مقتل قيادات القاعدة في العراق وعلاقته بالوضع السياسي
٢٣ أبريل ٢٠١٠هذا الأسبوع ، حققت القوات العراقية انجازا كبيرا بقتل قيادات تنظيم القاعدة ، المدعو أبو أيوب المصري، و المدعو أبو عمر البغدادي والمدعو أبو صهيب ( أمير الشمال) ، هذا الانجاز يعتبر بنظر الخبراء مهما جدا ، لكن العراقيين يتساءلون هل ينهي ذلك الهجمات الإرهابية؟
الكل يتساءل، ألن يظهر قائد جديد للقاعدة؟
أليس من سبيل لإنهاء الارتباط الدولي الذي يوصل قيادات إرهابية إلى العراق؟
هل ثم علاقة بين القضاء على هذه القيادات والمناخ السياسي الآن في العراق؟
عامر الزبيدي المهتم بالشأن العراقي حدثنا من بغداد مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة سوف يعين قائدا بعد مقتل قياداته في العملية الأخيرة بمنطقة الثرثار قرب سامراء ولكن الملاحظ أن القيادات المتعاقبة لا تتمتع بنفس مستوى الأداء، وفي الغالب تكون اضعف، وأثرها اضعف على قاعدتها
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عامر الزبيدي: سيكون هناك قائدا جديد لكنه سيكون اقل فاعلية)
وذهب الباحث في شؤون مكافحة الإرهاب جاسم محمد إلى ان تنظيم القاعدة كان هو الأقوى في العراق، ولكن المعادلة بعد مقتل الزرقاوي عام 2006 قد تغيرت فقد أصبحت القيادات العسكرية العراقية المرتبطة بالنظام السابق والمتعاونة مع القاعدة هي التي تتولى التوجيه والقيادة، وعناصر القاعدة هم الذين يتولون التنفيذ:
وأشار جاسم محمد إلى أن القيادة التي تم تصفيتها في العراق مؤخرا كانت تدير عملياتها من حفرة ، بمعنى أنها معزولة وغير كفؤة، وهي لا تمت لتنظيم القاعدة بصلة تنظيمية وانما بصلة عقائدية لا سيما وان التنظيم قد غادر العراق بعد مقتل الزرقاوي
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: جاسم محمد : العسكر القديم مستفيدون من تشغيل القاعدة بالتمويل الخارجي وهم يعملون كمرتزقة)
وانضم الى حوارنا الصحفي عارف الصرمي المتخصص بالشأن اليمني الذي يزور دويتشه فله في بون مبينا أن تنظيم القاعدة في اليمن قد تلقى ضربات موجعة من السلطات اليمينة ، لكنه عاد ليشير إلى أن الأوضاع السياسية غير المستقرة والحرب في صعدة والوضع الاقتصادي المتدهور وانهيار العملة تساهم في تشتيت تركيز الحكومة على مقاومة هذا التنظيم وتضعف من هذه العملية
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عارف الصرمي: المجتمع اليمني يعتبر تنظيم القاعدة إساءة للإسلام )
ومن جنيف شارك في الحوار الإعلامي والكاتب قاسم المرشدي نافيا وجود توقيت سياسي يرتبط بالوضع الذي نشأ بعد الانتخابات، ومبينا ان العملية تمّت بشكل تكتيكي لأن الفرصة قد أتيحت للقوات المسلحة للقضاء عليهم لاجتماعهم في ذلك المنزل معا، ونظرية أن التوقيت مدبر مستبعدة لأن الطيران الأمريكي ساهم في الضربة والقوات الأمريكية لا مصلحة لها في الوقوف الى جانب هذه الطرف أو ذاك في التنافس الانتخابي في العراق.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: قاسم المرشدي: لا علاقة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة بمقتل قيادات القاعدة)
عامر الزبيدي من بغداد اعتبر ان من الصعب على المستوى التكتيكي والتنفيذي على جهاز المخابرات العراقي التنسيق للقضاء على الارتباط الدولي الذي يضخ عناصر القاعدة الى العراق كما أن علاقة العراق مع الدول التي تأوي هؤلاء ليست بمستوى يسمح بتنسيق مثل هذه العمليات. وعلى صعيد أخلاقي اعتبر الزبيدي أن عقيدة جهاز المخابرات العراقي الحالي تمنعه من القيام بمثل هذه الممارسات وإلا عاد ليستنسخ صورة جهاز المخابرات السابق الذي شارك في عمليات دولية خارج الحدود الإقليمية للبلاد موردا أمثلة على ذلك
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عامر الزبيدي: تنفيذ عمليات تستهدف القاعدة في دول أخرى غير ممكن فنيا وأخلاقيا)
الخبير جاسم محمد أشار إلى إن هناك دولا صنفت باعتبارها منبعا للإرهاب ودولا أخرى تستخدم كملاذ للإرهابيين، ودولا أخرى يستخدمها هؤلاء للعبور إلى العراق، والعراق صار منخفضا امنيا يمكن ولوجه بسهولة لمن يريد، والحل لوقف هذا التدفق يكمن في إيجاد دولة مؤسسات قوية تدعم مؤسسات الأمن والجيش بما يجعلها مؤهلة للقضاء على هذا التنظيم. ثم أشار إلى أن القاعدة كانت ضيفا على العراق، لكنها بعد سنوات من النشاط صارت جزءا من نسيج المجتمع ولم تعد دخيلة عليه.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: جاسم محمد : دولة المؤسسات هي القادرة على ردع القاعدة واستئصالها)
ويرى قاسم المرشدي أن انفتاح العراق على جواره العربي كفيل بالقضاء على القاعدة، بل ان انفتاح العراق على جواره الإقليمي وعلى المجتمع الدولي سيقوي إمكاناته للتصدي لتنظيم القاعدة . وأشار المرشدي إلى أن دولا عربية بعينها هي التي تمتلك مفاتيح الحل ويمكنها إذا شاءت ان تحجّم نشاط القاعدة، لكنها لن تنجح في القضاء عليها، لأن هذه الدول هي أيضا تعاني من نشاط هذا التنظيم الإرهابي.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: قاسم المرشدي: انفتاح العراق على الدول العربية مهم جدا في سبيل الحرب على القاعدة)
واتفق عامر الزبيدي مع المرشدي في أن حل مشكلة تنظيم القاعدة يكمن في العراق، والنموذج الحي لهذا هو قيام الصحوات في مناطق غرب العراق بمحاربة القاعدة وطردها. وعاد وأشار الى أن دول الجوار متخوفة من التجربة العراقية الديمقراطية وهي لا تريد ان تصل الى حل بشان العراق بل انها بالعكس تسعى الى ضخ المزيد من عناصر القاعدة الى العراق في محاولة لتقويض وضعه الجديد.
جاسم محمد قال ان قيادات القاعدة تنقسم إلى القيادة الروحية وهم المرشدون ، وإلى القيادات الميدانية ذات الخبرة في تنفيذ العمليات. والقيادات العملياتية على الأرض مكشوفة وتتحرك بشكل علني في بلدان مثل باكستان واليمن وافغانستان، لكن الوضع في العراق مختلف ،فتنظيم القاعدة مناطقي إقليمي . وشكك محمد بارتباط ابو عمر البغدادي وأبو ايوب المصري بأيمن الظواهري و اسامة بن لادن، مشيرا إلى أن القيادات الموجودة في العراق تدير فصائل مسلحة تعمل بشكل مستقل عن بعضها ومن غير المرجح أن تكون مرتبطة بالقاعدة.
وعقب المرشدي على ما ذهب اليه جاسم محمد إلى أن إعداد قيادات القاعدة يتم على أساس روحي، وهم يقدمون الفتوى في الغالب، مؤكدا أن قيادات تنظيم القاعدة في العراق في الغالب غير عراقية لأن هذا التنظيم لا يثق بالعراقيين . ثم أشار إلى أن تنظيم القاعدة يخضع إلى نظام البيعة، وابن لادن قد بايع هؤلاء قادة في إمارة العراق.
ولفت قاسم المرشدي إلى أن الحل الأمثل للتصدي لعقيدة القاعدة هو الليبرالية والعدالة الاجتماعية والتداول السلمي للسلطة وإقامة بنية تحتية متينة كفيلة بالقضاء على القاعدة، وهو ما أجاب عليه مقدم البرنامج ملهم الملائكة بأمثلة من أوروبا وألمانيا لأفراد من أصول أوروبية اعتنقوا عقيدة القاعدة وهربوا إلى أفغانستان وباكستان ليمارسوا ما يعتقدونه جهادا ضد أبناء جلدتهم من الأوربيين الذين أصبحوا في عرفهم الجديد كافرين، واستمعنا من بتينا ماركس إلى تقرير قدمه آخم زيغولو عن بضع عشرات من ألألمان الذين انضموا إلى صفوف القاعدة باعتبارهم جهاديين ويقاتلون حاليا في أفغانستان
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: تقرير بتينا ماركس عن عناصر القاعدة الألمان)
عامر الزبيدي علق على التقرير بالقول إن هؤلاء الألمان المنتسبين الى القاعدة لم يجدوا أرضية مناسبة لهم في ألمانيا ولم يجدوا من يحتضنهم ويروج لهم لذا هربوا إلى أفغانستان وباكستان.
جاسم محمد أعاد التأكيد على دولة المؤسسات باعتبارها الحل الأمثل للقضاء على القاعدة ،معتبرا كردستان العراق مصداقا لكلامه حيث لا تشكل القاعدة تهديدا ملحوظا، بل لا تمتلك وجودا يذكر لسبب قوة المؤسسات في الاقليم.
الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika .