منفذ مجزرة مسجدي نيوزيلندا "عنصري أبيض" سحرته الفاشية
١٦ مارس ٢٠١٩يقدم برينتون تارنت، منفذ الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا نفسه على أنه "عنصري" و"فاشي". ويقول في سيرته الذاتية إن أوزوالد موسلي، مؤسس الاتحاد البريطاني للفاشيين في عام 1932، هو "في التاريخ الشخص الأقرب إلى معتقداتي الشخصية". كما يعتبر تارنت نفسه "رجلا أبيض عاديا"، مشيرا إلى أنه اكتسب الإيديولوجية الفاشية الجديدة خلال رحلاته الكثيرة إلى أوروبا.
ووجه الاتهام إلى هذا الأسترالي الذي يبلغ الـ 28 من العمر السبت (16 آذار/ مارس 2019)، في أعقاب واحدة من أسوأ الجرائم التي ارتكبت في نيوزيلندا: قتل 49 من المسلمين في مسجدين بكرايست تشرش، ولدى مثوله أمام المحكمة لفترة قصيرة بنفس البلدة، رسم بيده إشارة خاصة بالمؤمنين بتفوق العرق الأبيض.
وتبين أنه ليس لديه على الأرجح أي سجل إجرامي ولم يكن موضوعا تحت رقابة أي جهاز استخبارات نيوزيلندي. كما نشأ في مدينة غرافتون الصغيرة بولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، حيث تخصص كمدرب للياقة البدنية بعد تخرجه من المدرسة الثانوية. وعمل فترة ابتداء من 2009 في صالة ألعاب رياضية في المدينة.
"رحلاته إلى الخارج غيرته"
وتتذكره مديرة هذه الصالة ترايسي غراي فتصفه بأنه كان يتميز بجديته في العمل، لكن يبدو أن رحلاته إلى أوروبا وآسيا قد غيرته. وتم تداول معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل على الاعتقاد بأنه قد يكون سافر أيضا إلى باكستان وكوريا الشمالية.
بينما يوضح هو شخصيا بأنه سافر إلى فرنسا وإسبانيا والبرتغال. وأعلنت السلطات البلغارية أنها ستحقق في أسباب إقامته في بلغاريا في تشرين الثاني/ نوفمبر.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسافر خلالها هذا الإرهابي الأسترالي إلى جنوب شرق أوروبا: فقد قام برحلة قصيرة إلى البلقان في كانون الثاني/ ديسمبر 2016، بالحافلة عبر صربيا وكرواتيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك. وقال مسؤول تركي كبير أيضا إن برينتون تارنت قام برحلات عدة إلى تركيا.
وأوضحت غراي لقناة ايه.بي.سي الأسترالية العامة "أعتقد أنه تغير خلال السنوات التي سافر خلالها إلى الخارج" وأضافت "إنها بلا شك تجارب شخصية، وقد تطور في لحظة معينة نتيجة لقاءاته مع آخرين".
ودعم هذه الفرضية البيان المؤلف من 74 صفحة والمليء بالمراجع البغيضة التي نشرها تارنت مباشرة قبل تنفيذ عمليته الإرهابية.
"مصدوم لخسارة لوبن الانتخابات الرئاسية"
وفي هذا البيان يروي أنه خطط للمرة الأولى لتنفيذ هجوم في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو 2017، أثناء سفره إلى فرنسا وأوروبا الغربية. ويعتبر أن ما وصفه بـ "غزو" المهاجرين للمدن الفرنسية قد صدمه. ويتحدث عن "اليأس" الذي أثاره في نفسه فوز ايمانويل ماكرون في الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، على المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبن.
ويشير هذا النص الذي يحمل عنوان "الاستبدال الكبير" إلى أن الإرهابي الأسترالي كان عازما على مهاجمة المسلمين. ويبدو أن العنوان يشير إلى كلام للكاتب الفرنسي رينو كامو عن اختفاء "الشعوب الأوروبية"، و"استبدالها" كما قال بالشعوب غير الأوروبية المهاجرة، وهي المقولة التي تزداد شعبيتها في أوساط اليمين المتطرف.
واستخدمت في ارتكاب مجزرة الجمعة، خمسة أسلحة، منها سلاحان نصف آليين، وبندقيتان. وتظهر بوضوح على هذه الأسلحة كتابات باللغة الإنجليزية وبمختلف لغات أوروبا الشرقية. كما تظهر إشارات إلى شخصيات عسكرية تاريخية كبيرة، منها عدد كبير من الأوروبيين الذين قاتلوا ضد المسلمين، خصوصا الجيش العثماني في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، مع إشارات للحملات الصليبية.
ويستشهد برينتون تارنت في بيانه بالعديد من منفذي الهجمات العنصرية أو اليمينية المتطرفة، بمن فيهم النروجي أندرس برينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصا في تموز/ يوليو 2011. وأكد أنه أجرى "اتصالا قصيرا" معه.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب)