منح من هيئة التبادل الألمانية للمواهب الموسيقية الشابة
٢٣ أبريل ٢٠١٢ألحان موسيقية شجية يتعانق فيهاصوت البيانو مع الغيتار ويرافقهما غناء الكورال. هكذا تبدو الأجواء في إحدى قاعات أكاديمية الفنون في برلين، إذ تقوم مجموعة من الطلبة الأجانب بالتحضير لأول حفل موسيقي مشترك لهم. ويتميز هؤلاء الطلبة بموهبتهم الموسيقية الرفيعة، فهم قدموا إلى ألمانيا من أجل متابعة دراستهم الموسيقية، وذلك عبر منح حصلوا عليها من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي DAAD.
سنويا تخصص الهيئة الألمانية للتبادل العلمي حوالي 100 منحة للطلبة الراغبين في دراسة الموسيقى في كل أنحاء العالم. ولا تقتصر الدراسة خلال فترة المنحة على الموسيقى فحسب، بل يتوجب عليهم التعرف على المجتمع الألماني وثقافته حسبما ما يؤكد كريستيان تيمه المسؤول عن تخصيص منح الدراسة الموسيقية في ألمانيا. ويستطرد كريستيان قائلاً "إلى جانب الموسيقى يجب على الطلبة أن يتعلموا اللغة الألمانية التي تعد جزءا من الثقافة الألمانية".
"فن الغناء الألماني له أبعاد متميزة"
أكيو تسيو هي شابة يابانية قدمت إلى ألمانيا بغية متابعة تعلم الموسيقى الكلاسيكية التي بدأت بدراستها قبل ست سنوات في اليابان، وفي حديث لها مع دويتشه فيله تؤكد أكيو أن الموسيقى الكلاسيكية هي موسيقى أوروبية ولا يمكنها متابعة تخصصها في هذا المجال في اليابان وتضيف أكيو قائلة " بالنسبة لي ألمانيا هي أوروبا والموسيقى الكلاسيكية نشأت في قلب أوروبا ودراسة هذا الفن الموسيقي محدود جدا في اليابان"
ويوافق الشاب الأمريكي ويسلي دانغان زميلته أكيو مؤكدا على أن فن الغناء في ألمانيا له أبعاد موسيقية متميزة، ويشرح ويسلي هذه الأبعاد بقوله "بإمكان المرء أن يتقن اللغة الألمانية بشكل جيد وأن يتمعن جيدا في خصوصيات الشعب الألماني وأن يتعلم ثقافة حياته اليومية هنا، وبذلك يدرج كل هذه الأمور في موسيقاه"
انسجام رغم البعد الجغرافي
وتحظى كليات الموسيقى الألمانية عالميا بسمعة حسنة، فنصف طلاب كليات الموسيقى في ألمانيا هم طلبة أجانب. وإلى جانب الدعم المادي الذي يحصل عليه طلبة الموسيقى عبر منح مؤسسة الـ DAADأثناء دراستهم في ألمانيا، تتاح لهؤلاء الطلبة إمكانية التعرف على موسيقى ثقافات أخرى.
الأمر الذي تراه الشابة البرازيلية دانيلا فيغا غاية الأهمية حيث تضيف في هذا الصدد قائلة "كل طالب منا يعزف أو يغني النمط الموسيقي الخاص ببلده، وهكذا تعرفت على الفن المنغولي مثلا وهذا شيء رائع بالنسبة لي" .
ولاتقتصر الاستفادة من هذا التبادل الطلابي في التعرف على الفنون الموسيقية المختلفة فقط، بل كثيرا ما يخوض الطلاب أحاديث متنوعة تتعلق بثقافة وهوية البلد التي ينتمون.
السمعة الحسنة... توسع آفاق الشباب
ويتذكر المؤلف الموسيقي ديتر ماك وهو أحد أعضاء لجنة اختيار الطلبة الأجانب للحصول على المنح، ما صرح به أحد الطلبة الفلسطينين عن الموسيقى في فلسطين وعن التأثير السلبي للنزاعات السياسة في منطقته على ثقافة بلده ويستطرد ديتر بالقول "كان النقاش مثيرا إذ أرى أنه من المؤسف ألا يتمتع المرء بثقافة بلده فقط في بلاد أخرى بسبب سوء الظروف السياسية في موطنه".
وتزيد الشهادة التي يحصل عليها الطلبة الأجانب في ألمانيا من فرص الحصول على عقود عمل في الخارج. فالبعض يبقى في ألمانيا للعمل وأخرون يعودون إلى أوطانهم لنقل ما تعلموه إلى بلدانهم، ما يساهم في تعميق الحوار الثقافي بين ألمانيا ومختلف أنحاء العالم.
سيلكه بارتليك / دالين صلاحية
مراجعة: عبدالحي العلمي