مظاهرة في الجزائر للمطالبة بالكشف عن مصير مفقودي العشرية السوداء
٢٩ سبتمبر ٢٠١٢تظاهر المئات من عائلات المفقودين، السبت ( 29 أيلول/ سبتمبر 2012) في الجزائر العاصمة، للمطالبة بكشف مصير آلاف مفقودي الحرب الأهلية في الجزائر، في الذكرى السنوية السابعة لتبني ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وحمل المتظاهرون صورا لأقربائهم المفقودين خلال "العشرية السوداء" (1992-2002)، ولافتات كتب عليها "الحقيقة قبل المصالحة".
وكان من بين المعتصمين، القيادي في جبهة الإنقاذ الجزائرية المحظورة علي بلحاج، الذي اعتقله رجال الأمن لحظات بعد وصوله إلى التجمع، ليتم اقتياده إلى مركز الأمن، كما جرى اعتقال عدد آخر من المعتصمين، بحسب الموقع الإلكتروني "كل شيء عن الجزائر".
ووافقت عائلات المفقودين البالغ عددهم 6146 شخصا على الحصول على تعويضات نص عليها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي أقر في استفتاء أجري في 29 أيلول/سبتمبر 2005، لطي صفحة العنف في الجزائر.
وبحسب منظمات غير حكومية جزائرية، فإن 25% من العائلات رفضت هذه التعويضات وحتى العائلات التي قبلت بها تطالب بجثث ذويها لتتمكن من إعلان الحداد عليهم. وهذه العائلات تتظاهر باستمرار للمطالبة خصوصا بكشف مصير ذويها.
وكانت صحيفة الخبر الجزائرية قد ذكرت أن تحالف جمعيات ضحايا الإرهاب والاختفاء القسري كشف عن وثيقة جديدة بديلة لميثاق السلم والمصالحة الوطنية، تحمل اسم الميثاق من أجل الحقيقة والسلم والعدالة. وطالب التحالف بفتح تحقيق شامل في قضايا خارج نطاق العدالة والتعذيب والاغتصاب، ومتابعة كل أعوان الدولة الذين ثبت تورطهم في هذه الأعمال، وإيجاد أماكن القبور الجماعية وإنشاء بنك معلومات للحمض الريبي لكل عائلات المفقودين، ويقترح منح تعويضات مالية ومعنوية لضحايا الإرهاب وذوي الحقوق.
وتقدر السلطات عدد المفقودين بنحو 7200 شخص. ووافقت الجزائر على طلب مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة بشأن الاختفاءات القسرية أو الطوعية إجراء زيارة للبلاد، وفق ما أعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي في 19 أيلول/ سبتمبر إثر مهمة في الجزائر استمرت ثلاثة أيام. وأعربت بيلاي عن رغبتها في أن تصل هذه البعثة إلى الجزائر "سريعا" و"بلا شروط مسبقة".
ف. ي/ م. س (أ ف ب، DW)