محطات من تاريخ الطرق السريعة في ألمانيا
تشتهر ألمانيا بطرقها السريعة ويحسدها بعض جيرانها لأن معظم الطرق السريعة بها غير محددة السرعة. في هذه الجولة المصورة، نتعرف على بعض المحطات على تاريخ الطرق السريعة في ألمانيا.
بدايات منذ أكثر من ثمانين عاماً
في السادس من أغسطس/ آب 1932 افتتحت أولى الطرق السريعة في ألمانيا، وهي A555 الرابطة بين مدينتي كولونيا وبون. ودامت فترة بنائها ثلاثة سنوات، ورصدت لها ميزانية 8.6 مليون مارك.
آدنوار أب الطرق السريعة
محافظ مدينة يون آنذاك والمستشار الألماني اللاحق كونراد آدنوار هو من أوصى ببناء أول طريق سيارة، غير أن الطريق لم تحصل على صفة الطريق السريعة إلا لمدة ستة أشهر فقط.
النازيون وشبكة الرايخ الطرقية
وبعد استيلاء النازيين على السلطة في ألمانيا عام 1933، تم التقليل من صفة A555 من طريق سيّارة (سريعة) إلى طريق رابطة بين المدن. وذلك حتى يقال أن النازيين هم أول من أنشأ الطرق السريعة. وعمد النازيون إلى بنائها حتى تخدم حملتهم الدعائية، وتساعدهم على القضاء على البطالة ورفع مستوى تنقل الأشخاص والبضائع داخل البلاد.
إبراز العضلات
ووفق البرنامج الذي أعد في البداية، كان معدل الطرق السريعة ينمو بمستوى ألف كيلومتر في السنة، لكن ذلك استمر إلى غاية 1938 فقط. في عام 1940 تم إخضاع المعتقلين أيضا للعمل في ورشة البناء، وبين عامي 1941 و1942 توقفت الأعمال تماما، ولم يؤدي إلى ارتفاع البطالة.
أزمة النفط 1973
عاشت الطرق السريعة أفضل الفترات خلال سنوات الطفرة الاقتصادية التي تلت الحرب العالمية الثانية. بات الألمان قادرون أكثر فأكثر على شراء سيارة خاصة وقضاء عطل سياحية خارج بلادهم. بيد أن ذلك شهد انتكاسة عندما تمّ حظر قيادة السيارة يوم الأحد، في سابقة تاريخية نتيجة لوقف إمدادات النفط بقرار من أعضاء منظمة الدول العربية المصدرة للبترول كوسيلة للضغط على الدول الغربية وثنيها عن دعم إسرائيل في حرب 1973.
لا حدود للسرعة
جيران ألمانيا يعتبرون أن من يقود السيارة في ألمانيا في نعيم لكونه غير مجبر على احترام معدلات السرعة في الطرق السريعة كما هو الأمر بالنسبة للدول الأخرى كفرنسا والنمسا وغيرها. لكن هذا ليس صحيحا تماما، فهناك معدل سرعة وسط ينصح باحترامه ويصل إلى 130كلم/ ساعة.
ازدحام لآلاف الكيلومترات
وفي ألمانيا أيضا يشكل الازدحام اشكالية يومية تشهدها الطرق السريعة، وحسب نادي السيارات الألماني ((ADAC فقد بلغ طول الازدحام العام الماضي 450 ألف كلم. وعادة ما تشكل حوادث السير أحد الأسباب الرئيسية لوقوع الازدحام، وذلك فضلا عن أن العطل المدرسية لبعض الولايات الألمانية تتقاطع فيما بينها.
ترابانت تكتسح طرق ألمانيا الغربية
وتبقى صور لقافلات سيارات ترابانت القادمة من ألمانيا الشرقية (سابقا) على طرق ألمانيا الغربية من الصور التي ظلت عالقة في الذاكرة الجماعية الألمانية عقب سقوط جدار برلين. وبحكم أن ترابانت كان نوع السيارات الوحيد، المستعمل في ألمانيا الشرقية، فكان ممتعا بالنسبة للغربيين مشاهدة السيارة على طرقهم.
شبكة طرق ألمانيا الشرقية
سقوط جدار برلين بيّن أيضا حقيقة وضع الطرق السريعة في ألمانيا الشرقية، فقد كانت بحاجة كبيرة إلى الترميم خاصة وأن أجزاء من تلك الطرق لم تشهد أية إصلاحات منذ بنائها في الحقبة النازية. وبعد نحو عشرين عاما تغير الوضع تماما، وباتت ولايات الشرق تنعم هي الأخرى بشبكة طرقية جيدة متطورة.
احتفالات على الطريق السريعة
شهد عام 2010 حدثا بارزا، فقد منعت السيارات من التحرك على طريق A40 الرابطة بين دويسبورغ ودورتموند. وذلك في إطار الاحتفالات بمنطقة رور(غرب ألمانيا) كعاصمة ثقافية لأوروبا. ولقد تم فتح الطريق أمام الراجلين و راكبي الدراجات الهوائية الذي بلغ عددهم ثلاثة ملايين. وذلك للتمتع بعروض ثقافية عرضت على الطريق السريعة.
طريق سريعة للدراجات؟
طرق سريعة للدراجات توجد في هولندا والدنمارك وبلجيكا. ومنذ بداية الثمانينيات تمّ اختبار بعضها داخل ألمانيا لتخفيف الضغط الذي تتعرض له شوارع المدن المزدحمة والطرق السريعة. ويتم التفكير حاليا في بناء طريق سريعة للدراجات لاعتمادها في المستقبل.