منظمة إسلامية ألمانية تنتقد تكريم صاحب الرسوم الكاريكاتورية
٧ سبتمبر ٢٠١٠يتسلم رسام الكاريكاتير الدنماركي كورت فيسترغارد ، صاحب الرسوم التي اعتبرت في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي مسيئة للنبي محمد، يوم الأربعاء (الثامن من آب / أغسطس) جائزة الإعلام التي يمنحها اتحاد "إم 100" للإعلام في مدينة بوتسدام الألمانية، بحسب ما أعلن المنظمون. وقال عمدة مدينة بوتسدام ، يان ياكوبز "صار فيسترغارد رمزا لحرية الصحافة والرأي"، مشيرا إلى أن تكريم الرسام الكاريكاتوري الدنمركي، البالغ من العمر 75 عاما، يأتي "بسبب إبرازه لقيم الديمقراطية ودفاعه عنها رغم التهديدات بقتله". وقال المنظمون إن فيسترغارد سيحضر الحفل رغم درجة الخطورة الأمنية المرتفعة. وتمنح هذه الجائزة سنويا لشخصيات أثرت بشكل كبير في أوروبا والعالم.
من جهته، قال الدكتور نديم إلياس، رئيس مجلس الأمناء في المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، في حديث لدويتشه فيله: "نحن نستنكر هذا التكريم الذي كان يجب أن يكون بدلا منه النقد والتقويم لما قام به فيسترغارد". وتابع بالقول "يجب أن نذكر هنا أن حرية الصحافة لا تعني انتهاك كرامة الآخرين وانتهاك حقوق الآخرين، فكان يجب على الصحافة وعلى اتحاد "أم100" أن يراعي هذا الأمر وألاّ يكرّم من تجاوز هذه الحدود، وفتح جبهات مع الإسلام دونما ضرورة".
"حرية الرأي والتعبير يجب ألا تتعارض مع احترام الأديان"
ويذكر أن فيسترغارد قد أثار موجة احتجاجات في العالم الإسلامي عقب نشر صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية في أيلول/سبتمبر عام 2005 رسوما كاريكاتورية اعتبرت أنها مسيئة للإسلام والمسلمين. "لم أسعى من خلال هذه الرسومات إلى مهاجمة الإسلام"، يؤكد فيسترغارد في حوار مع مجلة دير شبيغل الألمانية. وأضاف "وإنما مهاجمة الإرهابيين، الذين يستخدمون الإسلام كذخيرة روحية".
فيما يرى الدكتور نديم إلياس أنه "كان يتعين عليه فيسترغارد أن يرسم رسوما كاريكاتورية ضد أولائك الذين يسيئون إلى الإسلام ويتطاولون عليه وألاّ يعمد إلى تشويه صورة النبي". وأضاف في حوار مع دويتشه فيله "عندما يصور الرسول وعمامته كأنها قنبلة، فكيف يكون هذا نقدا للآخرين". وأكد إلياس وهو الألماني من أصل السعودي حرية الرأي والتعبير "يجب ألاّ تنتهك كرامة الآخر بحجة حرية "الأنا" في التعبير أو في التصرف أو في التفكير"، مشددا على "ضرورة احترام كل الأديان ومشاعر أتباعها الدينية". وطالب إلياس القائمين على تنظيم هذا التكريم بتقديم "توضيح" لاختيارهم كورت فيتسرغارد لجائزة "أم 100".
ويذكر أن وزير الخارجية الألماني الأسبق هانز ديتريش غينشر والسياسية الكولومبية انغريد بيتانكور والموسيقار الإيرلندي بوب غيلدوف كانوا من ضمن الشخصيات التي سبق وفازت بهذه جائزة "أم 100" للإعلام.
(ش.ع / د.ب.أ / دويتشه فيله)
مراجعة: حسن زنيند