مخاوف أوروبية من تصاعد النزاع التجاري مع واشنطن في عهد ترامب
٢١ يناير ٢٠٢٥أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين الثلاثاء (21 يناير/كانون الثاين 2024) أن الاتحاد الأوروبي سيتعامل "ببراغماتية" مع الولايات المتحدة غداة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
في كلمة ألقتها في دافوس تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين إن "أولويتنا القصوى ستكون الدخول في حوار (مع الولايات المتحدة) دون تأخير لدراسة مصالحنا المشتركة والاستعداد للتفاوض" مشددة على أن الكتلة ستدافع عن "مصالحها" و"قيمها".
ولم تذكر فون دير لاين اسم ترامب خلال كلمتها لكنها وصفت ظهور "حقبة جديدة" من "المنافسة الجيوستراتيجية القاسية"، وقالت إن "السباق أطلق" و"يجب على أوروبا أن تتحرك بسرعة".
وحذرت المسؤولة الأوروبية من تصاعد النزاع الاقتصادي مع الإدارة الأمريكية الجديدة وقالت: "لا توجد اقتصادات أخرى في العالم متكاملة مثلنا". وأضافت "الشركات الأوروبية توظف في الولايات المتحدة 5ر3 مليون أمريكي، كما تعتمد مليون وظيفة أمريكية أخرى بشكل مباشر على التجارة مع أوروبا".
كما لفتت إلى أن التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تقدر بنحو 5ر1 تريليون يورو، وهو ما يمثل 30 % من حجم التجارة العالمية.
ساسة ألمان: تعزيز قدرات الاتحاد الأوروبي والحوار مع واشنطن
نائب المستشار الألماني روبرت هابيك أكد على ضرورة أن يكون للاتحاد الاوروبي رد فعل قوي في حال فرض الولايات المتحدة رسوم جمركية على الواردات. وقال مرشح حزب الخضر للمنافسة على منصب المستشار خلال قمة الطاقة التي نظمتها صحيفة "هاندلسبلات" في برلين اليوم الثلاثاء، إنه ينبغي التصرف بيد ممدودة تجاه إدارة ترامب، "ولكن لا ينبغي أن نسمح لأنفسنا بأن تظل يدنا ممدودة بلا حدود"، محذرا من "الجبن".
من جانبه يرى مرشح التحالف المسيحي لمنصب المستشار الألماني فريدريش ميرتس - وهو المرشح الأوفر حظا لشغل هذا المنصب عقب الانتخابات العامة المقبلة - أن هناك حاجة ملحة للتنسيق في أوروبا عقب تنصيب ترامب.
وقال رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي لإذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية: "يتعين على الأوروبيين الآن أن يجلسوا معا بسرعة ويناقشوا سؤالين كبيرين ... أولا، ماذا نفعل من أجل أمننا؟ وقد تأخرنا في ذلك كثيرا، إذ كان من
الضروري القيام بذلك منذ سنوات. وثانيا: كيف نعزز مكانتنا في التجارة مع أمريكا؟". وعندما سئل عما إذا كان ترامب يبدو على وفاق مع الساسة اليمينيين في أوروبا ، قال ميرتس: "يبدو أن هذا هو الحال. ولكن هذا لا يعني أن دونالد ترامب لن يجري محادثات عقلانية مع جميع الآخرين إذا كان ذلك يصب في المصلحة الأمريكية".
أما زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، لارس كلينغبايل، فيرى أن تنصيب ترامب بمثابة نداء للأوروبيين للتركيز على نقاط قوتهم، وأشار في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف" إلى أن الاتحاد الأوروبي منطقة اقتصادية ضخمة و"إذا تحسن أداؤنا في أوروبا، وإذا عملنا معا بشكل أوثق، سنتمكن من مواكبة الولايات المتحدة".
وبحسب كلينغبايل، فإن العلاقة مع الإدارة الأمريكية المستقبلية ستكون بمثابة "عملية موازنة صعبة" بين مجالات التعاون والتفارق، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية العلاقات الوثيقة عبر الأطلسي.
من جانبه، قال زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، كريستيان دور، في تصريحات لنفس المحطة إن القوة الاقتصادية ستكون مهمة في العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه لا يوجد في الوقت الحالي أي حديث عن فرض رسوم جمركية على منتجات الاتحاد الأوروبي، موضحا في المقابل أنه سيكون من الأفضل دائما التفاوض من موقع القوة الاقتصادية، مضيفا أنه لتحقيق هذه الغاية، يتعين تخفيف القيود في ألمانيا، على سبيل المثال من خلال الحد من البيروقراطية وتخفيف الأعباء.
ع.ج.م/ح.ز (د ب أ، أ ف ب)