ميتشل يؤجل زيارة لإسرائيل وسط توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية
١٦ مارس ٢٠١٠أكد مكتب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في بيان صدر اليوم في القدس بأن "سفارة الولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل اتصلت بمكتب الرئاسة لإبلاغه بأن المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل لن يصل إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء (16 مارس/آذار 2010)، ولم يوضح بيان مكتب الرئاسة الإسرائيلية أسباب تأجيل جولة ميتشل، كما لم يتم تحديد موعد جديد لها. وكان من المنتظر ان يستهل ميتشل هذا الأسبوع مفاوضات غير مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
من جهته اكتفى دبلوماسي في السفارة الأميركية في إسرائيل بالإشارة الى "أسباب لوجستية تقف وراء تأجيل زيارة ميتشل"، وقال الدبلوماسي الأميركي لوكالة فرانس بريس ان الزيارة ستتم بعد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية المقرر عقده يوم الجمعة المقبل في موسكو ويشارك فيه ميتشل الى جانب وزيرة الخارجية الأميركية ووزراء خارجية روسيا والإتحاد الأوروبي وأمين عام الأمم المتحدة بان غي مون. وتزامن تأجيل زيارة ميتشل بالتوتر الذي تشهده القدس بعد صدامات بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية، لكن مراقبين يرجحون أن يكون التأجيل بسبب التطورات السلبية في العلاقات الثنائية الأميركية الإسرائيلية على خلفية موضوع الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية.
ليبرمان يقول أن"الأمور ستهدأ"
في سياق متصل ذكرت مصادر أمريكية وإسرائيلية بأن تأجيل زيارة ميتشل إلى إسرائيل مردها إلى التطورات السلبية في العلاقات الأميركية الإسرائيلية على خلفية إعلان الحكومة الإسرائيلية بناء 1600 مسكن في القدس الشرقية، بينما كان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يقوم بزيارة لإسرائيل.
من جهته اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة بسبب قضية الاستيطان الاسرئيلي في القدس الشرقية سيتم تجاوزها، وصرح ليبرمان اليوم للإذاعة الإسرائيلية بأن" الأمور ستهدأ لأنه ليس للولايات المتحدة ولا لإسرائيل مصلحة في التصعيد".
وكانت الإدارة الأميركية قد أكدت أمس على لسان الناطق باسم وزيرة الخارجية فيليب كرولي ان "إسرائيل حليف استراتيجي للولايات المتحدة وستبقى" موضحا في الوقت نفسه ان واشنطن "تننظر ردا رسميا" من الحكومة الإسرائيلية حول الانتقادات التي وجهها مسؤولون في الإدارة، وفي مقدمتهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لمشاريع بناء جديدة في القدس الشرقية. وتعرض القرار الإسرائيلي أيضا لانتقادات أوروبية وعربية.
اتصالات دولية مكثفة حول الشرق الأوسط
وفي سياق متصل انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي بشدة المجتمع الدولي إثر مكالمة هاتفية أجراها ليبرمان مع أمين عام الأمم المتحدة الذي من المقرر ان يزور إسرائيل والضفة الغربية نهاية شهر مارس /آذار الحالي، وأوضح ليبرمان للصحافيين في القدس: "بأنني تحادث ليلة أمس الاثنين مع بان كي مون ويبدو لي ان المجتمع الدولي لا يتجاوب تماما مع الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل خلال السنة الماضية"، مشيرا في هذا الصدد إلى موافقة إسرائيل على مبدأ دولة فلسطينية وتجميد الاستيطان ورفع الحواجز عن الطرق في الصفة الغربية. وأضاف ليبرمان بأن المجتمع الدولي كثف المطالب والضغوطات بدلا من أن يتخذ مواقف بناءة ومشجعة.
وأعلنت إسرائيل بأنها سمحت استثنائيا للامين العام للأمم المتحدة والمسؤولة العليا لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية كاثرين آشتون بزيارة قطاع غزة خلال الأيام المقبلة عبر أراضيها. وفي دمشق قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي عقده اليوم مع آشتون ان الاجتماع الذي عقدته مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية مع الرئيس بشار الأسد كان "مثمرا وبناء وجرى خلاله استعراض العلاقة الثنائية بين سوريا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى سبل أحياء عملية السلام على مختلف المسارات"، وأضاف المعلم بأن "هناك اتفاق في وجهتي النظر على أن سياسة الاستيطان التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية تشكل عقبة أمام استئناف عملية السلام".
وتواصل آشتون اليوم جولتها في المنطقة وتغادر من دمشق الى بيروت، وستقوم في وقت لاحق من الجولة بزيارة الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لأول مرة منذ توليها منصبها كمسؤولة للسياسة الخارجية والأمنية في الإتحاد الأوروبي.
(م.س/رويترز/د.ب.أ/أ.ف.ب)
مراجعة: ابراهيم محمد