يبدأ العد التنازلي بمجرد أن يرن باكو جرس الباب. فهو يمنح السكان فقط عشرين دقيقة لحزم أمتعتهم ومغادرة المسكن. بعض هؤلاء لم يسددوا الإيجار منذ سنوات، وبعضهم ملاك وليسوا مستأجرين، ولكنهم لم يعودوا قادرين على سداد أقساط القروض. أما البعض الآخر فيحتلون هذه المساكن بشكل غير قانوني، لأنه على الرغم من النقص الحاد في المساكن في برشلونة، توجد العديد من العقارات الخالية، التي تستخدمها البنوك للمضاربة العقارية: فهي تنتظر إعادة بيعها عندما ترتفع أسعار العقارات. في الوقت نفسه، أهملت الحكومة الإسبانية الإسكان الاجتماعي منذ فترة طويلة. ولكن الآن تحتد الاعتراضات على عمليات الإخلاء الإجباري. فإلى أين يمكن أن يذهب الناس في هذه الظروف وفي ظل الوباء؟ خاصة وأن عدد القضايا آخذ في الازدياد: فغالبًا ما يتعين على منفذ الإخلاء باكو القيام بأكثر من عشر عمليات إخلاء إجباري في اليوم الواحد، ويتفهم في أحيان كثيرة مشكلات أولئك الذين يطردهم إلى الشارع. إنها وظيفة ليست لطيفة. ريبورتاج : نورمان شتريغل.