مزايا وصعوبات السكن الجامعي في ألمانيا
١٨ سبتمبر ٢٠١١قبل انطلاق الدراسة الجامعية التي تبدأ عادة في تشرين أول أكتوبر، تواجه مكاتب المؤسسة المسؤولة عن السكن الجامعي في مدينة كولونيا ضغطا كبيرا عليها، حيث تتقدم أعداد كبيرة من الطلبة للحصول على سكن جامعي. وكما يقول أسعد وهو طالب إيراني يدرس الهندسة " السكن في بيت جماعي سواء أكان خاصا أو في حي جامعي، هو أحسن ما يمكن أن يحصل عليه طالب" و سيستلم أسعد سكنه الجامعي خلال أسبوع. بينما لم يحالف الحظ الطالب يوهانس " لم أنجح في الحصول على سكن، وسيتم وضع اسمي الآن في لائحة الانتظار."
عدد المساكن الجامعية في كولونيا قليل نسبيا، فهي تحتضن حوالي 64 ألف طالب، حوالي7 بالمئة منهم فقط من أبناء المدينة. " كنا نود بناء مساكن جديدة للطلبة، لكن المشكلة تكمن في أننا لا نجد قطعا أرضية للبناء داخل المدينة، وبدون أرض لا يمكننا فعل شيء." تقول كورنيليا جريكه، المتحدثة باسم مؤسسة مساكن الطلبة. ويفضل الطلبة عادة السكن قرب الجامعة وقرب الأماكن الترفيهية كالمقاهي، لذلك فمن يريد اختيار المسكن في المكان الذي يريد، يتوجب عليه التسجيل مبكرا جدا في لوائح الطلب على الانترنيت، وهي النصيحة التي تقدمها جريكه للطلبة.
بالنسبة للطلبة الأجانب هناك بعض الخدمات الخاصة، وهناك بعض المسؤولين في السكن الجامعي يسهرون على قضاء بعض حاجيات الطلبة الأجانب. كما أن هناك برامج خاصة تساعدهم على الاندماج " 37 بالمائة من ساكني الدور الجامعية هم من الطلبة الأجانب." تقول كورنيلا جيركه وتضيف: " نحاول أيضا خلق نوع من التماذج الثقافي داخل السكن."
غرف غير مريحة بسعر مريح
مغسلة صغيرة، وخزانة، وسرير ضيق، ومكتب صغير. لهذا تعتبر محاولة إدخال أي قطعة أثاث أخرى للغرفة الصغيرة أمرا مستحيلا، فمساحة الغرفة التي استأجرتها الطالبة "زربين ميلونوفيك" من مؤسسة سكن الطلبة في كولونيا لا تتجاوز 11 مترا مربعا، "عندما جئت إلى هنا أول مرة أصبت بصدمة كبيرة" تقول زربين ذات الخمسة والعشرين ربيعا، وتتابع: "الأثاث كان قديما وكل شيء كان متسخا جدا." لكن الطالبة لم تستسلم لهذا الوضع، فاشترت بعض مواد التنظيف وأعادت أمور البيت إلى نصابها. ولدى تقديم طلب الحصول على مسكن جامعي، قد لا تتاح الفرصة للطالب لاختيار السكن الذي يفضله. والطالبة زربين لم تكن محظوظة تماما، فالسكن الذي حصلت عليه هو من المساكن القليلة التي بنيت على طراز عسكري قديم: ممر طويل وعلى شماله ويمينه توجد الغرف.
"غرف خاصة بكل طالب صارت تقريبا نادرة" تؤكد المتحدثة باسم مؤسسة مساكن الطلبة كورنيليا جريكه وتضيف: " عندنا المطابخ والحمامات والشرفات مشتركة بين الكل." ومن المفروض أن تكون مساحة الغرف المبنية حديثا في حدود 17 مترا مربعا." هذا ما أقرته ولاية شمال الراين-ويستفاليا كما تقول جيركه. وسيتم أيضا ترميم البنايات القديمة. أما متوسط إيجار هذه المساكن فيبلغ 230 يورو شهريا، وتدخل في هذا المبلغ تكاليف التدفئة واستهلاك الكهرباء والماء واستعمال الانترنيت. ويستحيل العثور على مسكن بهذه المواصفات عليه وبهذا الثمن خارج الأحياء الجامعية.
مميزات الحياة داخل السكن الجامعي
من مميزات الحصول على السكن الجامعي في ألمانيا، هو الدخول في جو طلابي حقيقي من خلال الأنشطة التي ينظمها الطلبة داخل السكن. فأغلب هذه المساكن تتوفر على غرفة جماعية لمشاهدة التلفزيون، وبالموازاة يتم تنظيم سهرات سينمائية من طرف الطالب المسؤول عن النشاط الثقافي داخل السكن، أو تنظيم مسابقات ثقافية أو ألعاب. كما يقوم الطالب المسؤول عن النشاط الرياضي بتنظيم بعض الأنشطة الرياضية الأسبوعية أو اليومية في قاعة الرياضة التي غالبا ما تكون في قبو العمارة، وتكون مجهزة ببعض الأجهزة الرياضية. أحيانا تنظم أنشطة رياضية خارجية خاصة بالطلاب القاطنين، كالسباحة الجماعية أو الجري أو ركوب الدراجة.
يتوفر السكن الجامعي أيضا على قاعة خاصة بتنظيف الملابس وتحتوي على غسالات أتوماتيكية عديدة وآلات التجفيف، هذا بالإضافة إلى غرفة الطبخ والتي تتوفر على معدات المطبخ بأكملها، وتكون تحت تصرف جميع الطلبة. كما تتوفر بعض المساكن الجامعية على مقهى ومرقص، يكون غالبا في القبو، حتى لا يتضرر السكان من صوت الموسيقى العالية.
قد يتساءل البعض عن الأجر الذي يتلقاه الطلبة المسؤولون على هذه الأنشطة الطلابية، غير أن هؤلاء الطلبة لا يتقاضون أجرا ماليا مقابل عملهم في السكن، لكنهم في المقابل يحصلون على مدة إضافية للسكن وهي ستة أشهر. ذلك أن عقد الإيجار يكون محددا في مدة معينة، يكون الطالب قد تعود فيها على الحياة الطلابية وينبغي عليه أن يترك مكانه لطالب جديد بحاجة ماسة إلى هذا السكن.
سوزانة كوردس/ ريم نجمي
مراجعة: منى صالح