مفتي سوريا الأول: "العلمانية ليست ضد الدين وأنا مسلم علماني"
١ نوفمبر ٢٠٠٧يزور ألمانيا حالياً مفتي سوريا الأول الدكتور أحمد بدر الدين حسون بصحبة مطران الكلدان الكاثوليكيين أنطوان أودو. هذه الزيارة التي جاءت بناء على دعوة جمعية الصداقة العربية الألمانية والرابطة الاتحادية للمغتربين السوريين في ألمانيا، حظيت بإهتمام الكثير من المؤسسات الدينية والسياسية في ألمانيا. فقد التقى مفتي سوريا بشخصيات دينية بارزة مثل قسيس الكنيسة الكاثوليكية ياشكه وقسيس الكنيسة الإنجيلية هاين وكذا شخصيات أخرى من أتباع الديانتين المسيحية واليهودية. كما حرص المفتي أن يجتمع أيضاً بشرائح متعددة من المجتمع الألماني كذا بطلاب من الجامعات والمدارس الألمانية.
"الدين واحد والشرائع متعددة"
وحرص البرلمان الألماني على دعوة الضيف السوري الذي بدا سعيدا بهذه الدعوة وبتلك الزيارة، حيث عبر عند ولوجه إلى مبني البرلمان الزجاجي عن سعادته لوجوده "في أحضان الديمقراطية التي تبدو شفافة هنا"، حسب تعبيره. وتحت قبة البرلمان التقى حسون بعدد من البرلمانيين والسياسيين الألمان بحضور سفراء بعض الدول العربية. وقد عبر يواخيم هورستر، عضو البرلمان الاتحادي ورئيس المجموعة البرلمانية للعلاقات مع الدول الناطقة بالعربية في الشرق الأوسط، في كلمته الترحيبية عن أهمية الحوار.
من جانبه حرص المفتي السوري في كلمته على التأكيد على ما اسماه "وحدة الأديان"، حيث قال "لا نؤمن بتعدد الأديان، لأننا ننظر إلى أن الدين واحد وأن الشرائع متعددة". وأكد حسون على وجود القواسم المشتركة بين الديانات السماوية وأن كل منها أخذت من سابقاتها: وقال "حينما أقرأ القرآن أقرأ فيه بعض آيات من التوراة والإنجيل"، لذلك فهو كما يقول يصلي في الكنيسة والمعبد اليهودي مثلما يصلي في المسجد "فالمساجد والكنائس والكنس هي بيوت الله". ويعرج المفتي السوري إلى موضوع الحضارة الإنسانية، معبرا عن قناعته بأنه لا توجد حضارة خاصة بشعب أو بدين دون غيره، بل "هناك حضارة إنسانية مشتركة، حسب تعبيره.
"العلمانية ليست ضد الدين"
وتطرق حسون إلى موضوع العلاقة بين الدين والدولة، مشيرا إلى أن موضوع الخلط بين الدين والدولة بدأ قبل نحو 100 سنة، عندما حاول بعض رجال الدين الاستيلاء على السلطة باسم الدين، متجاهلين أن "الدين موجّه أخلاقي للسياسة وليس حاكماً عليها". ولا يرى حسون أي تعارض بين الدين والعلمانية، إذ قال " العلمانية ليست ضد الدين، فهي تعطي لكل إنسان كرامته وحقوقه". ويضيف قائلاً: "أنا مسلم علماني، ولست ضد العلم والعلمانية". وتطرق المفتي السوري في كلمته إلى موضوع "القتل بإسم الدين"، مؤكدا بأن من يدعي أنه يقتل إنساناً باسم الدين فهو كاذب. ونفى حسون وجود "ما يسمى بالحرب المقدسة في الكتب السماوية"، مشيرا في هذا السياق إلى أن الحروب الصليبية والفتوحات الإسلامية لم تكن من أجل الدين، بل من أجل مصالح الملوك والأمراء.
"لا تعلموا الناس الحقد والكراهية، فأنتم لستم مقدسون"
ولم يغفل مفتي سوريا الحديث عن "التطرف الديني"، قائلا مخاطبا مستمعيه إن التطرف "أساء إلينا قبل أن يسيء إليكم". وتابع حسون قائلا حتى المسلمين أنفسهم لم يسلموا من شر هؤلاء المتطرفين. والكثير منهم، كما يقول د. حسون، ذهبوا إلى أوروبا واستثمروا الجو الديمقراطي، فنشروا فكر التطرف مستغلين الديمقراطية في الغرب. وخاطب مفتي سوريا أولئك الذين يعملون على تعبئة المسلمين ضد الآخر قائلا "لا تعلموا الناس الحقد والكراهية، فأنتم لستم مقدسون". وتابع ناصحا "إذا خالفكم الأخر فافتحوا معه حوارا".