منظمات إنسانية تحذر من تدهور الوضع في غزة
٢٦ فبراير ٢٠١٥دقت ثلاثون منظمة إنسانية ناقوس الخطر الخميس (26 شباط/ فبراير 2015) بسبب عدم إحراز أي تقدم في إعادة اعمار قطاع غزة المدمر بعد مرور ستة أشهر على نهاية الحرب مع إسرائيل. وأوقع النزاع الذي استمر خمسين يوما في غزة، حوالي 2200 قتيل في الجانب الفلسطيني معظمهم من المدنيين وأكثر من 70 في الجانب الإسرائيلي معظمهم من الجنود.
وقال بيان مشترك صادر عن منظمات إنسانية بما في ذلك عدد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة، مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا): "نشعر بالقلق حيال التقدم المحدود في إعادة الاعمار". وتقول المنظمات الإنسانية إن ظروف حياة الغزيين التي هي صعبة أصلا، تدهورت بعد الحرب.
وأضاف "بينما يستمر الحصار الذي تفرضه إسرائيل، فان العملية السياسية إلى جانب الاقتصاد مصابان بالشلل وتدهورت الظروف المعيشية". وبحسب البيان "لا يزال ما يقرب من 100 ألف فلسطيني يعيشون في ظروف صعبة في المدارس وأماكن إيواء مؤقتة غير مجهزة للإقامة لفترة طويلة. ويستمر انقطاع الكهرباء لفترة تصل إلى 18 ساعة يوميا".
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مئة ألف فلسطيني ما زالوا يعيشون في مدارسها في القطاع بانتظار إيجاد حلول أو مساكن. وأكد البيان أن "يزيد استمرار عدم دفع مرتبات موظفي القطاع العام وعدم إحراز تقدم في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من التوترات".
ووعد المجتمع الدولي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في القاهرة بتقديم مساعدة بقيمة 4.5 مليارات دولار للفلسطينيين. وتقرر استخدام نصفها لإعادة اعمار غزة التي دمرتها عمليات القصف الإسرائيلية الرامية بحسب إسرائيل إلى وقف إطلاق الصواريخ من غزة.
لكن الأمم المتحدة التي تعاني هي نفسها من نقص الأموال، أعلنت في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي تعليق المساعدة المالية التي كان يتوقعها عشرات الاف الفلسطينيين لترميم منازلهم او دفع ايجارات منازلهم في غزة. وشدد البيان انه "تم تعليق المساعدات النقدية للعائلات التي فقدت كل شيء والمساعدات الضرورية الأخرى غير متوفرة نظرا لنقص الأموال".
من جانب آخر قالت وكالة اوكسفام للمساعدات اليوم الخميس إن اكمال اعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات في قطاع غزة يمكن أن يستغرق أكثر من قرن ما لم يرفع حصار اسرائيلي يقيد استيراد مواد البناء الى القطاع.
وقالت اوكسفام إن غزة تحتاج مواد بناء تعادل حمولة أكثر من 800 ألف شاحنة لإصلاح البنية الأساسية التي لحقت بها أضرار في حرب 2014 مع إسرائيل لكن خلال الشهور الثلاثة الماضية دخل إلى القطاع أقل من ربع واحد في المئة من المواد اللازمة. وقالت كاثرين ايسويان المدير الاقليمي لأوكسفام إنه كلما استمر الحصار زاد عدد الأرواح المهددة، مضيفة في بيان لها: "تعيش الأسر في بيوت بلا أسقف أو جدران أو نوافذ على مدى الشهور الستة المنصرمة. وكثير منهم لديه كهرباء لست ساعات فقط خلال اليوم ولا توجد لديهم مياه جارية".
وقالت أوكسفام إن ما يزيد على 100 ألف شخص -أكثر من نصفهم أطفال- يعيشون في ملاجيء أو أماكن اقامة مؤقتة أو مع اقارب لأن منازلهم دمرت. ويعيش آلاف آخرون في مبان لحقت بها أضرار ويستخدمون ألواحا من البلاستيك عسى أن تقيهم المطر.
ع.غ/ ي.ب (رويترز، آ ف ب)