مواجهات دامية في شمال تونس تسفر عن قتيل واحد وجرحى
٢٨ مايو ٢٠١٣
لقي شخص حتفه وأصيب العشرات بين متظاهرين ورجال أمن خلال اشتباكات دارت اليوم الثلاثاء (28 مايو/ أيار 2013) بمدينة بنزرت في شمال تونس. واندلعت مواجهات اليوم في المدينة بعد أن قررت الشرطة منع باعة متجولين من التواجد في سوق البياصة وسط المدينة ونقلهم إلى مكان. وقال شاهد يدعى أنيس البليدي يعمل وسط مدينة بنزرت لوكالة الأنباء الألمانية إن الشرطة التابعة للبلدية كانت وجهت تنبيها للباعة منذ فترة لإخبارهم بضرورة إخلاء المكان والاستعداد للانتقال إلى المكان الجديد.
وقال أنيس :"الكثير من السكان القريبين من السوق قدموا شكاوى بسبب انتشار مظاهر الإجرام وبيع المخدرات بين أزقته". وتدخلت قوات الأمن اليوم لإخلاء مكان السوق المتواجد بشارع الحبيب بورقيبة والأزقة المتفرعة عنه وسط المدينة بالقوة، لكن الباعة احتجوا بحرق العجلات المطاطية ورشق الأمن بالحجارة، ما أدى إلى استعمال مكثف للغاز المسيل للدموع.
وبحسب مصادر إعلامية متطابقة لقي شيخ /70 عاما/ حتفه اختناقا بالغاز المسيل بينما تم تسجيل إصابات في صفوف الأمن والمتظاهرين لم يتحدد عددها بعد. ومع تصاعد أعمال العنف، أغلق التجار محلاتهم القريبة من شارع الحبيب بورقيبة، بينما شب حريق هائل أتى على بعض المحلات المجاورة.
محاكمة المتهمين بالهجوم على السفارة الأمريكية
على صعيد آخر دفع عشرون شخصا من المشاركين المشتبه بهم في الهجوم على السفارة الأميركية بتونس في أيلول/ سبتمبر 2012 اليوم الثلاثاء ببراءتهم في اليوم الأول من محاكمتهم التي تتم بموجب قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل.
ونفى المتهمون أن يكونوا مذنبين واحدا بعد الآخر عند سؤالهم من القاضي بحسب التهم الموجهة لكل شخص إن كان شارك في التظاهرة أو هاجم السفارة أو رجال الشرطة في محيطها. وندد المحامون إثر ذلك بالمحاكمة وطلبوا تبرئة موكليهم معتبرين أن القضاء التونسي ينصاع لرغبات الغرب. وقال المحامي صلاح بركاتي "هذه المظاهرات كانت تندرج ضمن رد فعل عفوي في العالم (الإسلامي) بأسره ضد الاعتداء على رموزنا المقدسة". وشدد المحامي على "أن هؤلاء التونسيين يمثلون أمام المحكمة إرضاء للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وكان مئات المتظاهرين هاجموا في 14 أيلول/ سبتمبر 2012 السفارة الأميركية بالعاصمة التونسية للتنديد بث فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولايات المتحدة. وشهدت العديد من البلدان المسلمة مظاهرات مماثلة في اليوم ذاته. وقتل أربعة من المهاجمين وأصيب العشرات بجروح في أعمال العنف تلك بتونس. ولحقت بالسفارة والمدرسة الأميركية أضرار نجمت عن حرقهما ونهبهما جزئيا.
وقانون مكافحة الإرهاب التونسي تم تبنيه في 2003 في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ووعدت حكومة النهضة الإسلامية مرارا بتعديل هذا القانون الذي هو محل انتقاد المدافعين عن حقوق الإنسان، غير أنها تؤكد انه لحين تعديله سيبقى ساريا.
م. أ. م/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)