مظاهرات تعم المدن الأوروبية ضد الغزو الروسي لأوكرانيا
٦ مارس ٢٠٢٢
في بروكسل، نزل نحو خمسة آلاف شخص، وفق الشرطة، إلى الشوارع رافعين الأعلام الأوكرانية اليوم الأحد (السادس من آذار/مارس 2022). وهتف المتظاهرون "أيها الروس عودوا إلى دياركم"، كما رفعوا لافتات كُتب عليها "أوقفوا الحرب" و"يا أوروبا تحلّي بالشجاعة وتحرّكي الآن". وحمل بعض المتظاهرين ورودا صفراء مع شرائط زرقاء.
وشهدت عدة مدن ألمانية اليوم الأحد مجددا مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف. شجبت المظاهرات الغزو الروسي ودعت للسلام. في مدينة ماينز شارك رئيس وزراء ولاية راينلاند-بفالز في وقفة احتجاجية وأكد استعداد ولايته لاستقبال اللاجئين الأوكران وأدان الحرب الروسية على أوكرانيا، ونزل حوالي 5000 متظاهر إلى الشوارع تحت شعار "معا ضد العدوان الروسي".
وتجمع حسب الشرطة حوالي 4000 آلاف شخص في فرانكفورت مطالبين بعدة أمور من بينها الاستمرار بإرسال الأسلحة لأوكرانيا. وفي دوسلدورف وأوزنابروك مظاهرات مماثلة.
وفي تولوز، في جنوب غرب فرنسا، المدينة التوأم لكييف، سار المتظاهرون خلف لافتة كبيرة باللونين الأزرق والأصفر (ألوان علم أوكرانيا) رافعين رسوما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تظهره ملطخا بالدماء، مطالبين بـ"وضع حد لبوتين المجرم". وفي خطوة أرادوا منها الدلالة على المجال الجوي الأوكراني رفع المتظاهرون قطعة ضخمة من القماش باللون الأزرق مطالبين بـ"إغلاق المجال الجوي" للبلاد، وبـ"حماية أجواء أوكرانيا".
أما في شمال فرنسا، فقد تجمّع نحو خمسة آلاف شخص دعما لأوكرانيا أمام نصب كاين التذكاري لإنزال الحلفاء في النورماندي في العام 1944. ورُفع العلم الأوكراني كما ارتدى مشاركون عدة اللونين الأزرق والأصفر، وفق مراسلة وكالة فرانس برس. وكُتب على إحدى اللافتات "يا شعب أوكرانيا لن نتخلى عنكم! ديموقراطية، حرية، سلام".
وفي إسبانيا نُظّمت تظاهرات في مدريد وبرشلونة (شمال شرق) وفي مدن أخرى للمطالبة بوضع حد للغزو الروسي لأوكرانيا. ورُفعت أعلام أوكرانيا في ساحة كاتالونيا في برشلونة حيث احتشد نحو 800 شخص وفق السلطات، رافعين لافتات كُتب عليها "أغلقوا الأجواء لا أعينكم"، و"يا حلف شمال الأطلسي إحم أجواء أوكرانيا" و"أوقفوا بوتين، أوقفوا الحرب". وقالت ناتاليا برودوفسكا وهي محامية أوكرانية تبلغ 45 عاما تقيم في إسبانيا منذ ثماني سنوات "إنهم يهاجمون ويدمرون ويقتلون المدنيين من دون سبب". وتابعت "إنه أمر رهيب، لا يمكننا لا النوم ولا الأكل. أعتقد أن كل الأوكرانيين شعورهم على هذا النحو. لكن أوضاع شعبي في أوكرانيا أسوأ بكثير".
وفي بلغراد، احتشد المئات تعبيرا عن دعمهم لأوكرانيا، بعد يومين على تظاهرة مؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وللغزو الروسي للأراضي الأوكرانية. وقال اختصاصي علوم الرياضيات زدرافكو يانكوفيتش البالغ 46 عاما في تصريح لفرانس برس "نريد أن نحفظ ماء وجه بلغراد لأن ما جرى الجمعة (أي التجمّع المؤيد لروسيا) مخز حقا".
وفي سكوبيه، عاصمة مقدونيا الشمالية، تجمّع مئات الأشخاص الأحد للتعبير عن دعمهم لأوكرانيا.
وكان مئات المتظاهرين قد نزلوا السبت إلى شوارع مدن عدة منها باريس ونيويورك وروما وزوريخ للمطالبة بـ"وضع حد" للحرب والاحتجاج على الغزو الروسي لأوكرانيا.
احتجاجات في روسيا نفسها
قالت منظمة (أو.في.دي-إنفو)، وهي منظمة مستقلة تراقب الاحتجاجات، إن الشرطة الروسية اعتقلت أكثر من 4300 شخصا في مظاهرات مناهضة للحرب في 56 مدينة في أنحاء روسيا اليوم الأحد. وهتف آلاف المتظاهرين "لا للحرب". و"عار عليكم" بحسب مقاطع مصورة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي نشطاء ومدونون معارضون. وشوهد عشرات المتظاهرين في مدينة يكاترينبرغ الواقعة في جبال الأورال قيد الاعتقال. وشوهدت قوات الأمن وهي تضرب أحد المتظاهرين على الأرض. وشوهت جدارية في المدينة يظهر فيها الرئيس فلاديمير بوتين.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من اللقطات والصور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت وزارة الداخلية الروسية في وقت سابق إن الشرطة اعتقلت نحو 3500 بينهم 1700 في موسكو و750 في سان بطرسبرغ و1061 في مدن أخرى. وأضافت الوزارة أن 5200 شاركوا في الاحتجاجات.
وحتى في الجزء المحتل من أوكرانيا!
ذكرت وكالة إنترفاكس يوكرين الأوكرانية للأنباء اليوم الأحد أن سكان بلدات ومدن أوكرانية تسيطر عليها القوات الروسية نزلوا إلى الشوارع احتجاجا، في اليوم الحادي عشر من الحملة. وقالت الوكالة نقلا عن شهود محليين في مدينة نوفا كاخوفكا الجنوبية إن نحو ألفي شخص أبدوا معارضتهم للغزو من خلال التلويح بالأعلام الأوكرانية ودعوة القوات الروسية إلى المغادرة. وأضافت أن مظاهرة مماثلة قوامها عدة مئات نُظمت اليوم الأحد في بلدة كالاتشانكا.
كما نُظمت احتجاجات شارك فيها آلاف في مدينتي بيرديانسك وميليتوبول خلال الأسبوع الماضي.
خ.س/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب، د ب أ)