مسرحية "آيات شيطانية" تثير استهجان مسؤولي الجالية الإسلامية في ألمانيا
٣١ مارس ٢٠٠٨في عرضها الأول يوم أمس الأحد على مسرح هانز أوتو في بوتسدام القريبة من برلين سجلت أول مسرحية مستوحاة من رواية "آيات شيطانية" المثيرة للجدل التي كتبها الهندي الأصل سلمان رشدي تبايناً في ردود الأفعال. وأعرب العديد من المسلمين عن غضبهم إزاء إنتاج هذه المسرحية.
"الغضب لن يخدم سوى أولئك الذين يسعون إلى الإساءة"
وفي خضم الجدل الدائر بين الجماعات الإسلامية حول عرض المسرحية دعا المجلس المركزي للمسلمين إلى التحلي بالهدوء. وقال أيمن مازيك الأمين العام للمجلس إنه رغم أن المحتوى الذي كتبه رشدي "يهين الإسلام" ورغم المفاهيم العامة الخاطئة فإن أغلبية العالم الإسلامي رفضت الرقابة على الرواية. وفي حديث له لإذاعة "مالتي كولتور" الألمانية قال مازيك (39 عاما) إن المسألة يمكن أن تكون "مهينة للمتدينين بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، مضيفا إنه "في هذه الأيام إهانة الإسلام عادة ما تستخدم لكسب الشهرة "، لكنه استدرك قائلا إن الغضب لن يخدم سوى أولئك الذين يريدون الإساءة، في إشارة منه إلى عدم إعطاء الفرصة لأولئك الذين يصطادون في الماء العكر. وتابع : "يجب أن نبدأ حوارا نقديا وبناءا، ولابد للمرء أن يشرح أن حرية الرأي والفن هي قيمة أساسية، لكن قيمنا لا تشمل إهانة ما هو مقدس في أي ديانة".
الفن قيمة مهمة لكن...
لكن علي كزلكايا رئيس المجلس الإسلامي في ألمانيا، وهي جماعة تركية أساساً، قال إن المسرحية هي واحدة من سلسلة من الاستفزازات المتزايدة التي تتجاوز حدود النقاش العادي. ونقلت صحيفة شفرينر فولكستايتونج عنه قوله يوم الجمعة "أصبح من الرائج أن يتم إهانة الإسلام"، مؤكدا أن الفن" قيمة مهمة"، لكن قاعدة الاحترام ينبغي تطبيقها. إلا أن كزلكايا أكد أن المجلس الإسلامي في ألمانيا لن يسعى إلى منع عرض المسرحية.
من جهته وصف الناشر الإيراني الذي يعيش في المنفى في ألمانيا، بهمان نيروماند، مسرحية رشدي وفيلم "فتنة" الهولندي بأنهما نوع من أنواع "الحرب النفسية" التي تستغل الفن كغطاء للاستفزاز، ودعا المثقفين في الغرب إلى عدم الانصياع لهذا الاستفزاز. وحسب وصفه فإن هذه العروض الفنية "المبتذلة" تجرد الإسلام من كل القيم وتضفي عليه صبغة العنف فقط.
المخرج: العمل يناقش قضية الصراع بين الخير والشر
وعلى صعيد أخر أوضح مخرج العمل إيريك لاوفن برغ في حديث مع إذاعة برلين وبراندنبورغ أن هدفه من عرض هذه المسرحية هو تأكيد على أن كتاب رشدي والذي كُتب قبل عشرين عاماً لم يفقد بريقه وحضوره، خاصة وأنه حظي وقتها باستهجان من الكثيرين دون أن يعرفوا ماهيته. فالعمل من وجهة نظره يناقش قضية صراع الخير مع الشر والشيطان مع الملاك والحديث مع القديم.
واستلهمت المسرحية، التي بلغت مدتها أربع ساعات وقدمت باللغة ألمانية، أحداثها من رواية رشدي التي تبلغ 700 صفحة ونشرت في عام 1988. وكتب سيناريو المسرحية الألمانيان أوفه إريك لوفن بيرغ وماركوس ميسلين. وتدور أحداثها حول مواطنين هنديين يعيشان في بريطانيا ويموتان في حادث تحطم طائرة:
حضور كبير و إحترازات أمنية
وقد حظيت المسرحية بإشادة الجمهور الألماني في عرضها الأول الذي جرى تحت حراسة أمنية مكثفة حول المسرح. ورغم أنه لم يكن هناك أي تهديدات، فقد اعتبرت الشرطة تواجدها كإجراء احترازي لمنع وقوع أية مشاكل. وبالفعل لم تسجل أي أعمال عنف أو احتجاجات خلال تقديم العرض أوبعده.
يشار إلى أنه تم إرسال تذكرة لحضور العرض الأول للمسرحية للكاتب سلمان رشدي لكنه لم يحضر. إلا أن القاعة كان مليئة بالحضور والذين قُدر عددهم بنحو 300 شخص شاهدوا المسرحية المقتبسة من الرواية التي أثيرت حولها ضجة كبيرة عند صدروها وتعرض مؤلفها حينها للتهديدات بالاغتيال.