موجة استياء عارمة في ألمانيا بعد اتهام سيناتور أمريكي لشرودر بالعهر السياسي
١٣ يونيو ٢٠٠٧أثار الهجوم الذي شنه السيناتور الأمريكي توم لانتوس الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي على المستشار الألماني السابق غيرهارد شرود بسبب موقفه الرافض لحرب العراق ونعت علاقاته مع روسيا بــ"العهر السياسي" موجة عارمة من الغضب في الساحة السياسية الألمانية، إذ قال وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير معلقا على ذلك: "لقد تجاوز لانتوس حدود اللياقة السياسية وما كان يجب أن تطال تصريحاته هذه شخصاً منتخباً على نحو ديمقراطي". وأبدى شتاينماير استياءه العميق قائلاً: "هذه السقطة الخطيرة في التقييم لا تمثل إهانة للمستشار السابق وحده، بل لأغلبية الشعب الألماني أيضا الذي عارض حرب العراق لأسباب وجيهة ليس أقلها الخبرات التاريخية للألمان أنفسهم".
وفي برلين رفض، اولريش فيلهيلم، المتحدث باسم الحكومة الاتحادية في ألمانيا تصريحات لانتوس قائلاً: "بصراحة وبشكل قاطع إنها سقطة في التقييم. إنه مستوى غير لائق للحديث عن مستشار سابق لجمهورية ألمانيا الاتحادية". كما هرع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه شرودر إلى نصرته، إذ وصف سكرتيره العام، هيربيرتوس هيل، تلك التصريحات بأنها "تنم عن غباء سياسي وانعدام اللياقة". وأضاف هيل "لقد كان جيرهارد شرودر محقاً في قوله لا لحرب العراق، وليس هذا موقف الشعوب الأوروبية فحسب، بل موقف الشعب الأمريكي أيضاً الذي يرى الآن أنه كانت هناك مبررات لرفض شرودر".
انتقادات حادة
وتأتي تصريحات لانتوس في حفل تكريم لذكرى ضحايا الشيوعية أقيم في واشنطن يوم أمس الثلاثاء، 12 ينويو/حزيران 2007، حيث شن هجوماً حاداً أيضا على الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وذلك لإحجامه وشرودر عن تأييد الولايات المتحدة في حربها ضد ما اسماه بـ"الموجة القادمة للطغيان المتمثل في الفاشية الإسلامية بعد كل ما فعلته الولايات المتحدة لإنقاذ أوروبا من النازية والشيوعية." وقال لانتوس إن خروج شرودر وشيراك من الحكم يفتح الطريق أمام عهد أفضل من العلاقات عبر الأطلسية، مضيفا أنه يحب أن يوصف شرودر بأنه "داعر سياسي وقد بات الآن يقبض الشيكات الثمينة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
علاقات شرودر بموسكو
وقد تركزت انتقادات لانتوس أيضا على الوظيفة التي يشغلها حاليا المستشار السابق شرودر ويتقاضى عنها 300 ألف دولار سنوياً وهي رئاسة مجلس إدارة شركة خط أنابيب نورث يوروبيان جاز المملوكة في معظمها لشركة جاز بروم الروسية الحكومية. وفي ألمانيا استبد الغضب بمنتقدي شرودر آنذاك عندما تولى المنصب بعد تركه الحكم عام 2005. وتصاعدت موجة الانتقادات إلى اتهامات بالتربح عندما كشف النقاب عن أن حكومته تعهدت في الأسابيع الأخيرة من ولايتها بتقديم ضمانات قروض بقيمة 2،1 مليار دولار لروسيا لبناء خط أنابيب تحت بحر البلطيق لإمداد الغاز مباشرة لألمانيا، إلا أن شرودر نفى معرفته بالقرض.