مصارعة الإبل في تركياـ موروث تقافي قديم
مصارعة الإبل تقليد قديم يعود إلى حياة البدو في تركيا. وتقام مهرجانات عدة له، أهمها في مدينة سلجوق الواقعة غرب البلد. وتشارك غالبا جمال التولو في النزالات، وهي إبل هجينة من الإبل العربية والإبل الوحشية ذات السنامين.
يُنظم سنويا في مدينة سلجوق التركية، غرب البلاد مهرجان مصارعة الإبل. ويبدأ المهرجان بمسابقة اختيار ملكة الجمال، حيث تلبس الإبل ملابس ملونة مليئة بالأجراس وتمشي بصحبة مالكها ترافقها أصوات الطبال وعزف الآلات الموسيقية.
بعد مسابقة ملكة الجمال تبدأ التحضيرات للسباق الكبير بين الإبل. ويدرب المشاركون غالبا إبلهم لعدة أسابيع قبل بدء السباق. والمهرجان هو فرصة لتطويد العلاقة التاريخية بين البدو السابقين وإبلهم.
هذا المهرجان هو تقليد قديم يعود إلى حياة البدو، كما ذكر بعض المشاركين. وكان المهرجان يعد الأكثر شعبية عندهم، وخاصة عندما تلتقي إبلهم مقابل إبل الخصوم في السباق.
أما السباق فيجري بعيدا عن الروح الرياضية وتبدأ الإبل بالركض والمصارعة ورفس الخصم. فيما يحاول الرجال الملتفين حول الإبل إبعادها عن الإصابات الخطيرة وسحبها. وتخوض السباق في الغالب جمال التولو، وهي إبل هجينة من الإبل العربية والإبل الوحشية ذات السنامين، وتعد هذه الجمال من الإبل الثمينة التي يحرص أصحابها على الحفاظ عليها.
الجمل الفائز هو الذي يستطيع إجبار خصمه على الخضوع أو الصراخ أو السقوط.
يقام المهرجان في الوقت الراهن في ساحات وملاعب كرة القدم، أما سابقا فكان يقام في الحلبات الرومانية القديمة أو في الحلبات الطبيعية. وتستقبل مدينة سلجوق نحو 20 ألف شخص و120 إبلا سنويا للمشاركة في المهرجان.
ما يميز عرض المصارعة أيضا هو الحضور المبكر للجماهير منذ ساعات الصباح الأولى الذين يجلبون معهم كراسيهم للحصول على مقاعد الرؤية الأفضل في الملعب. كما تقام أكشاكا لبيع الأغذية والمشويات والمشروبات للجماهير. ويمكن بالطبع جلب الشوايات والتمتع بالشواء أثناء مشاهدة نزالات المصارعة.
تقام العديد من مهرجانات مصارعة الإبل في تركيا، وذلك بين شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وآذار/ مارس. وأصبحت بعض الجمال والإبل محترفة للمصارعة كونها تشارك في الكثير من النزالات وفي العديد من مهرجانات المصارعة في العام الواحد. الكاتب: نينا نيبرغال / زمن البدري