اليمن: معارك في الجوف وتصعيد في صنعاء
٧ سبتمبر ٢٠١٤سقط عشرات القتلى والجرحى منذ فجر اليوم الأحد (السابع من سبتمبر/ أيلول) في محافظة الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء، حيث لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة هناك بين وحدات من الجيش وميليشيات شعبية من جهة وبين مقاتلي الحوثيين (أنصار الله) من جهة أخرى. وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الطيران الحربي شن غارتين صباح اليوم على عدة مواقع يتمركز بها الحوثيون منها موقع الغيل والصفراء ومفرق الجوف. وأشار إلى أنه حتى اللحظة لم تستطع تلك الأطراف رفع الجثث من على الطرق بسبب استمرار المواجهات، وقال إن هناك عددا من الجثث قد تعفنت نتيجة لبقائها أكثر من ثلاثة أيام.
الحوثيون يقطعون الطريق الرئيسية في صنعاء
وفي صنعاء، نصب أنصار المتمردين الحوثيين اليوم خياما جديدة بالقرب من وزارات الداخلية والكهرباء والاتصالات في وسط العاصمة. كما أقدموا على إغلاق طريق المطار، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. وأقام المحتجون الموالون لزعيم التمرد الشيعي عبد الملك الحوثي خياما جديدة في اليوم الأول من الأسبوع، وهو يوم عودة الطلاب إلى المدارس، وذلك في إطار التصعيد "النهائي" الذي أعلنه الحوثي.
وكان الحوثيون أعلنوا بدء المرحلة الأخيرة و"الحاسمة" من تحركهم الاحتجاجي التصعيدي المطالب بإقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. ويستمر هذا التحرك بالرغم من إطلاق الرئيس عبدربه منصور هادي مبادرة أقر بموجبها التراجع عن ثلث الزيادة السعرية على أسعار الوقود وتشكيل حكومة جديدة.
وما زال الآلاف من أنصار الحوثيين المسلحين وغير المسلحين ينتشرون في صنعاء وما حولها في مشهد يعزز المخاوف من انزلاق اليمن نحو العنف. وقال مصدر قريب من الرئاسة اليمنية لوكالة فرانس برس إن "الحوثيين قدموا مجموعة مطالب إلى الرئيس هادي حملها الوسيط عبد القادر هلال، وهم يطالبون خصوصا باجتثاث الفساد، وتمكينهم من النيابة العامة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وجهاز الأمن القومي وجهاز الأمن السياسي". وبحسب المصدر ذاته، فإن الحوثيين طالبوا أيضا "بأن يعتمد الرئيس مبدأ التشاور معهم لاختيار رئيس الوزراء الجديد وتسمية وزراء الوزارات السيادية".
اتهام لإيران بتأجيج التوتر والأخيرة تنفي
ويسود التوتر الشديد في صنعاء حيث امتنع عدد كبير من السكان عن إرسال أولادهم إلى المدرسة في اليوم الأول من العام الدراسي. وكان الرئيس اليمني دعا السبت إيران بالاسم إلى "تحكيم العقل والمنطق فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني"، وطالبها "أن تتعامل مع الشعب وليس مع فئة أو جماعة أو مذهب"، في إشارة إلى دعمها المفترض للحوثيين.
من جهتها، ردت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن بلادها "دعمت وباستمرار وحدة اليمن واستقراره". ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عنها القول :"السياسة الخارجية الإيرانية مبنية على أساس الحكمة والاعتدال والتعاطي مع الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومكافحة العنف والتطرف والإرهاب والطائفية ودعم المطالب المشروعة والسلمية للشعوب". وأكدت المتحدثة أن إيران "تريد الخير لليمن ودعمت وباستمرار أمن اليمن واستقراره".
ش.ع/ع.ج.م (د.ب.أ، أ.ف.ب)