محمد منير ضيفا على احتفال "سلام رمضان" في كولونيا
١٥ أكتوبر ٢٠٠٧قام كل من إذاعة غرب ألمانيا وكولونيا فيلهاروموني بتنظيم حفلاً منوعاً بمناسبة احتفال المسلمين بعيد الفطر. وتعد فعاليات "سلام رمضان" خطوة أخرى في اتجاه حوار فعال بين الثقافات والأديان وتعميق انفتاح الألمان على الثقافات الأخرى. وفي هذا الإطار يقول فرانسيس جاي وهو أحد القائمين على هذا الاحتفال " هناك كثير ممن لا يستسيغ فكرة مشاركة أتباع الديانات الأخرى احتفالاتهم الدينية. ومن خلال فعاليات هذا الاحتفال نسعى إلى كسر تلك الحواجز والمخاوف". وخلال الاحتفال تم تقديم أنماط مختلفة من الحياة اليومية العربية بدءاً بالطرق التراثية لتزيين المرأة العربية وانتهاء بوجبات الطعام العربية المختلفة.
حفل غنائي للفنان المصري محمد منير
وتضمن الاحتفال تقديم فقرات موسيقية من بلدان عربية وإسلامية مختلفة، وممثلا عن الموسيقى العربية أحيا الفنان المصري محمد منير أمسية غنائية، أطرب فيها جمهوره من العرب والألمان. وفي حوار خاص مع موقعنا أكد محمد منير على خصوصية هذه الحفلة قائلا:
"من خلال حفل (سلام رمضان) نقدم وجها آخر لابد أن يظهر و بقوة، و هو أن الغالبية من الشعوب العربية والإسلامية ليست مع الإرهاب، بل على العكس فهي مع الحب و السلام و العدل، و أنا واحد من هذه الغالبية".
أما علاقة المطرب المصري بألمانيا فبدأت منذ الثمانينات عن طريق الفرقة الموسيقية "أمبريو". وألمانيا بالنسبة له أحد أهم الدول، التي تمتع بصناعة موسيقى جيدة، هذا بالإضافة إلى أنه محاط في ألمانيا بالكثير من الأصدقاء والموسيقيين. وعن كيفية استقبال موسيقاه من الجمهور في ألمانيا قال:
"إن جمهور حفلاتي في ألمانيا أغلبه من الألمان و قليل منه من الجاليات العربية، والجمهور الألماني مستمع جيد، لديه أسرار صناعة الاستماع الجيد، فالشعب الألماني يسمع كل شيء بشرط الجودة، ولا يخضع لثقافة واحدة. وأنا لا أغني لفئة معينة من الجمهور، بل أغنى للإنسان، و هذا يحتاج فقط موسيقى جيدة وغناء جيد".
حين تتجاوز الموسيقى الحدود...
يمثل منير حالة غنائية خاصة من ناحية الشكل و المضمون حتى قال عنه الشاعر المصري عبد الرحيم منصور في بداية ظهوره على الساحة الغنائية :"إن هذا الفتى القادم من الجنوب سيكون صوت مصر الجديد"، ولكن كيف استطاع أن يتجاوز حدود المحلية إلى الثقافات الأخرى ليكون مطربا عالميا. عن هذا يقول: "قد لا يلتقي البشر لأي سبب، ولكن لغة الموسيقى لغة إنسانية عامة لا تعرف الحواجز ولا حدودا، وكلما كانت تربية الفنان الموسيقية قوية ومبنية على أسس شعبية أصيلة فلن يجد الفنان صعوبة في التعامل مع الثقافات الأخرى، لأن الثقافات الأخرى مبنية على التاريخ، و التاريخ يلتقي بالتاريخ ".
لقد تميز منير منذ بدايته بأسلوبه الغنائي المغاير لأسلوب الغناء الذي ساد مصر في السبعينات، سواء على مستوى الألحان أو الكلمات، اتسمت أعماله الغنائية بأسلوب جديد يتجاوز تقاليد الغناء الكلاسيكية، وساعده على ذلك تعاونه مع ملحنين ومؤلفين شباب متنوعي التجارب. ويغني منير بالكثير من اللهجات، العامية المصرية، النوبية، السودانية وغيرها من اللهجات التي لم تكن معتادة في شكل الغناء الكلاسيكي.