مفتش أممي سابق:" مهمة المفتشين عن الكيماوي السوري تتطلب وقتا طويلا"
١٩ سبتمبر ٢٠١٣DW: السيد شموكر ! عملت كمفتش عن الأسلحة في العراق بين 1995 و1998 وذلك في إطار بعثة للأمم المتحدة، ومن خلال تحركاتك زرت العديد من المصانع، المشتبه في أنها مختصة في صناعة الصواريخ، كيف كنتم تعرفون المواقع التي ينبغي تفتيشها؟
روبرت شموكر:الحكومة العراقية هي من كانت تمدنا بالمعلومات، لقد ذهبنا إلى مراكز مختلفة وكانت لنا فرصة مقارنة الواقع بما كانت تمدنا به الحكومة من بيانات.
وهل يمكن للمرء أن يصدق ديكتاتورا، عندما يصرح بمعلومات؟
طبعا لا!، ولكن عندما ننجح في بناء تواصل جيد مع مساعديه، فقد تنشأ علاقة إنسانية، يمكن أن تساعد على الوصول إلى معلومات أكثر.
كيف كنتم تتوصلون بمعلومات عن المواقع التي قد يكون بها أسلحة؟
كنا نتلقى الإرشادات من العاملين. ولزم كذلك أن نزور بأنفسنا كل مكان قد يتواجد فيه ما نبحث عنه، إن ما نقوم به هو عمل تحقيقي. المطلوب هو البحث عن المعلومات وتقييمها، ثم مقارنتها بكل التصورات التي قد تخطر على البال، بهدف تكوين صورة متكاملة. العمل متعب حقا، لكن عندما تتوفر على مساعدين جيدين، يقومون بعملهم بعناية، فإنه يمكن حينها الإجابة على السؤال الخاص بمواقع الأسلحة المحظورة.
كيف تجري عملية التفتيش داخل مصنع؟
عندما نصل إلى مصنع، نتجول فيه ونتعرف على ما يتم فيه من أعمال. في المقام الأول نعتمد على ما يصرح به العمال في أقوالهم.
إلى أي مدى كانت لكم حرية في اختيار الأماكن التي تفتشونها؟
قد نزور مصنعا بشكل مفاجئ، حتى لا يكون للعاملين وقتا كافيا لإخفاء شيء ما. كثيرا ما كنا نغير برامج زيارتنا في آخر لحظة، مما لا يسمح لهم بإخفاء الكثير من الأشياء. حدث مرة أن كنت في أحد المصانع وهناك وجدت أجزاء لمواد مشتبه بها، فعدت لأخبر مجموعة العمل، وقد اختفت كل تلك الأجزاء عندما عدنا مجددا إلى المصنع. في ذلك الوقت كان يتم دفن الطائرات في رمال الصحراء، بهدف إخفائها، ومثل تلك الأشياء لا يمكن التعرف عليها إلا عن طريق المعلومات التي نتوصل بها.
متى سنشهد في سوريا تفتيشا عن الأسلحة بشكل فعال؟
سيتطلب الأمر وقتا طويلا. سيتم إخفاء بعض الأسلحة من طرف النظام، كما سيقوم بفرض شروطه مجددا. وهنا يجب الإشارة إلى المساعدة التي يمكن لروسيا تقديمها. حيث أستطيع أن أتصور من خلال ذلك أن جزءا كبيرا من الأسلحة قد يتم تدميره.
روبرت شموكر أستاذ في هندسة الطيران بجامعة موينيخ التقنية، عمل كمفتش أممي في بعثة البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق في عهد نظام صدام حسين.