لاجئون غير مرغوب فيهم
١١ مايو ٢٠١٥"تعلم الاحتفال مع عرّاب"، بهذا الاقتراح يريد صاحب مرقص تسوية خلاف كان هو السبب في إثارته: مارتن ت. من مدينة إنغولشتادت البافارية وصاحب مرقص "أماديوس"، قرر قبل أيام منع اللاجئين من الدخول، على ما يبدو نزولاً عندرغبة زبائنه وشكاواهم من سلوك لاجئين في المرقص. وحسب القانون يحق له منع من يشاء من دخول مرقصه، لكن هذا القرار أثار حفيظة كثيرين في المدينة وألغت بعض الفرق الموسيقية عروضها في المكان معتبرة هذا القرار عنصرياً.
"إجراءات مؤقتة"
يقول مارتن، إنه اضطر لأخذ هذا الإجراء بعد تعذّر وجود حل آخر. لسنوات طويلة لم تحدث في "أماديوس" مشاكل تذكر، يضيف مارتن، لكن الأمر تغيّر بعد شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2014 وقدوم اللاجئين إلى المدينة، إذ قام اللاجئون بمضايقة البنات في المرقص وسرقوا معاطف: "السود لديهم مشكلة مع النساء، والعرب عدوانيون"، يقول صاحب المرقص.
حمادو ديباما، الناشط والمدافع عن اللاجئين، يرى في هذا القول عنصرية ويطالب بمحاكمة مارتن ت. على هذا التصريح، الذي أدلى به مارتن لصحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية، وقال حمادو: "هذا النوع الصريح من العنصرية جديد، ومن غير المقبول أن يتفوه أحد بمثل هذا الكلام في القرن الحادي والعشرين".
مارتن يستند إلى أقوال زبائن المرقص، وبعد وقوع مشاكل كثيرة بين الزبائن واللاجئين، اضطر لأن يتخذ هذا الإجراء ويمنعهم من الدخول. وكتب مؤخراً على صفحته على الفيسبوك: "هذا الإجراء المؤقت غير مريح للغاية ويتعارض تماماً مع مواقفي الاجتماعية".
"اللاجئون ليسوا أطفالاً"
حمادو ديبامو هو مؤسس "شبكة بافاريا حرة من التمييز والعنصرية"، وهو يرى أن المنع لا ينمّ عن سلوك غير اجتماعي فحسب وإنما يتناقض مع القانون أيضاً. وهو يقر بحق مارتن بمنع من يشاء من دخول مرقصه، لكن الأمر هنا يتعارض مع قانون مكافحة التمييز، وقانون مكافحة التمييز هو فوق حق صاحب المرقص بالتصرف في مرقصه. كما يرفض حمادو ديبامو اقتراح مارتن بأن يرافق أشخاص آخرون أو أفارقة يقيمون في المدينة منذ مدة، اللاجئين الجدد لتعليمهم قواعد السلوك في المرقص، ويقول: "اللاجئون ليسوا أطفالاً لتعليمهم ما يتوجب فعله داخل نادٍ ليلي. سأعتبر ذلك إهانة شخصية إذا حاول أحد أن يشرح لي كيف يجب علي أن أتصرف. هذا غير مقبول بتاتاً".
البحث عن متطوعين
كما تحذر المحامية هيندريكيه بلاندو شليغل، الناشطة في مساعدة اللاجئين بمدينة هامبورغ من تبعات منع اللاجئين من دخول النادي الليلي، وتقول إن الأمر سيلفت انتباه المتطرفين اليمينيين. وتقول في حديث مع DW: "هذا قد يشجع على المطالبة بفرض حظر تام على دخول اللاجئين للنوادي الليلية".
أما صفحة المرقص "أماديوس" على الفيسبوك، فتشهد نقاشات ساخنة بين المؤيدين والمعارضين لقرار مارتن منع اللاجئين من الدخول. وكتب أحدهم يقول: "من ينبذ الناس بسبب لون بشرتهم، لا يحق له فتح مرقص في هذا البلد". وكتب شخص آخر: "يحق للمرقص منع زبائن يزعجون الزبائن الآخرينمن الدخول".
مارتن يسعى الآن لتسوية الأمر باقتراحه أن "يصحب عرّاب أو شريك لاجئاً إلى المرقص لتعريفه بقواعد السلوك وكيف يحتفل الناس لدينا دون أن يؤدي ذلك إلى عداوة مع الآخرين وإزعاجهم".