من برلين.. مدير الأونروا يحذر من حدوث مجاعة في قطاع غزة
١٦ أكتوبر ٢٠٢٤قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني اليوم الأربعاء (16 تشرين الأول/أكتوبر 2024) إن عمليات الوكالة في قطاع غزة تقترب من نقطة الانهيار بسبب تزايد الظروف المعقدة. وأردف قائلاً خلال مؤتمر صحفي في برلين: "لن أخفي حقيقة أننا قد نصل إلى نقطة لن نتمكن بعدها من العمل". وأضاف "نقترب جدا من نقطة الانهيار المحتملة. متى ستكون؟ لا أعرف. لكننا قريبون جداً من ذلك".
وحذّر لازاريني من خطر المجاعة في غزة قائلا إن "هناك خطرا حقيقيا اليوم... أن نصير في وضع تكون فيه المجاعة أو سوء التغذية الحاد أمرا محتملا مرة أخرى للأسف"، مشيرا إلى الشتاء القادم وضعف نظم المناعة لدى سكان غزة.
ورسم المسؤول الأممي صورة قاتمة للوضع الإنساني في غزة، قائلا إن القطاع "أصبح أشبه بأرض مقفرة، أود أن أقول إنها غير صالحة للعيش تقريبا". وفيما يتعلق بإيصال المساعدات إلى غزة، قال المفوض العام للأونروا إنه "خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الماضية لم تدخل أي قافلة إلى الشمال باستثناء أمس".
وتابع لازاريني: "هناك انخفاض كبير في القوافل في الجنوب بمعدل يتراوح بين خمسين إلى ستين فقط لمليوني شخص، في حين نقدر أن العدد المطلوب أعلى من ذلك بكثير". وأشار إلى أن القوافل التي تمكنت من الدخول تعرضت للنهب "بسبب الانهيار الكامل للأمن والنظام".
لكنه أكد أنه من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة يمكن "تجنّب" أزمة جوع في غزة إذا تم السماح للقوافل والأغذية بالدخول. وتساءل المسؤول الأممي: "لقد أظهرنا أننا قادرون على تنفيذ حملة لمكافحة شلل الأطفال، فلماذا لا نستطيع إدخال الطعام؟".
وتوفر الأونروا خدمات تعليمية وصحية ومساعدات لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.
واشنطن تطالب بإدخال مساعدات لغزة
وكانت الخارجية الأمريكية كشفت أمس الثلاثاء أن الوزير أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن أكدا في رسالة مشتركة "للحكومة الإسرائيلية وجوب أن تجري تعديلات لنرى مجددا ارتفاع مستوى المساعدات التي تدخل غزة، عن المستويات المتدنية للغاية التي هي عليها اليوم".
وفي تعليقه على قضية دخول المساعدات إلى غزة، قال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون الأربعاء إن "المشكلة في غزة ليست نقص المساعدات"، مضيفا "المشكلة هي حماس التي تسطو على المساعدات وتسرقها وتخزنها وتبيعها لتغذية آلة الإرهاب الخاصة بها، بينما يعاني المدنيون".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لصحيفة بيلد الألمانية الأربعاء "نبذل قصارى جهدنا للسماح للمجتمع الدولي بتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة". وأضاف "أعتقد أننا فعلنا، ونفعل، أكثر مما فعلته أي دولة أخرى لأعدائها".
والعلاقة متوترة بين الأونروا وإسرائيل منذ فترة طويلة، لكنها تدهورت بشكل حاد منذ بدء الحرب في غزة.
واتهم قادة إسرائيليون موظفين في الأونروا في يناير/كانون الثاني بالتعاون مع مقاتلي حماس في غزة، مما دفع بعض المانحين إلى تعليق تمويلهم للوكالة، غير أن العديد من هذه القرارات تم العدول عنها منذ ذلك الحين. وبدأت الأمم المتحدة تحقيقات في اتهامات إسرائيل وفصلت تسعة موظفين.
يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وأنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأونروا في 1949 لمساعدة فلسطينيين خسروا منازلهم في الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948، وكذلك أحفادهم. وحالياً تقدّم الوكالة خدمات لنحو 5,9 ملايين لاجئ مسجّل.
خ.س/أ.ح/ م.ع.ح (أ ف ب، رويترز)