النظام الدولي لحظر الانتشار النووي". لكن لم ترد في البيان كلمة "عقوبات" وهو يمثل أحدث خطوة في حملة من الضغط تشنها العديد من أقوى الدول في العالم لإجبار إيران على تلبية مطالب مجلس الأمن الدولي والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جهته أكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، على هامش اجتماع مجموعة الثماني، على ضرورة تشديد العقوبات ضد طهران. وأوضح فيسترفيله أن عدم تجاوب إيران مع المقترحات، التي عرضت عليها، يتطلب من المجتمع الدولي أن "يستعد لتشديد العقوبات عليها". واعتبر وزير الخارجية الألماني أن إيران "المسلحة نوويا" ستعرض النظام العالمي للخطر؛ مضيفا أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يقبل بمثل هذا الاحتمال.
وتضغط الدول الغربية الثلاث دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا، من أجل فرض جولة جديدة من العقوبات على إيران. ولا تؤيد روسيا فرض عقوبات مشددة على إيران لكنها أشارت في الآونة الأخيرة إلى أنها قد تنضم إلى المنادين بها. أما الصين، التي تربطها علاقات اقتصادية وثيقة بإيران، فقالت مرارا إن العالم بحاجة لمزيد من الوقت لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع.
من جانبها قللت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم أمس الاثنين في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" مما أثير من مخاوف من أن تكون الصين لا تشاطر الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الرأي بشأن فرض المزيد من العقوبات على إيران.
مبادرة لتنمية مناطق حدودية بين أفغانستان وباكستان
وأقر وزراء خارجية مجموعة الثماني، وفق ما أعلنه وزير الخارجية الكندي، "مبادرة اقتصادية للمناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان". كما شدد الوزراء على ضرورة مكافحة الفساد في أفغانستان وحثوا الرئيس حامد كرزاي على اتخاذ المزيد من التدابير من أجل مكافحة الفساد والمخدرات. وجاء في بيان صدر عن وزراء مجموعة الثماني أن تلك التدابير ينبغي أن تكون "ملموسة وعاجلة".
وطالب الوزراء في بيانهم، الذي نشر اليوم الثلاثاء، بأن تتم الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل في أفغانستان، بشكل "نزيه"؛ مؤكدين على الأهمية الشديدة لهذا الأمر على طريق تحقيق المزيد من التطور في أفغانستان.
(م س / د ب أ / رويترز / أ ف ب )
مراجعة: أحمد حسو