من حياة زاهدة إلى نمط جديد يُقتدى به
حتى بضع سنوات كان المجتمع يستهزأ من الأشخاص الذين تخلوا عن المنتجات الحيوانية وأصبحوا يتغذون من منتجات نباتية فقط. أما اليوم فقد زاد عدد مستهلكي المنتجات النباتية وفي ألمانيا أصبح لهذا النمط الغذائي شعبية كبيرة.
العيش كنباتي صرف هو نمط حياة عصرية
الاستغناء عن الحليب والبيض واللحم والمنتجات الحيوانية بصفة عامة هو نمط حياة كان المجتمع يستهزأ منه في الماضي القريب. أما اليوم فالمزيد من المستهلكين يعيشون حياة نباتية صرفة، ويرغبون في تناول طعام صحي والمساهمة في المحافظة على البيئة. لهذا ازدهرت المنتجات النباتية والمطاعم التي تقدم وجباتها والمحلات التي تعرض سلعها وكتب الطبخ النباتي. فيا ترى ما الذي يشجع على هذا الازدهار؟
نمط عصري جديد للعيش
تغيرت صورة النباتيين "الخُضرويين" نظرا للدعاية القوية التي قام بها عدد من المشاهير مثل مايك تايسون أو غوينيث بالتروف لهذا النمط من العيش. ومن أشهر النباتيين "الخُضرويين" الألمانيين الطباخ آتيلا هيلدمان (الذي نراه في يسار الصورة) وله كتب عن الحياة النباتية وصلت مبيعاتها إلى 300 ألف كتاب، وبالنسبة لهيلدمان فإن العيش على النمط الخُضروي طريقة عصرية مثيرة وكذلك وسيلة سهلة لإنقاص الوزن.
حياة صحية سليمة ورشيقة
تعرض كتبٌ مثل "نمطٌ خُضروي لحياة سليمة" برنامج لتخفيف الوزن، وتمكن الكاتب هيلدمان بكتابه من تحقيق مبيعات كبيرة لاعتماده على معادلة "فقدان الوزن من خلال اتباع نظام غذائي نباتي". وبهذا فإن أتباع النظام الغذائي النباتي أصبحوا يخاطبون مجموعة جديدة مستهدفة تريد التخفيف من وزنها. لكن الخُضرويين يريدون الابتعاد عن وصفهم كمتعصبين في التخسيس في المقام الأول.
احتجاج على صناعة تربية الحيوانات
يتعلق الأمر بالرفق بالحيوان والمحافظة على المناخ وبديل أخلاقي يساهم في تغيير فكر الربح السريع في صناعة تربية الحيوانات. بالإضافة إلى ذلك فإن اتباع نظام غذائي نباتي أصبح سهلا مما كان عليه سابقا، فالمطاعم والمحلات التي تعتمد في منتجاتها على مواد نباتية محضة أصبحت متوفرة بشكل كبير في المدن الكبرى. وحسب الرابطة الألمانية للخُضرويين فإنه يعيش في ألمانيا حوالي 800 ألف نباتي والعدد في ارتفاع مستمر.
توفر حليب الصويا في المحلات التجارية
إمكانية تصنيع عدة منتجات معروفة من مواد نباتية أصبح أمرا غير مستحيل الآن. ولم يعد بيع حليب الصويا مقتصرا فقط على محلات معينة وإنما أصبح يُعرض في محلات تجارية كبيرة أيضا. أما في المحلات المتخصصة في المنتجات النباتية فقط فإن عروضها محدودة إلى حد ما، ولكن العيش على النمط النباتي ليس هو فقط استهلاك المواد النباتية وإنما فلسفة للعيش يستغني فيها الخُضروي/ النباتي عن الجلود والمنتجات الحيوانية الأخرى.
انتشار الحياة النباتية في العالم
يتواجد الخُضرويون في العالم بأكمله وبكثرة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، كما يقول سيباستيان تسوش مدير رابطة الخُضرويين في ألمانيا ويضيف أن ألمانيا تتوجه نحو تقلد دور قيادي في هذا النمط من العيش. هذا النمط الذي يعرف بالإضافة إلى تواجده في مناطق من أوروبا ومناطق أنغلو-أمريكية حضورا كبيرا أيضا في البرازيل والمناطق البوذية.
تقديم أطباق خُضروية في المطاعم
يعرف مهرجان أكتوبر التقليدي الذي يقام كل سنة في مدينة ميونيخ البافارية كذلك حضورا كبيرا للوجبات الخُضروية، فبالإضافة إلى أطباق الدجاج واللحم هناك أطباق لوجبات محضرة أساسا من الصويا. ويؤكد سيباستيان تسوش مدير رابطة الخُضرويين في ألمانيا على أن التوجه الجديد للنمط الغذائي في البلدان الغربية يأخذ مسلكا نباتيا، مما يمكن أن يدفع بالمستهلكين إلى الاستغناء عن منتجات صناعة تربية الحيوانات.
لا تبشير للنمط المعيشي الخُضروي
التقارير حول تقييم المنتجات الخُضروية هل هي صحية ومستدامة نقطة مثيرة للجدل بين العلماء. ومع ذلك فإن الخُضرويين يعانون أقل من أمراض مثل السكري من النوع 2. ويؤكد الطباخ أتيلا هيلدمان على أن: "العيش على النمط الخُضروي هو خيار ولا يعني بأن يقلب الشخص حياته رأسا على عقب"، فهو لا يريد التبشير لهذا النمط المعيشي وإنما لفت الانتباه إلى البدائل المتوفرة.
الاستغناء عن وجبات شعبية مفضلة
عرف المطبخ النباتي في السنوات الأخيرة ازدهارا وابتكارات في تحضير وجبات جديدة جعلت من العيش على النمط الخُضروي أكثر جاذبية بتقديمه لوصفات ترضي جميع الأذواق. لكن المستهلكين في هذا النمط يتوجب عليهم الاستغناء عن وجبات تقليدية تعتمد أساسا على منتجات اللحوم لعدم توفر بديل لها على أساس نباتي.