ميركل تبحث مع رؤساء حكومات الولايات سبل حماية الاطفال في ألمانيا
٧ ديسمبر ٢٠٠٧أدى عثور الشرطة الألمانية الأربعاء الماضي في قرية داري بولاية شليزفيج هولشتاين على جثث الأطفال الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 9 أعوام وسط شبهات قوية بتورط أمهم في قتلهم، ردود فعل سياسية واسعة في ألمانيا. فقد طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مواطنيها بألا يتجاهلوا الأحداث التي تجري حولهم.
وحذرت ميركل من أن يسود "مناخ التغاضي عن الأحداث المحيطة" في ألمانيا وقالت إن متابعة الأحداث في المحيط الشخصي ليست مهمة السلطات وحدها. وطالبت ميركل في حديث مع صحيفة برلينر تاغستسايتونغ اليوم الجمعة(7 ديسمبر/كانون اول) بالمزيد من الحساسية تجاه الأطفال الذين يتعرضون لمواقف طارئة وقالت: "المسئولون على المستوى الاتحادي والولايات والبلديات هم بالطبع المطالبون أولا بهذه الحساسية ولكن على الجميع أن يعملوا على أن يتمتع الأطفال بمستقبل أكثر أمنا".
ميركل تطالب بتوفير حماية أفضل للأطفال
وقالت مصادر بالحكومة الألمانية اليوم الجمعة إن المستشارة أنجيلا ميركل تعتزم بحث سبل توفير حماية أفضل للأطفال مع رؤساء حكومات الولايات الألمانية. وقال توماس شتيج نائب التحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الجمعة في برلين: "لا يمكن لأحد أن يتكئ ببساطة ويقول: هناك غيري يتحملون هذه المسئولية". ووفقا للمتحدث فإن ميركل ستلتقي برؤساء حكومات الولايات الألمانية في 19 من الشهر الجاري لبحث سبل دعم الآباء أيضا بشكل أفضل. ودعا المتحدث في الوقت ذاته إلى التروي في المناقشات الدائرة حاليا في هذا الصدد. وأكد أن هناك العديد من هيئات حماية الأطفال والشباب في ألمانيا تؤدي عملها حاليا بشكل مثالي.
أما الوزيرة الاتحادية لشؤون الأسرة أورزولا فون دير لاين فقد طالبت المجتمع الألماني بالمزيد من اليقظة تجاه جيرانهم وقالت:"علينا أن نشعر كمجتمع بأن علينا قدرا من المسئولية إذا رأينا أسرا أثقلت المشاكل كاهلها". كما دعت فون دير لاين في الوقت نفسه إلى إلزام الآباء بإخضاع أبنائهم لفحوص طبية وقائية وأنه يجب على المكتب المختص برعاية الأطفال أن يسارع بالتدخل حال لم يلبي شخص ما الدعوة لإجراء هذه الفحوصات لأبنائه وذلك من خلال زيارة الأسرة والتأكد من أن الأمور على ما يرام. ومن جانبه قال إرهارت كورتنج وزير داخلية ولاية برلين ورئيس مؤتمر وزراء الداخلية الالمان في تصريح للقناة الألمانية الثانية ZDF: "لن نكون صادقين إذا قلنا أن بإمكاننا منع مثل هذه الحوادث بشكل مطلق".
جريمة بشعة وذهول شعبي
وأظهرت النتيجة الأولية لتشريح جثث خمسة أطفال عثر عليهم يوم الأربعاء الماضي في إحدى القرى بألمانيا أنهم توفوا نتيجة الخنق. فضلا عن ذلك لم يستبعد أوفيه فيك رئيس مكتب الادعاء العام في مدينة كيل أن يكون قد تم إعطاء الأطفال مواد منومة. وكان تقرير لإذاعة "إن.دي.أر" بأن المعلومات الأولية حول الجريمة تشير إلى إحتمالية تخدير الأطفال ببعض الأدوية أولا قبل خنقهم باستخدام أكياس بلاستيكية. وأشارت الشرطة إلى وجود شبهات قوية تفيد بضلوع الأم،31 عاما، في الجريمة. ونقلت الأم إلى مستشفى للأمراض النفسية.
وتوقفت الدراسة في المدرسة الابتدائية بالقرية ورافق الآباء الذين اعتلاهم الحزن أطفالهم إلى المدرسة الصغيرة التي يدرس بها نحو 72 تلميذا. وقالت مديرة المدرسة، أندريا دانكر إيزمر، التي بدا عليها الحزن الشديد: "سيتوقف جدول الحصص المدرسية اليوم وهناك أربعة من خبراء علم النفس ورجال الدين يهتمون بالتلاميذ".
الضحايا لم تظهر عليهم حالة الإهمال
ونفى التلاميذ والآباء صحة التقارير الإخبارية التي قالت إن حالة الأطفال القتلى كانت رثة للغاية وقالت إحدى الأمهات: "غير صحيح أنهم كانوا مهملين". وقالت إحدى التلميذات إنها كثيرا ما كانت تسير مع الطفلين أثناء ذهابهما للمدرسة وأضافت: "في إحدى المرات ذهب أحدهم بحذاء المنزل إلى المدرسة ولكن هذا حدث لأنه نسي أن يرتدي الحذاء المناسب".
ووفقا لبيانات الجيران فإن والد ثلاثة من الأطفال القتلى ينحدر من الولايات المتحدة فيما يعيش والد باقي الأطفال في ألمانيا. وأضاف الجيران أن اثنين من الأطفال كانا يعانيان من إعاقة بسيطة وأكدوا في الوقت ذاته أن الأطفال كانوا يتمتعون بالحيوية وكثيرا ما كانوا يلعبون في الحديقة ويصيحون بصوت مرتفع. وأعربت السلطات المحلية أيضا عن صدمتها وحزنها لهذه المأساة وقال بيتر هاري كارستنسن رئيس حكومة ولاية شليزفيج هولشتاين:" تطرح هذه الواقعة البشعة الكثير من الأسئلة التي لا يمكننا الإجابة عليها الآن".