مصر ترفض اتهام أردوغان لإسرائيل بالوقوف خلف عزل مرسي
٢٠ أغسطس ٢٠١٣انتقدت رئاسة الوزراء المصرية الثلاثاء (20 أغسطس/ آب 2013) تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي اتهم فيها إسرائيل بالوقوف وراء الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي. وقالت رئاسة الوزراء المصرية في بيان أوردته وكالة فرانس برس إن هذه الاتهامات "لا أساس لها من الصحة ولا يقبلها أي عاقل أو منصف والهدف منها ضرب وحدة المصريين والنيل من مؤسساتهم الوطنية". وطالب البيان الحكومة التركية "أن تدرك أن الأولوية الوحيدة في مصر الآن هي تنفيذ إرادة الشعب المصري وخارطة المستقبل"، محذراً من أن "رصيد مصر من الصبر قد قارب على النفاد".
وكان أردوغان قد اتهم إسرائيل الثلاثاء بأن لها دوراً في إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي وقال لزعماء محليين في حزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية: "ماذا يقولون في مصر؟ يقولون إن الديمقراطية ليست صناديق الاقتراع. من يقف وراء ذلك؟ إسرائيل. نملك توثيقاً في أيدينا". ولتعزيز فرضيته أضاف أردوغان: "قبل انتخابات عام 2011 .. أثناء ندوة في فرنسا .. استخدم وزير العدل الإسرائيلي ومفكر من فرنسا .. وهو أيضاً يهودي .. هذا التعليق تحديداً: حتى لو فاز الإخوان المسلمون في الانتخابات فإنهم لن يكسبوا لأن الديمقراطية ليست صناديق الانتخابات". وأضاف رئيس الوزراء التركي في التصريحات التي نقلها على الهواء تلفزيون "تي.آر.تي" التركي: "ذلك بالضبط ما حدث" لكنه لم يذكر اسم الوزير ولا المفكر الفرنسي.
من جانبها، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية الرد على اتهامات أردوغان. وقال المتحدث باسم الوزارة، إيغال بالمور: "هذا تصريح لا يستحق التعليق عليه". ومن شأن هذه التصريحات أن تؤدي لمزيد من التقويض لجهود تحسين العلاقات المتوترة بين أنقرة وإسرائيل.
كما سارع البيت الأبيض لانتقاد تصريحات رئيس الوزراء التركي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون ايرنست إن تصريحات أردوغان "مسيئة ولا أساس لها وخاطئة".
كما أكد أردوغان مجدداً أن "ما حدث في مصر (هو) انقلاب عسكري واضح أهدرت فيه دماء. هناك أشخاص قتلوا دون رحمة في هذا الانقلاب". وأردف :"إذا صمتنا أمام الانقلاب في مصر، فلن يكون من حقنا قول أي شيء إذا ما نصبوا لنا نفس الفخ في المستقبل"، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول.
وانتقدت تركيا بشدة عزل مرسي واختارت لهجة حازمة للرد على قمع قوات الأمن المصرية لمتظاهرين داعمين للرئيس الإسلامي المعزول. واستدعت تركيا سفيرها في القاهرة وردت مصر بالمثل، ما يدل على تدهور العلاقات الثنائية الجيدة تقليدياً. وكان أردوغان قد عزز العلاقات بين بلاده ومصر في عهد مرسي بعد أن جعلت أنقرة من القاهرة أحد شركائها المميزين في استراتيجيتها لتوسيع النفوذ إقليمياً.
ع.ج.م/ي. أ (أ ف ب، رويترز، د ب أ)