مشروع معاهدة أوروبية جديدة أبرز إنجازات الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي
٣٠ يونيو ٢٠٠٧قيّمت الحكومة الألمانية إنجازات فترة رئاستها للإتحاد الأوروبي بشكل إيجابي، إذ قالت المستشارة الألمانية في خطابها أمام البرلمان الأوروبي في بروكسيل الأربعاء الماضي: " وضعنا حجر الأساس لمستقبل مشترك للإتحاد وكسرنا الجمود بحيث يمكن لأوروبا التطلع مرة أخرى إلى مزيد من القوة والثقة". وصدر عن الحكومة الألمانية بيان أكد فيه على ما ذكرته ميركل وأشار إلى أن الإتحاد الأوروبي أصبح يحظى بقبول شعبي أوسع مما كان عليه الأمر منذ عشر سنوات.
لكن ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها ألمانيا خلال ستة أشهر من رئاستها للإتحاد الأوروبي؟
مشروع معاهدة أوروبية جديدة
توصلت دول الإتحاد الأوروبي خلال الرئاسة الألمانية إلى الاتفاق حول معاهدة جديدة لإصلاح مؤسسات الإتحاد تحل محل مشروع الدستور الأوروبي الذي رفضته أغلبية الفرنسيين والهولنديين عام 2005. ووافقت الحكومات الأوروبية على التفاوض بشأن المعاهدة الجديدة حتى نهاية السنة الجارية على أن تتم المصادقة عليها بحلول عام 2009. وتتجلى أهم الإصلاحات التي يتوقع أن تتضمنها المعاهدة الجديدة في توفير قيادة قوية للإتحاد الأوربي، ودعم سياسة خارجية موحدة، وإعطاء البرلمان الأوروبي والبرلمانات الوطنية صلاحيات أوسع.
على صعيد آخر بذلت المستشارة الألمانية خلال القمة الأوروبية في شهر آذار/مارس الماضي جهودا كبيرة لحث دول الإتحاد الأوربي السبعة والعشرين على اتخاذ قرارات ملزمة بشأن حماية المناخ. وعلى ضوء ذلك تمكنت من دفع دول الإتحاد إلى الالتزام بالعمل على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري حتى عام 2020 بنسبة 20 بالمائة على الأقل مقارنة بالنسبة المسجلة في عام 1990.
تحريك اللجنة الرباعية دون نتائج ملموسة
أما على الصعيد السياسي الخارجي فلم يسجل أي تقدم ملحوظ رغم نجاح برلين في إعادة إحياء رباعية الشرق الأوسط. وفي هذا الإطار لم تنجح الوساطات بين الأطراف المتنازعة حتى الآن خاصة في ظل الوضع الداخلي المتوتر في الأراضي الفلسطينية.
كما لم تنجح الرئاسة الألمانية في بدء المفاوضات الأوروبية الروسية بشأن اتفاق التعاون الأوروبي مع روسيا، وجاء ذلك على خلفية معارضة بولندا بسبب مقاطعة روسيا للحوم البولندية. من جهة أخرى لم يتم البت في مستقبل إقليم كوسوفو ذو الأغلبية الألبانية، إذ أن الإتحاد الأوروبي يساند استقلال الإقليم عن صربيا، في حين تعارض هذه الأخيرة بمساندة روسيا انفصال الإقليم عنها.
عراقيل بانتظار الرئاسة البرتغالية للإتحاد الأوروبي
ستتولى البرتغال رئاسة الاتحاد بعد ألمانيا لمدة ستة أشهر تبدأ يوم الأحد في 01 يوليو/ تموز 2007. وقد أعلنت الحكومة البرتغالية أنها ستضع قضية الهجرة السرية على سلم أولويتها حيث تخطط لتنظيم قمة أوروبية إفريقية مشتركة في العاصمة لشبونة. وستناقش القمة سبل مكافحة هذه الظاهرة وظاهرة الفقر الذي تعاني منه جل البلدان الإفريقية.
ومن المنتظر أن تتم صياغة المعاهدة الأوروبية الجديدة التي تحل محل مشروع الدستور الأوروبي خلال الرئاسة البرتغالية. ومن المتوقع أن تواجه هذه الرئاسة عدة عراقيل من بينها مطالبة بولندا مجددا بتغيير نظام التصويت داخل الإتحاد الأوروبي. علاوة على أن فرنسا تريد تجميد المفاوضات مع تركيا بشأن انضمامها إلى الإتحاد الأوروبي. وستتم مناقشة هذا الموضوع خلال قمة أوروبية تعقد في شهر ديسمبر/ كانون الأول القادم.
دويتشه فيله + وكالات (ش.ع)