معرض السياحة الدولي في برلين: الفضاء رقم واحد لترويج السياحة العالمية
٨ مارس ٢٠٠٨يعتبر معرض السياحة الدولي في برلين المقياس الرئيسي لرصد الوضع العام والتوجهات المستقبلية لحركة السياحة في العالم بأسره. ويعول خبراء هذا القطاع كثيرا على هذا المعرض لرسم استراتجياتهم العامة لتسويق منتجاتهم السياحية ويشهد على ذلك العدد المتنامي باضطراد لشركات السياحة المشاركة في هذا الملتقى السنوي.
وتتوقع غالبية مؤسسات السياحة الالمانية تحقيق معدل عائدات قياسي في الصيف المقبل كما أنها كشفت عن توجهات واعدة جاء في مقدمتها سياحة الاستجمام والصحة. ومن خلال الحديث مع بعض العارضين الالمان يظل السائح الالماني زبونا يسعى الى نيل أكبر قسط من الجودة وبسعر منخفظ، وهنا تكمن حدة المنافسة التي ستشتد في السنوات المقبلة.
المعرض فرصة للتعرف على أحدث المنتجات السياحية
يظل معرض السياحة الدولي في برلين أهم بوتقة في العالم لتسويق المنتجات السياحية والتعرف على التوجهات المستقبلية لأحد أبرز القطاعات الحيوية في اقتصاديات مختلف دول العالم. وخير دليل على جاذبية هذا المعرض الذي دخل دورته ال 42 هي النسبة المتزايدة للزوار المختصين الذين بلغ عددهم في عام 2007 حوالي 108.735 زائر ما يعكس نسبة نمو بمقدار 15 بالمئة مقارنة مع السنة قبلها علما أن 35 بالمائة من مجموع هذه الفئة من الزوار يأتون من الخارج. أما شركات السياحة الحاضرة هذا العام في المعرض ببرلين من 5 الى 9 مارس/آذار الجاري فقد تجاوز عددها 11.000 شركة من أكثر من 180 بلدا تتفانى في عرض منتجاتها السياحية.
ويمكن للزائر أن يتعرف داخل الاروقة الواسعة الممتدة على مساحة أرضية مقدارها 160.000 متر مربع على منتجات سياحية متنوعة تغطي الى جانب العروض التقليدية المتمثلة في قضاء فترة الاجازة على شاطئ البحر أو السياحة الصحرواية والجبلية مجالات أخرى مثل الرحلات البحرية، أي تلك الأسفار على متن سفن فخمة تجوب البحار والانهار في العالم أو عروض سياحة الاستجمام والصحة. كما أن معرض السياحة الدولي في برلين يتيح امكانية التعرف على أحدث الأنظمة الالكترونية المستخدمة في الحجز والتنظيم العام واصدار بطاقات السفر وادارة الحسابات.
وخلال فعاليات هذا المعرض في المانيا يمكن أيضا رصد التوجهات المستقبلية للسياحة العالمية اذ توجد أروقة تهتم بعروض سياحية تغطي مجال أسفار الشباب والدراسة وأخرى تركز على رحلات المغامرة والرياضة دون نسيان السياحة البيئية. ومن بين المؤشرات القوية على الاشعاع العالمي لهذا الملتقى التغطية الاعلامية التي يحظى بها من قبل وسائل الاعلام الدولية ليتجاوز عدد الاعلاميين في العام المنصرم 8000 عنصر قادمين من 90 بلدا .
المانيا بلد سياحة الاستجمام والصحة بامتياز
تألقت المانيا في السنوات الاخيرة كوجهة سفر محبوبة وارتفع عدد الحجوزات لدى الفنادق بفضل المعروض السياحي في مجالي الاستجمام والصحة من جهة ومن جهة أخرى بفضل أسفار العمل الوافدة من البلدان الاوروبية التي ارتفعت في عام 2006 بنسبة 16 بالمائة لتحقق الفنادق الالمانية عام 2006 من أسفار العمل وحدها حجم عائدات يتجاوز 11 مليار يورو.
واذا أثر الاصلاح الذي شمل قطاع الرعاية الصحية قبل سنوات في المانيا بصفة سلبية على عائدات مؤسسات العناية الصحية والنقاهة بسبب تراجع مساهمة الدولة في تغطية التكاليف التي يدفعها المواطن الالماني فان هذه المنشآت المتوفرة على بنية تحية متينة تشهد مؤخرا حركة نمو تعتبر الاقوى في الاقتصاد الالماني . ويقول ميشاييل ألتفيشير مدير أعمال فنادق الاستجمام والاستحمام في المانيا "مبدئيا لا يمكن استبعاد الاستجمام من المعروض السياحي الالماني، وتسجل مجموعة الفنادق المختصة في المانيا وعددها خمسون فندقا رقم حجوزات بمقدار 1،3 مليون في العام الواحد تشمل 400 ألف حجز في مجال الاستجمام وحده".
ويؤكد ألتفيشير أن المعروض السياحي الالماني في الاستجمام والصحة " يمتاز بالكفاءة والجودة العاليتين لأن تلك المراكز المختصة تقدم برامج شاملة يتم بلورتها تماشيا مع المتطلبات الشخصية للزائر". وتحتضن هذه المنشآت أطباء وأخصائيين ذوي خبرات عالية وهي مجهزة بأرفع التقنيات والالات التي تتوفر أحيانا فقط في المانيا. ونشير الى أن غالبية تلك المراكز أو الفنادق المختصة في هذا المجال توجد في مناطق طبيعية خلابة توفر الهدوء والهواء النقي.
بفاريا منطقة الحمامات المعدنية
"بفضل موقعها الجغرافي الجميل المتاخم لجبال الالب وتجربتها التقليدية العريقة في سياحة الاستجمام والصحة ومحمياتها الطبيعية تجتذب ولاية بفاريا الالمانية منذ عقود غابرة أناسا من مختلف بقاع العالم يبحثون عن الجودة والذوق الرفيع". بهذه العبارات يصف ينس هوفالد مدير قسم العلاقات العامة في شركة التسويق السياحي لبفاريا جاذبية هذه الولاية الواقعة في جنوب المانيا التي يصل عدد زوارها في السنة الواحدة الى 26 مليون سائح . ولتبيان آفاق سياحة الاستجمام والصحة في هذه الولاية يشير ينس هوفالد الى " أن حمامات الاستشفاء استثمرت خلال السنوات الخمس الاخيرة 500 مليون يوور للرفع من مستوى البنية التحتية والتجهيزات الطبية."