مطالب في ألمانيا بإجراءات حازمة لمكافحة العنصرية
٢١ مارس ٢٠٠٩طالب نشطاء ألمان في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان باتخاذ إجراءات حاسمة وخطوات فعلية لمكافحة العنصرية في ألمانيا، في ظل تزايد معدل جرائم التمييز العنصري الذي شهدته البلاد في الآونة الأخيرة. جاء ذلك في إطار فعالية أقامها "منتدى مكافحة العنصرية" اليوم السبت ( 21 مارس/آذار) في العاصمة الألمانية برلين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة العنصرية. وأشارت النقاشات خلال الفعالية إلى "دور العنصريين كقوة محفزة ومحركة لأعمال العنف والشغب والتخريب". كما أشار المجتمعون إلى أن "ألمانيا تشهد ألوانا من التفرقة والتمييز العنصري"، منوهين إلى ارتفاع معدلات الأحكام والعقوبات الصادرة على هذا النوع من الجرائم في السنوات الأخيرة، بحسب الإحصائيات. وقال المجتمعون إن العنصريين في ألمانيا لا يقتصرون على معسكرات اليمين المتطرف، داعيين إلى مواجهة هؤلاء المتطرفين والعنصريين للحيلولة دون تشعبهم وتحولهم لشريحة في المجتمع.
منتدى يفتح باب الحوار بين المنظمات الحكومية وغير الحكومية
وقد خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 مارس/آذار من كل عام للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة العنصرية منذ عام 1966، وذلك لمضاعفة الجهود من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. وقد اختير هذا اليوم، لأنه يعيد إلى الأذهان ذكرى مقتل 69 شخصا عام 1960 على يد رجال الشرطة في مظاهرة سلمية في شاربفيل بجنوب أفريقيا، والتي كانت تعاني وقتها من وطأة نظام الفصل العنصري.
وفي عام 1998، تأسس منتدى مكافحة العنصرية كثمرة للعام الأوروبي لمناهضة التمييز العنصري، وهو مكان يفتح فيه الباب للحوار والمناقشة بين المنظمات الحكومية وغير الحكومية. ويشارك في المنتدى في الوقت الحالي نحو 80 عضوا من بينهم 60 منظمة غير حكومية منتشرة في كافة أنحاء ألمانيا.
المجلس الأعلى لليهود يطالب ألمانيا بمقاطعة مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية
ومن ناحية أخرى، طالب المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا، الحكومة الألمانية بمقاطعة مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية المقرر عقده في جنيف منتصف نيسان/أبريل المقبل، خوفا من توجيه اتهامات لإسرائيل بالعنصرية. وقالت رئيسة المجلس شارلوته كنوبلوخ، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن مؤتمر مناهضة العنصرية المسمى بـ"دربان 2" جزء من "حملة كراهية" موجهة ضد إسرائيل.
وذكرت كنوبلوخ أن دولا مثل إيران أو ليبيا تريد استغلال هذا المؤتمر كـ"أداة دعاية ضد إسرائيل". وتساءلت رئيسة المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا قائلة كيف يمكن لدول تداس حقوق الإنسان فيها تحت الأقدام أن تنظم مؤتمرا عن حقوق الإنسان يتمتع بالمصداقية؟
ويثار جدل منذ عدة أيام حول مؤتمر "دربان 2" الذي من شأنه متابعة أعمال المؤتمر الأول الذي انعقد عام 2001 في دربان بجنوب أفريقيا. وقرر وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم أمس في بروكسل رهن المشاركة في المؤتمر بتغيير مسودة البيان الختامي التي تم إعدادها حتى الآن للمؤتمر.
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة وكندا وإيطاليا أعلنت من قبل انسحابها من المؤتمر خشية استخدام المؤتمر كمنبر يقتصر دوره على توجيه الاتهامات لإسرائيل. وتتضمن مسودة البيان الختامي انتقادات حادة لإسرائيل بسبب ما وصفه بـ "احتلال" الأراضي الفلسطينية ويحملها وحدها مسئولية الصراع. يذكر هنا أن صياغة البيان الختامي قامت بها لجنة الإعداد التي تتولى رئاستها ليبيا.
(س.ك/ ع.ج.م / د.ب.أ)