مهد السيد المسيح من تقاليد أعياد الميلاد

عيسى عليه السلام وهو طفل فوق قطعة من قماش الكتان والسيدة العذراء تنظر إليه بنظرة حانية وإلى جانبها يوسف النجار. هذا التكوين لمشهد ولادة المسيح من تقاليد زينة أعياد الميلاد في ألمانيا.

اكتشف إيبرهاردت ميشيل ولعه بهواية بناء مهد السيد المسيح لغرض الزينة. وبدأت القصة منذ عشرين عاما حين وجد مهدا من طراز الروستيك للسيد المسيح في إحدى أسواق أعياد الميلاد. ليقوم بعد ذلك ببناء تكوين وتمثيل مشاهد ولادة المسيح. وأصبح مرآب سيارته بعد ذلك ورشة لتصنيع هذه المشاهد يدويا في موسم أعياد الميلاد.

قلما يشتري إيبرهاردت،74 عاما، مواد البناء الخشبية من المحلات التجارية، بل يجمعها من الطبيعة. مثلا يجد لحاء شجرة ملقى أثناء تنزهه أو أخشابا ملقاة أمام مخزن للغلال، ثم يبدأ عمله بدقة متناهية. هنا مثلا قام بعمل سلم مجسم وأضفى عليه لمحة أنه سلم مستخدم ثم غطاه بالطحالب الخضراء.

دلو ومنجل معلقان وبلطة في قطعة من الخشب. كل هذه التفاصيل الصغيرة الدقيقة المستوحاة من الأجواء الريفية يركز عليها إيبرهاردت خلال بنائه لمشاهد ميلاد السيد المسيح.

يلتف حول العائلة المقدسة في مشهد ميلاد السيد المسيح تماثيل حيوانات مختلفة كالثور والحمار والخراف. إيبرهاردت يستورد هذه التماثيل من إسبانيا، فهي عادة ما تكون مصنوعة من مواد طبيعية مثل صوف الماعز. وهذه التماثيل محببة لدى الأطفال.

أقدم تكوين أو تمثيل لمشهد ميلاد السيد المسيح يعود إلى عام 1223: فرانز فون أسي، القديس فرانسيسكوس، قام بتمثيل مشهد ميلاد السيد المسيح مستخدما أشخاصا حقيقيين وحيوانات، لتنتشر بذلك الفكرة. الجدير بالذكر أن أكثر إعادة تجسيد لمشاهد ميلاد السيد المسيح دقة وتفصيلا تكون في منطقة تيرول وولاية بافاريا وإيطاليا.

أشكال محاكاة ميلاد السيد المسيح تتنوع حسب المواد المستخدمة في صنعه.عادة ما تكون مصنوعة من الخزف أو الخشب أو الحجارة.

في شتى أنحاء ألمانيا توجد متاحف لعرض تحف مهد السيد المسيح. في متحف في مدينة مونستر توجد أكثر من 135 قطعة مصنوعة من مواد مختلفة، مثل هذا المهد المصنوع من الورق المقوى المستعمل.

هذا تكوين من تنزانيا، كل الوجوه تنظر باتجاه المسيح.