مدينة زانغرهاوزن مدينة الأزهار والمناجم
تقوم مدينة زانغرهاوزن على أرض تعبق بالتاريخ والأزهار تبلغ مساحتها 3427 هكتاراً. ففي المنطقة التي تقوم عليها المدينة وجدت اللبنة الأولى لأول إمبراطورية ألمانية، إذ ولد القيصر أوتو في مدينة فالهاوزن المجاورة. من المعروف ان منطقة زانغرهاوزن كانت مستوطنة فرانكية في القرن السادس. ومن عوامل تطور المدينة هو ازدهار الكثير من الحرف اليدوية فيها آنذاك، كصناعة الأحذية والأواني، إضافة إلى الزراعة. توسعت المدينة في القرن الثالث عشر نحو الشرق الأمر الذي مكن من إنشاء سوق كبير فيها. كما انتشرت في المدينة مناجم الفضة والنحاس منذ القرون الوسطى.
من الحوادث المهمة في تاريخ المدينة هو معاقبتها عام 1525 بدفع غرامة مالية تبلغ 5000 غولدن وشنق 7 من أبناءها، بعد ان ثبت اشتراك الكثير من سكانها في حرب الفلاحين. أصبحت المدينة جزءً من بروسيا عام 1815. ولم يتم ربطها بسكة حديد إلا عام 1865، الأمر الذي مكن من ازدهار الصناعة فيها مجدداً فتم بناء العديد من المعامل التي كانت تنتج الآلات البيان والمكائن والأثاث والسكر.
متنزه الأزهار العملاق
يعد هذه المتنزه العملاق من المعالم السياحية المهمة ليس في مدينة زانغرهاوزن فحسب، بل في العالم أيضا، إذ يعتبر هذا المتنزه الذي يضم أكثر من 7000 نوع من الأزهار الأكبر في العالم. تم إنشاء هذا المتنزه، الذي يفتح أبوابه لاستقبال زواره من شهر أيار/مايو حتى تشرين الأول/أكتوبر، عام 1903، كما تم توسيعه لأكثر من مرة خلال السنوات اللاحقة لذلك. ويتوافد على زيارته أكثر من مائة ألف زائر من مختلف أنحاء العالم كل عام لرؤية أكبر مجموعة من الأزهار في العالم. كما يجد الكثير من سكان المدينة في المتنزه، الذي تبلغ مساحته أكثر من 15 هكتارا، مكاناً مناسباً للتنزه والاسترخاء. الجدير بالذكر انه قد تم توسيع المتنزه عام 2003 بمناسبة مرور مائة عام على إنشاءه. ومن حسن حظ المدينة انها نجت بمعالمها الأثرية من الآثار المدمرة للحرب العالمية الثانية ولم يعكر صفو هدوئها سوى انفجار ضخم في أحد أكداس العتاد الموجودة قرب محطة القطارات الرئيسية في المدينة عام 1945، الأمر الذي أدى إلى تدمير المحطة بالكامل.
متحف شبينغلر
يعرض متحف شبينغلر، المسمى على اسم احد أبناء المدينة وهو الباحث غوستاف ادولف شبينغلر، أقدم سكان المدينة، وهو حيوان الماموث المنقرض. فقد تم اكتشاف الهيكل العظمي الكامل للحيوان، الذي يعد من أحد أهم معروضات المتحف ثلاثينيات القرن الماضي. كما ان المعرض يقدم للزائر نظرة على تاريخ زانغرهاوزن والمنطقة المحيطة. كما انه يبرز جوانب الحياة الطبيعية في المنطقة بنباتاتها وحيواناتها. إلا ان المعرض لا يغفل أرشفة تاريخ المناجم في المدينة التي ميَزت المنطقة لأكثر من 800 عام. والجدير بالذكر ان المتحف كان قد بني في خمسينيات القرن الماضي كأول متحف جديد بنته آنذاك جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة.
كنائس تحاكي الماضي
تعد الكنائس الثلاث في المدينة من أجمل الشواهد المعمارية في المدينة. الكنيسة الأولى هي كنيسة اولرش بطرازها الهيرساوي، التي تعتبر أقدم بناء في المدينة قائم اليوم. بدء تشييدها بأمر من لودفيغ دير شبرينغر عام 1116 ولم ينتهي العمل فيها إلا عام 1123، ولم يتم افتتاحها إلا عام 1140. أما برجها فتأخر بناءه إلى عام 1390. وتحتوي هذه الكنيسة من الداخل على الكثير من التحف الفنية.
اما الكنيسة الثانية فهي كنيسة يعقوب، وتقع إلى جوار دار بلدية المدينة. استمر العمل بهذه الكنيسة، التي شيدت على بقايا كنيسة قديمة كانت تتوسط السوق القديم في المدينة، من عام 1457 إلى عام 1542 بسبب نقص في الأموال. ومن الكنوز الثقافية التي تحتفظ بها الكنيسة هي تعويذة الهيلدنبراند التي تعتبر من أقدم النصوص المكتوبة باللغة الألمانية. وتوجد عند مذبح الكنيسة الكثير من اللوحات الفنية القيمة.
كنيسة ماريا هي الكنيسة الثالثة، وهي ثاني أقدم كنيسة في المدينة. شيدت عام 1350 بحجم متواضع على مساحة تقل بشكل واضح عن مساحة الكنيستين الأخريتين وببرج منخفض على الجانب الغربي منها. وتعتبر منذ عام 1990 من احد أهم ألاماكن التي تحتضن النشاطات والفعاليات الثقافية والموسيقية في المدينة.
إضافة إلى هذه الكنائس الثلاث فأن المدينة تحتوي على الكثير من الصروح المعمارية القديمة التي يمكن لابد لزائر المدينة من رؤيتها، كمبنى دار البلدية وكنيسة قلب المسيح والقلعة القديمة والقلعة الجديدة وسور المدينة.