مظاهرات في الخرطوم والحشود تطالب بحكم مدني
٢٦ أبريل ٢٠١٩شارك آلاف السودانيين في أداء صلاة الجمعة (26 أبريل/ نيسان 2019) خارج وزارة الدفاع بالخرطوم، في موقع اعتصام حاشد مناهض للحكومة لا يزال مستمراً حتى بعدما أزاح الجيش الرئيس عمر البشير عن السلطة قبل أسبوعين.
وبدأ الاعتصام، وهو ذروة شهور من المظاهرات ضد حكم البشير الذي استمر ثلاثين عاماً، في السادس من أبريل/ نيسان ولم ينته على الرغم من عزل البشير في الحادي عشر من نفس الشهر. ويطالب المحتجون الآن باستعادة الحكم المدني.
وأَمّ المصلين مطر يونس، وهو مدرس دين ضرير يبلغ من العمر 49 عاماً من إقليم دارفور سُجن مراراً إبان حكم البشير. وقال يونس لوكالة رويترز: "ننادي بدولة مدنية ديمقراطية. نرفض حكم العسكر. دور العسكر حماية البلاد لا حكم البلاد".
ومنذ السادس من نيسان/ أبريل يتجمع متظاهرون ليلاً ونهاراً أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم. وبعد أن كانوا يطالبون برحيل الرئيس السابق عمر البشير، باتوا منذ 11 نيسان/ أبريل يطالبون بنقل السلطة الى حكم مدني وابتعاد العسكريين عن السلطة.
ورغم الدعم الدولي الذي يحظى به المتظاهرون، لم يستجب المجلس العسكري للمطالب حتى الآن رغم استقالة ثلاثة من أعضائه الأربعاء تحت ضغط الشارع. وأثارت استقالتهم فرحة المتظاهرين الذين أطلقوا الأهازيج الثورية واحتشدوا بعشرات الآلاف الخميس تلبية لدعوة من قادتهم إلى "مسيرة مليونية".
وتطالب المعارضة المجلس العسكري الانتقالي، الذي تولى المسؤولية بعد خلع البشير، بسرعة تسليم السلطة. وقدرت رويترز عدد المشاركين في الصلاة خارج الوزارة بنحو 20 ألف شخص. وعلى غير العادة، شارك في الصلاة عدد كبير من كبار السن مرتدين الأثواب البيضاء التقليدية.
وأضاف مطر يونس أنه يرغب في أن تشارك النساء والشبان في حكم السودان: "الشباب والنساء هم من قادوا الثورة". وبعدما فرغوا من الصلاة، أخذ المحتجون يرددون "مدنية .. مدنية" في إشارة إلى مطالبهم بحكم مدني. وقام البعض بتوزيع عصائر بالمجان على المحتجين، الذين انضموا للاعتصام رغم تجاوز الحرارة 40 درجة مئوية. وأنشد موسيقيون يرتدون ملابس مصنوعة من جلود الحيوانات أغان شعبية.
ويقول المجلس العسكري الحاكم، الذي يرأسه الفريق الركن عبد الفتاح البرهان، إنه تولى السلطة لفترة انتقالية تستمر شهرين. وأجرى قادة المتظاهرين جولات من المحادثات مع المجلس واتفق الطرفان على تشكيل لجنة مشتركة لوضع خريطة طريق دون تحقيق نتيجة تذكر.
ع.أ.ج/ ي.أ (أ ف ب، رويترز)