مدينة فرايبورغ - شمس دافئة وقلوب حارة
٢٣ مايو ٢٠١١يصدق معظم الألمان ما يشاع عن فرايبورغ بأنها أكثر المدن الألمانية تعرضا لأشعة الشمس. وبالطبع فإن هذا الاعتقاد صحيح إلى حد ما. فكثيرا ما تسطع الشمس في فرايبورغ، في الوقت الذي تخيم فيه سحب الضباب على مناطق أخرى من البلاد. ورغم أنه لا يوجد رقم قياسي رسمي حول سطوع الشمس في المدن الألمانية، إلا أن ذلك لا يزعج كثيرا سكان فرايبورغ ، طالما أنهم مؤمنون بأن مدينتهم هي الأجمل في العالم.
الجمال والبساطة
أهم معالم المدينة هو برج مونستر المبني على الطراز القوطي. كما يوجد أثران قديمان آخران يلفتان الأنظار، وهما بوابتا المدينة اللتان بنيتا في القرون الوسطى: بوابة مارتين وبوابة السوابيين. وماعدا ذلك فإن كل شيء يوحي بالبساطة والهدوء. فالطرق قصيرة والمباني زاهية والأزقة ضيقة ومتشعبة والمدينة القديمة تتباهى بجمالها وبخلوها من السيارات تقريبا، لاسيما وأن للدراجات الهوائية الأولوية في السير. ويمر في وسط المدينة نهر صغير يسمى "درايزام Dreisam"، تتفرع عنه قنوات ضيقة تتخلل المدينة القديمة يسميها سكان فرايبورغ بفخر بيشله Bächle.
يمكننا أن نفهم سبب اجتذاب فرايبورغ لعدد كبير من الدارسين. فجامعة ألبرت لودفيغ تقع وسط المدينة وتتمتع بسمعة ممتازة. وإجمالا توجد في المدينة خمس جامعات ومعاهد عليا، تترك كلها أثرا واضحا على حياة السكان، هذا بالإضافة إلى أن الجامعة تعتبر أكبر رب عمل في المدينة. وتشتهر فرايبورغ بالأبحاث العلمية والإنتاج في مجال تقنيات الطاقة الشمسية الأمر الذي أدى إلى جذب الكثير من الشركات الصغيرة المتخصصة في الطاقة الشمسية. فقد كانت المدينة من أوائل المدن الألمانية التي كرست اهتمامها بهذه الطاقة البديلة. ولعل انتشار الوعي بأهمية البيئة ساهم أيضا في أن فرايبورغ كانت في أوائل الثمانينات معقلا لحزب الخضر، الذي تأسس حينها. وهي لا تزال تعتبر عاصمة البيئة في ألمانيا.
إمكانيات كبيرة لقضاء أوقات الفراغ
كما تلعب الطبيعة دورا كبيرا في قضاء أوقات الفراغ بالنسبة للدارسين وكذلك لسكان المدينة على حد سواء. فالمدينة تقع قرب الغابة السوداء الشهيرة بمناظرها الخلابة. كما تقع فرايبورغ في المثلث الحدودي بين ألمانيا وفرنسا وسويسرا حيث لا تبعد منطقة الألزاس سوى رمية حجر. وليس هناك أبسط من زيارة قصيرة لمدينة بازل السويسرية أوستراسبورغ الفرنسية.
بيا غرام
مراجعة: عبده جميل المخلافي (ط.أ)