محطات من حياة "ملكة السول" أريثا فرانكلين
موهبة مميزة أدخلتها الشهرة العالمية، والعديد من الأغاني، التي لامست المشاعر على مدى عقود فحصدت 18 جائزة غريمي، بالإضافة إلى جوائز أخرى. تتذكر DW بعضاً من أجمل أغاني الفنانة الراحلة وتسلط الضوء على أهم أحداث حياتها.
قال أحد منتجي أريثا فرانكلين ذات مرة: "إن الجو اللطيف الذي تخلقه في الاستوديو لا يمكن مقارنته بأي شيء آخر. لقد رأيت موسيقيين آخرين يتوقفون عن العزف للاستماع إليها.. تدعم عبقريتها الموسيقية صوتها المهدى من الله".
بعد أن تعلمت من والدها، القس في الكنيسة المعمدانية سي. ل. فرانكلين، استطاعت أريثا استقطاب الجمهور بسرعة. غير أنها ورثت موهبتها الغنائية من أمها، لدرجة أن أسطورة مرتلة الإنجيل وصديقة الأسرة ماهاليا جاكسون قد وصفت ذات مرة والدتها بأنها "إحدى أعظم مرتلي الإنجيل، وأكثر موهبة من القس نفسه".
كانت فرانكلين تتطلع من الناحية الموسيقية إلى مغنين مثل ماهاليا جاكسون، وكلارا وارد، ومغنية البلوز والجاز دينا واشنطن. فبعد عام من وفاة واشنطن، أصدرت أريثا الألبوم الرائع "Unforgettable (غير المنسية)" تكريماً لواشنطن. اختبرت في مراهقتها أحداثاً كبيرة، فقد توفيت والدتها في سن الـ34، وحملت مرتين في عمر الـ14 و الـ16. لذا كان أداؤها في البلوز، أو الموسيقى الكئيبة، مقنعاً.
جاء النجاح الحقيقي لفرانكلين بعد أن وقّعت مع شركة أتلانتيك للتسجيلات في عام 1967. وبعد مرور عام، كانت أغنية Respect (احترام)" في المرتبة الأولى. كما أصبحت نشيد حركة الحقوق المدنية الأمريكية، وحركات حقوق المرأة. وكان مارتن لوثر كينغ صديقاً مقرباً لوالدها، ومن أكثر اللحظات فخراً لفرنكلين، عندما منحها الزعيم كينغ جائزة في عام 1968. في وقت لاحق من ذلك العام في جنازته، غنت فرانكلين "بريشس لورد".
لو كان لأريثا فرانكلين حساب فيسبوك، لكتبت الحالة الاجتماعية "معقدة". تزوجت مرتين: قيل إن الزواج الأول كان عنيفاً، فيما انتهى الزواج الثاني بسبب الخيانة. كانت أريثا متحفظة فيما يتعلق بحياتها الخاصة، ولكن يمكن القول بأن مشاعرها كانت تقودها.
على الرغم من بعض الانتقادات، عزز ألبوم "Lady Soul" مكانتها كـ "ملكة السول" في وقت مبكر من حياتها المهنية.
روى المنتج جيري ويكسلر عن تردد فرانكلين في أول ألبوماتها في عام 1972. "لقد اضطررت إلى إقناعها ... لم تكن تريد أن تتغير صورتها أمام الكنيسة... كان لديها تحفظات كبيرة حول تسجيل موسيقى للكنيسة، لأنها كانت تغنّي في السابق موسيقى البلوز والجاز- لا ترغب بتدنيس الأشياء، إذا جاز التعبير". أصبحت "أميزينغ غريس (النعمة المذهلة)" أنجح الألبومات الدينية في كل العصور.
خلال تجربتها الأولى في مجال التمثيل في فيلم (بلوز برذرز) عام 1980، سجلت فرانكلين نسخة جديدة من "Think (فكّر)"، إحدى أغانيها الكلاسيكية السابقة. ساعدها الفيلم والموسيقى الخاصة به بإنهاء ست سنوات من الابتعاد عن الغناء.
في ثمانينات القرن الماضي قُدمت فرانكلين إلى جيل جديد، بعد أن غادرت شركة "أتلانتيك" للتسجيلات إلى شركة "أريستا" للتسجيلات. كان ألبومها في عام 1985 "Who's Zoomin' Who(من يراقب من)"، أول ألبوم بلاتيني لها. بعد ذلك بعامين، حققت أغنيتها مع جورج مايكل "I knew you were Waiting for me (عرفت بأنك كنت تنتظرني)" المرتبة الأولى واستطاعت الوصول لجمهور أصغر سناً.
على الرغم من نجاحها المتجدد، إلا أن الثمانينيات كانت فترة صعبة على فرانكلين، إذ توفي والدها في عام 1984 في حادث سرقة، كما توفيت أختها الصغرى كارولين إثر إصابتها بمرض السرطان في عام 1988، وتوفي شقيقها الأكبر سيسيل بعد ذلك بعام. كانت قد كتبت مع شقيقتها أغنية "Angel (ملاك)" في عام 1973.
تدور العديد من أغاني فرانكلين الأوائل حول معاملة النساء باحترام، مثل "Do Right Woman - Do Right Man (تصرف بشكل جيد)" من عام 1967، حينها كانت أريثا تعيش في ظل زواج عنيف مع تيد وايت.
تعاونت فرانكلين مع آني لينوكس في أغنية " Sisters are doing it for themselves"، ما يعني باللغة العربية (الأخوات يفعلون ذلك من أجل أنفسهم)، لتمكين المرأة.
عندما أدى باراك أوباما اليمين الدستورية كأول رئيس أفريقي أميركي لأمريكا في عام 2009، كانت مشاركة فرانكلين بأغنية "My country, Tis of Thee; (بلادي)" من أبرز الأحداث أيضاً. حصلت على جائزة غرامي على أغنية "Bridge Over Troubled Water(جسر فوق الماء العكر)" في عام 1971، بعد أن بيع منها مليوني نسخة.
قالت فرانكلين ذات مرة: "كان إيماني مهماً دائماً بالنسبة لي، وسيكون دائماً كذلك". أدت خلال زيارة البابا فرانسيس للولايات المتحدة في عام 2015، ترتيلة "Amazing grace (نعمة مذهلة)". وأعطت البابا فرانسيس في الكواليس مجموعة صغيرة من مواعظ والدها.
إلى جانب 18 جائزة غريمي، منحت فرانكلين أعلى وسام شرف أمريكي يمكن لفنان أن يستلمه، وكرمت من قبل مركز كيندي في عام 1994، كما منحت ميدالية الحرية في عام 2005. ويذكر بأن الرئيس أوباما قد بكى خلال أدائها أغنية "Natural Woman (امرأة طبيعية)" في مركز كينيدي، تكريماً لمؤلف الأغاني كارول كينغ قبل ثلاث سنوات. جوليا هيتس /ريم ضوا.