مصادر الطاقة المتجددة لا يمكن أن تعوض الطاقة النووية
٢ ديسمبر ٢٠٠٧يرى باحثون ألمان أن التوسع الهائل حاليا في مصادر الطاقة المتجددة لن يُعوض الطاقة النووية. وحسب الدراسة، التي أعدها باحثو معهد هامبورغ للاقتصاد العالمي، فإن الارتفاع في استهلاك التيار الكهربائي على مستوى العالم بنسبة 0.5 بالمائة سنويا سيؤدي إلى حدوث ثغرة بنسبة 16 بالمائة من احتياجات ألمانيا من التيار الكهربائي حتى عام 2020. ويؤكد الباحثون على ضرورة استيراد ألمانيا للكهرباء لسد هذا العجز أو إنتاجه باستخدام المصادر الرئيسية للطاقة مثل الفحم والنفط.
مساعي لرفع مساهمة الطاقات المتجددة
وفي معرض تعليقه على نتائج الدراسة قال شتيفان شميتمان، رئيس مجلس إدارة بنك هيبو فيرأينز، الذي مول الدراسة في هامبورج: "لا نريد أن ننسف ما اتفق عليه المسؤولون السياسيون في ألمانيا من القبل بالنسبة لإنهاء الاستفادة من الطاقة النووية، كما لا نريد بها أن نرسم سيناريوهات للرعب". وحذر شميتمان من التعامل مع هذه القضية بسلبية كما تدفن النعامة رأسها في الرمال عندما تشعر بالخطر.
وأشارت الدراسة كذلك إلى أن ألمانيا تغطي حاليا 26 بالمائة من احتياجاتها من الكهرباء من خلال الطاقة النووية و57 بالمائة من المفاعلات التي تعمل بالفحم والغاز. ورغم أن التيار الكهربائي المنتج في ألمانيا باستخدام الطاقات المتجددة، المتمثلة بشكل أساسي في قوة المياه وقوة الرياح، ازداد خلال السنوات العشر الماضية، إلا أنها مازالت لا تسد سوى 10 بالمائة من إجمالي حاجة ألمانيا من الكهرباء. وتسعى الحكومة الألمانية إلى رفع هذه النسبة إلى 25-30 بالمائة حتى عام 2020 و50 بالمائة بحلول عام 2050.
طموح الحكومة يصطدم بالعقبات الروتينية
غير أن الدراسة أشارت في الوقت نفسه إلى أن هذا الهدف الطموح للحكومة الألمانية يُواجه بعض العقبات في الوقت الذي يتصرف الساسة وكأن هناك تقنيات جاهزة حاليا تغطي هذا العجز ولا تحتاج إلا للتطبيق. ويرى الباحثون أن تطوير حقول توليد الطاقة باستخدام الرياح يصطدم دائما "بالعقبات الروتينية" وأن ألمانيا لم تنشئ حتى الآن حقولا لإنتاج الكهرباء باستخدام الرياح على مشارف السواحل الألمانية. كما يعتقد الباحثون أن قدرة ألمانيا على توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية محدودة بسبب ظروف الطقس غير الملائم. كما أن إنتاج الكهرباء باستخدام الوقود العضوي سيصبح مكلفا وغير مجدي.
وتتوقع الدراسة أن تستمر ألمانيا مستقبلا في بناء مفاعلات طاقة تعمل بالفحم للحفاظ على نصيب الفحم في إنتاج الطاقة في ألمانيا. ولكن إنتاج الطاقة بالفحم يُواجه من ناحية أخرى اعتراض الكثير من الشخصيات السياسية ودعاة حماية البيئة. وفي هذا السياق قال ميشائيل برويننغر الباحث في معهد هامبورغ للاقتصاد العالمي إن ألمانيا لا تستطيع أن تغطي حاجتها من الكهرباء بنفسها إلا إذا تراجع استهلاك الكهرباء عاما بعد عام، بيد أنه اعتبر هذا التراجع غير واقعي. ودعا برويننغر إلى استحداث تقنيات جديدة تقوم على الاستفادة من النفط والفحم لسد الثغرة المتوقعة في حاجة ألمانيا من التيار الكهربائي. ويقترح الباحث أن تكون مفاعلات الفحم الخالية من ثاني أكسيد الكربون والمفاعلات العاملة بالغاز الطبيعي ضمن هذه التقنيات الجديدة.