معرض لايبتسِغ للكتاب يجذب القراء الشباب وقراء "الكوميكس"
٢٠ مارس ٢٠١١تُعتبر مدينة لايبتسِغ الواقعة في شرق ألمانيا مدينة الكتب، فهي مقر المكتبة الوطنية الألمانية وعدة دور نشر عريقة. كما أن معرض الكتاب الذي يقام في شهر آذار / مارس من كل عام ذاع صيته عالمياً وبات يعتبر مهرجاناً يجذب بالآلاف عشاق المطالعة، الصغار منهم والكبار. والمعرض مشهور بقدرته على كسر الحواجز بين المؤلفين والقراء، حيث تقام فعاليات ونشاطات عديدة تجمع آلاف القراء. ومن ضمن فعاليات المعرض مهرجان للقراءة يُطلق عليه اسم "لايبتسِغ تقرأ"، ويُعتبر أكبر مهرجان للقراءة في أوروبا.
ولكي يُجذب القراء الشباب إلى المعرض قامت الإدارة قبل عشرة أعوام بافتتاح قسم جديد في المعرض وخصصته لكتب القصص المصورة أو ما يُعرف عادة بـ"الكوميكس" Comics، وهي خطوة كان لها صدى كبير في أوساط محبي القصص المصورة. عن هذه الخطوة يقول مدير المعرض أوليفر تسيله إن المعرض "عُرف عنه في الماضي أنه ينزع إلى القديم. ولكننا تحدثنا مع دور نشر للكوميكس، وأخرى لكتب الأطفال، وهي بدورها تشجعت جداً لفكرة تأسيس قسم خاص للكوميكس في المعرض". وكان الغرض من هذه الخطوة هو جعل معرض الكتاب جذابا للشبيبة ما بين 13 و18 عاماً مثلما يقول مدير المعرض.
مكانة ثابتة
ويكمن سر نجاح قسم الكتب المصورة في أن المعرض استغل موضة الكوميكس في بداية الألفية الثالثة ونظم مسابقة خاصة لرسامي الكوميكس والمَنغا وأيضا لمعجبي ما يسمى بالـ "كوسبلي" Cosplay، وهي مسابقة يرتدي فيها المعجبون أزياء مستوحاة من صور أبطال الكتب المصورة الذين يقرؤونها. وكما يقول مدير المعرض أوليفر تسيله فإن المعرض هذا العام يثبت نجاح هذه الفكرة، فقد أصبح قسم الكوميكس والمانغا "له مكانته الثابتة في المعرض وأصبح في نظر الشباب جزءاً مهماً منه."
غير أن انتشار الكوميكس في لايبتسِغ لا يقتصر على المعرض، فهناك الكثير من المعجبين والقراء والرسامين وأصحاب متاجر الكوميكس الناشطين في هذا المجال على مدار العام في المدينة، إلا أن الأضواء التي تُسلط على قسم كتب القصص المصورة أثناء المعرض تطمس وجود هذه الجماعات إلى حد ما، كما يقول سيباستيان روبكه، وهو صاحب متجر خاص ببيع الكوميكس و كتب المانغا.
ويضيف روبكه أن "معرض لايبتسِغ كان مجرد مبادرة، ولكنه لم يترك أثراً طويل الأمد في هذا المجال في المدينة، فكان بالإمكان مثلاً أن تقوم إدارة المعرض باستئجار مساحات خاصة لأقسام الكوميكس وإقامة معارض رسومات الكوميكس فيها، ولكنها لم تقم بذلك". ويرى روبكه أن دور النشر والمتاجر الصغيرة لا تملك موارد مادية كبيرة تسمح لها بالمشاركة في المعرض بسبب الإيجارات الباهظة للأجنحة فيه.
فعاليات بعيدة عن المعرض
وتقوم بعض المجموعات من المعجبين بفن كتب القصص المصورة بتنظيم فعالياتها الخاصة، بعيدا عن صخب معرض لايبتسِغ الضخم، فيقيمون مثلاً حلقات نقاش عن هذا النوع من الكتب ويدعون الرسامين لحضور ندوات، كما يلتقي المعجبون والرسامون والناشطون في هذا المجال في هذه المدينة بشكل منتظم ليتعلموا من بعضهم البعض تقنيات الرسم الجديدة أو لتنظيم الفعاليات وتبادل الأفكار والآراء حول فن الكومكس والمنغا.
ومن المترددين بانتظام على هذه اللقاءات الرسامة الشابة لينا فلايشر البالغة من العمر 15 عاما، وهي تقول: "عندما تكون وحدك، فغالباً ما تجلس ساعات طويلة أمام الورقة البيضاء دون أن ترسم شيئاً. ولكنني عندما آتي إلى هنا فإنني أحصل على المساعدة والنصائح وعلى اقتراحات عن كيفية استخدام طرق رسم جديدة لم أتبعها من قبل."
وبغض النظر عن أصوات ناقدي قسم الكوميكس في معرض لايبتسِغ للكتاب، تبقى انجازات المعرض واضحة للجميع، فقد استطاع عالم الكوميكس أن يغير من صورة المعرض فأضحت بعيدة عن الصورة النمطية التي علقت في الأذهان والتي كانت توحي بأن معظم رواد المعرض من المسنين الذين يرتدون النظارات الكبيرة. لقد استطاع القسم الخاص بكتب الكوميكس والمنغا أن يضفي على المعرض لمسة شبابية جديدة وأن يأسر قلوب الزوار الشباب ويشجعهم على الانتظام في زيارة معرض الكتاب.
أنتيه هُفمان / نادر الصراص
مراجعة: سمير جريس