مشاركون في برنامج منحة همبولت لحماية المناخ يباشرون عملهم
١٧ سبتمبر ٢٠١٠في قاعة الاستقبال في فندق صغير في ضواحي مدينة بون اجتمع خمسة عشر شابة وشاب من أجل لعب الورق. علامات الحماس بادية على وجوههم والهتافات التشجيعية تملأ القاعة الصغيرة التي يسودها جو من المرح والضحك بين الطلاب القادمين من مختلف أنحاء العالم، وتزامن هذا الحدث مع شهر رمضان، ومن بين المشاركين الطالب المصري حمادة السيد علي إبراهيم الذي يلعب بحماس كبير، في انتظار ساعة الإفطار. فرغم افتقاده أجواء رمضان التي تعود عليها في بلده الأصلي مصر، إلا أنه سعيد بتواجده في ألمانيا، كما يقول. فكل من يعمل في المجال الذي يعمل فيه الشاب حمادة "يتمنى أن يأتي إلى ألمانيا لأن الهيئات العلمية الألمانية كهيئة ألكسندر فون همبولت تتمتع بسمعة جيدة في مجال البحث العلمي، في حين قد تجد صعوبات لتلقي الدعم الكافي لمشروع بحثك في الوطن العربي مثلا".
باحثون من كل أنحاء العالم
ويبلغ حمادة من العمر ثمانية وعشرين عاما، يعمل كباحث في جامعة قناة السويس في مدينة الإسماعيلية المصرية وهو يدرس تأثير التغيرات المناخية على النباتات الموجودة في جبل كاترين في سيناء. وإذا ما أكمل مشروعه بنجاح، فستكون أول دراسة كاملة عن تأثير التغيرات المناخية في منطقة سيناء، كما يقول. لذا يرى في المنحة التي تقدمها مؤسسة ألكسندر فون همبولت فرصة حقيقية للوصول إلى هذا الهدف.
ويستفيد من المنح التي تقدمها المؤسسة العلمية الألمانية لأول مرة في إطار برنامجها الدولي لحماية المناخ، الطلاب القادمون من الدول النامية والذين يدرسون في التخصصات المرتبطة بمجالات دراسة المناخ والحفاظ على البيئة. ويهدف البرنامج إلى تعزيز التعاون بين الباحثين على مستوى العالم من أجل الوقوف أمام التحديات البيئية التي لا توقفها الحدود الجغرافية للدول، كما تصف مؤسسة ألكسندر فون همبولت أهداف برنامجها البيئي الذي أطلقته هذه السنة والذي يشارك فيه خمسة عشر باحثا من منغوليا والبيرو وإثيوبيا والصين والفليبين ونيجيريا وكينيا والمكسيك والهند ومصر، التي يمثلها حمادة محمد علي إبراهيم وزميله أيمن عبد الحميد الذي يدرس في جامعة قناة السويس بالإسماعيلية. مشروع بحث أيمن عبد الرحمان هو دراسة إمكانيات استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في رصد التغيرات البيئية وتأثير التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية.
من الإسماعيلية إلى بايرويت
وقد تعرف الطالبان المصريان على برنامج المنحة لمؤسسة ألكسندر فون هومبولت من خلال الإنترنت قبل أن يقدما طلب القبول، كما يقول حمادة محمد علي إبراهيم. لكنه تلقى أيضا توصية من "مشرف مصري في جامعة قناة السويس كان قد أخذ منحة في السابق. وهو الذي نصحني بالتقدم لطلب المنحة لأن مجال البحث الذي نعمل فيه مقارب جدا لبرنامج همبولت البيئي."
وخلال الأشهر التالية سيتمكنان من تعلم أساليب بحث جديدة تجعلهما قادرين على إنجاز دراسات أوسع حول تأثير التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية والنباتات، حيث سيعمل أيمن عبد الحميد مع فريق بحث في الجامعة التقنية في برلين. أما حمادة السيد علي إبراهيم فسيقضي السنة في جامعة بايرويت الألمانية، حيث يتوقع "أن يتعرف على طرق تتيح الوصول إلى نتائج أو توصيات تساعد على المحافظة على البيئة النباتية." وهذا ما يشكل أحد أهداف برنامج المنح أيضا، حسب قول كلاوس مانديرلا من مؤسسة ألكسندر فون همبولت والذي يؤكد على ضرورة تقريب الطلاب من مستوى البحث العلمي في مجال البيئة من خلال منحهم إمكانية العمل داخل الجامعات الألمانية، فلألمانيا "تاريخ طويل في مجال حماية البيئة وتكنولوجيا البيئة. كما أن وعي الألمان بضرورة الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية قد ارتفع بشكل كبير خلال العقدين الأخيرين. لذا أعتقد أن تبادل التجارب والخبرات سيتم هنا بشكل مكثف بين الخبراء الألمان والخبراء الأجانب"، كما يوضح كلاوس مانديرلا.
بعد انتهاء فترة المنحة يرغب حمادة السيد علي إبراهيم في تطبيق ما تعلمه في ألمانيا في مجال عمله في بلده الأصلي مصر. كما أنه سيحاول إكمال أبحاثه "في مجال تأثير التغيرات المناخية على البيئة النباتية، حيث أتمنى في القريب العاجل، أن نتمكن من إنجاز دراسات كاملة عن تأثير التغيرات المناخية في مصر ومنطقة شمال إفريقيا."
خالد القوطيط وماغدالينا زورباوم
مراجعة: حسن زنيند