1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

منتدى DW.. فخ ضعف التغطية الإعلامية العالمية لأزمات أفريقيا

محمد فرحان
٢١ يونيو ٢٠٢٤

رغم الصراعات الدموية التي تعصف بأفريقيا، إلا أن بعض الصحافيين الأفارقة يقولون إن أزمات القارة السمراء لا تتصدر عناوين الصحف والمواقع الإعلامية الدولية. فكيف سلط مشاركون في منتدى DW للإعلام الضوء على هذا الموضوع؟

https://p.dw.com/p/4hJlk
منتدى الاعلام العالمي ضم ممثلين صحفيين عن القارة السمراء
منتدى الاعلام العالمي ضم ممثلين صحفيين عن القارة السمراءصورة من: Philipp Böll/DW

"لماذا لا تحصل أزمات قارتنا على تغطية إعلامية دولية كافية؟" سؤال تردد صداه داخل فعاليات منتدى الإعلام العالمي الذي تنظمه مؤسسة DW سنويا واختتم أعماله الثلاثاء (18 يونيو/ حزيران 2024) في مدينة بون في ظل حضور ملحوظ من صحافيين وصحافيات أفارقة يعملون في مؤسسات إعلامية   بالقارة السمراء.

فرغم أن القارة السمراء تئن تحت وطأة أزمات وكوارث إنسانية وصراعات، إلا أنها لا تتصدر نشرات كبرى الشبكات الإخبارية العالمية، بحسب إعلاميين أفارقة حضروا المنتدى.

ومع تصاعد الجدل حول نصيب القارة السمراء من التغطية العالمية، لم يبد زينزيل نديبيلي، وهو صحافي مستقل من زيمبابوي، استغرابه مما يراه البعض من ضعف تناول الإعلام الدولي لأزمات أفريقيا.

وفي مقابلة مع DW عربية، قال نديبيلي: "أفريقيا لم تكن دائما ذات أولوية   للمؤسسات الإعلامية العالمية. وإذا عدنا بالذاكرة إلى الإبادة التي شهدتها رواندا حيث كان يُقتل الناس، لم يكن لدى الكثير من الشعوب في الغرب دراية بهذه المأساة".

الصحفية ليز شو في يوم افتتاح منتدى الاعلام العالمي في بون
الصحفية ليز شو في يوم افتتاح منتدى الاعلام العالمي في بونصورة من: Florian Görner/DW

وأضاف الصحافي الزيمبابوي بالقول: "في الوقت الحالي، تتحدث وسائل الإعلام الدولية عن  أوكرانيا  وغزة، لكن هناك حرب تدور رحاها في السودان حيث يموت الكثير من المدنيين. ما مدى اهتمام وسائل الإعلام الدولية بالصراع في  السودان؟ يمكنني الجواب... الاهتمام يكاد يكون معدوما".

يُشار إلى ان منظمات حقوقية دولية انتقدت ما اعتبرته تجاهلا وصمتا دوليين إزاء   الحرب في السودان  التي تسببت في مقتل أكثر من 16 ألف شخص خلال عام من اندلاعها.

سبب عدم الاهتمام

وتمتلك الصحافية الكاميرونية مبتش ستيلا |جابة على قضية عدم تصدر القضايا والأزمات الأفريقية الاهتمام الإعلامي في الكثير من الدول الغربية. ففي مقابلة مع DW عربية خلال مشاركتها في منتدى الاعلام العالمي، قالت: "اعتقد أن عدم اهتمام وسائل الإعلام الدولية  بأفريقيا   يرجع إلى عدم ارتباط ذلك بالقضايا الاقتصادية التي تمس الجمهور الغربي".

وأضافت: "أنا صحافية من الكاميرون التي تعاني من أزمات عديدة فهناك بوكو حرام في أقصى الشمال وهناك أزمة غذاء في شمال غرب البلاد. كل هذه الأزمات لم تحظ بتغطية إعلامية دولية كبيرة."

ورغم انتقادها ضعف تناول المؤسسات الإعلامية الدولية للقضايا الأفريقية، إلا أنها تقر بأن حكومات   القارة السمراء  تتحمل بعض المسؤولية. وقالت في هذا السياق: "على أرض الواقع، لا يمكن الوصول إلى معظم مناطق أفريقيا ليس فقط للصحافيين الأجانب وإنما أيضا للصحافيين المحليين. أنا على سبيل المثال، لا يمكنني الذهاب إلى شمال بلدي الكاميرون للقيام بعملي الصحافي ـ إذا كيف يمكن للصحافيين الأجانب تغطية الوضع هناك؟"

زينزيل نديبيلي، صحافي مستقل من زيمبابوي
زينزيل نديبيلي، صحافي مستقل من زيمبابويصورة من: Mohamed Othman Farhan/DW

ثورة الإنترنت.. "سلاح ذو حدين"

ومع انتشار الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وجد الصحافيون والصحافيات الأفارقة ضالتهم لتسليط الضوء على قضايا وأزمات القارة السمراء ونقلها للجمهور غير الأفريقي.

وفي ذلك، أقر الصحافي الزيمبابوي زينزيل نديبيلي بفضل  الإنترنت  في تعزيز التواجد الأفريقي على الساحة الإعلامية العالمية، لكنه أشار إلى أنها لا توفر "البديل".

وقال: "نحن كصحافيين ننشر قصصنا وتقاريرنا على الإنترنت وعلى منصات التواصل الاجتماعي، لكننا نستخدم تكنولوجيا ليست ملكنا وخوارزميات ليست ملكنا تصدر المحتوى الغربي على المحتوى الأفريقي".

من جانبها، رأت الصحافية الكاميرونية مبتش ستيلا في ثورة الانترنت والعالم الافتراضي "سلاحا ذا حدين" بالنسبة للصحافيين والصحافيات الأفارقة.

وقالت في هذا الإطار: "جاءت وسائل التواصل الاجتماعي كميزة إضافية للصحافيين الأفارقة لكنها جلبت لهم أيضا مشكلة إضافية حيث نشهد حالة من التضليل والدعاية، ويفتقر الصحافيون الأفارقة إلى أدوات التحقق من المحتوى الرقمي فضلا عن تعرضهم لحملات قمع بسبب ما ينشروه على وسائل التواصل الاجتماعي".

الصحافية الكاميرونية مبتش ستيلا  في منتدى الاعلام العالمي في بون
الصحافية الكاميرونية مبتش ستيلا في منتدى الاعلام العالمي في بونصورة من: Mohamed Othman Farhan/DW

وماذا عن الإعلام العربي؟

ولم يكن الإعلام العربي بعيدا عن دائرة الانتقادات من قبل صحافيين عرب شاركوا في  المنتدى  ومنهم الصحافي المصري كريم أسعد. وفي مقابلة مع DW عربية قال كريم، الذي يعمل في منصة "متصدقش" المعنية بتدقيق الأخبار الكاذبة في مصر، إن الإعلام العربي "وقع في فخ محاكاة الأعلام الغربي".

وأضاف: "الاعلام العربي لا يعطي الأولوية للأخبار والتغطية الإعلامية للقضايا التي تهم المنطقة. ربما يرجع السبب في ذلك بشكل جزئي إلى نقص الموارد. الإعلام العربي في الغالب ممول من حكومات".

وأوضح كريم بالقول: "الاعلام العربي يقلد الاعلام الغربي لأنه يعتمد على تقارير ومصادر إعلامية غربية. على سبيل المثال، في تغطية الوضع في غزة، الكثير من وسائل الإعلام العربية تنقل عن صحف ومواقع أجنبية. الإعلام العربي ينقصه الموارد فلا يمتلك شبكة مراسلين كبيرة، فضلا عن أن القنوات العربية مرتبطة ضمنيا بحكوماتها أي هي محسوبة عليها فلا يمكن ان تغطي الوضع السوداني بسبب الخلافات السياسية".

التسجيل في خدمة الرسالة الإخبارية

محمد فرحان كاتب ومحرر في القسم العربي لمؤسسة DW