ميركل تجدد دعم لاشيت وتحذر من ائتلاف بين اليسار والخضر
٧ سبتمبر ٢٠٢١قبل أسابيع قليلة على الانتخابات العامة في ألمانيا، جددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دعمها لخليفتها المحتمل في المستشارية أرمين لاشيت، محذرة في الوقت نفسه من تشكيل ائتلاف حاكم يضمن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار الوسط) وحزب الخضر وحزب "اليسار".
وقالت ميركل اليوم الثلاثاء (7 سبتمبر/أيلول 2021) فيما قد تكون الجلسة العامة الأخيرة بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) قبل الانتخابات العامة المقررة في 26 أيلول/سبتمبر الجاري، إن اختيار من يحكم هذا البلد مسألة مهمة.
استهجان في البرلمان
وذكرت ميركل أن هذه انتخابات لها طابع خاص، "لأنها ستكون قراراً توجيهاً لبلدنا في ظل هذه الأوقات الأشد صعوبة"، مضيفة أن الناخبين والناخبات أمامهم خياران في الانتخابات: إما حكومة من الاشتراكيين والخضر، "والتي تقبل بدعم حزب اليسار، أو على الأقل لا تستبعده"، وإما حكومة يقودها التحالف المسيحي بزعامة لاشيت.
وقالت ميركل: "أفضل طريق لبلدنا هي حكومة اتحادية يقودها الحزب المسيحي الديمقراطي/الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري مع أرمين لاشيت في منصب المستشار الاتحادي"، مضيفة أن مثل هذه الحكومة ستضمن الاستقرار والموثوقية والاعتدال والوسط، وقالت: "هذا هو بالضبط ما تحتاجه ألمانيا".
وأدت تصريحات ميركل إلى إثارة صيحات مقاطعة متعددة داخل القاعة في البرلمان. ودافعت المستشارة عن تصريحاتها الواضحة غير الاعتيادية بشأن الحملة الانتخابية.
وقالت ميركل: "يا إلهي، يا لها من إثارة، لقد كنت عضوا في هذا البرلمان الاتحادي الألماني منذ 30 عاماً، أكثر من 30 عاماً، ولا أعرف أين، إن لم يكن هنا، يتعين مناقشة مثل هذه القضايا، هذا قلب الديمقراطية وهذا هو بالضبط ما يُجرى مناقشته هنا".
ماذا عن التقدم في مجال الرقمنة؟
وأشادت ميركل خلال حديثها بالتقدم الذي تم إحرازه في مجال الرقمنة. وقالت : "لقد أحرزنا تقدماً حاسماً في القضية الكبيرة (الرقمنة)"، مشيرة إلى أنه تم توسيع البنية التحتية، ويُجرى الآن تقديم العديد من الخدمات الإدارية - بما في ذلك خدمات الحكومة الاتحادية - رقمياً.
وذكرت ميركل أنه في بداية الفترة التشريعية كانت حصة الإنترنت السريع (50 ميغابيت في الثانية) تمثل 80% من الشبكة، بينما بلغت الآن 94%، مضيفة أن تقنية الاتصالات الخلوية "إل تي آي LTE" صارت متاحة بنسبة 99%.
وفي المقابل، أقرت المستشارة بأنه لا يزال هناك "نقاط رمادية" وصعوبات في العديد من المجالات الخاصة بالرقمنة.
وأشارت ميركل إلى أنه في السنوات الأخيرة تم استثمار الكثير من الأموال في رقمنة البلاد، موضحة أنه تم استثمار حوالي 6,5 مليار يورو للرقمنة في المدارس، و 13,5 مليار يورو في الابتكارات الرقمية.
وقالت ميركل إن الاستثمارات العامة تضاعفت منذ 2005، مشيرة إلى أنه يُجرى إتاحة المزيد من الأموال الآن للبحث العلمي والعلوم، موضحة أن حصة الاستثمار في هذا المجال ارتفعت منذ عام 2005 من 4ر2% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 3%.
تغير المناخ وكارثة الفيضانات
ووصفت المستشارة الألمانية مكافحة تغير المناخ بأنها واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً الآن. وقالت، إنه تم وضع أساس مهم لمكافحة تغير المناخ خلال الفترة التشريعية الحالية، مشيرة إلى التوسع في الاعتماد على الطاقة المتجددة وإلى قانون حماية المناخ بميزانيات سنوية وأهداف خاصة بكل قطاع.
وذكرت ميركل أن عدد السيارات الكهربائية في ألمانيا ارتفع إلى مليون سيارة، مضيفة إلى أنه تم الاتفاق على التوقف عن استخدام الفحم في توليد الطاقة بتوافق مجتمعي.
وقالت ميركل: "حماية المناخ لا يمكن أن تنجح إلا إذا تم اصطحاب المواطنين معنا"، مؤكدة أنه لطالما كان هذا هو نهج الائتلاف الحاكم الكبير، وقالت: "وكان هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".
وتعهدت ميركل بتقديم دعم طويل المدى للمناطق المتضررة من كارثة الفيضانات في غرب ألمانيا. وقالت إن إعادة الإعمار بحاجة إلى "نفس طويل"، مضيفة أنه من السليم لذلك أن يقوم البرلمان الآن بتمرير صندوق للمساعدات.
وكانت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات قد اتفقت على توفير 30 مليار يورو خلال السنوات القليلة المقبلة لصالح إعادة إعمار المناطق المنكوبة جراء الفيضانات. وأكدت ميركل أن المتضررين لن يُنسوا.
جائحة كورونا
في سياق متصل، دعت ميركل، مواطنيها مجدداً إلى تلقي التطعيمات ضد فيروس كورونا المستجد. وقالت ميركل: "إنكم بذلك تقدمون مساهمة مهمة للغاية لأنفسكم ولمجتمعنا بأسره لإيجاد مخرج من هذه الجائحة".
وأكدت ميركل سلامة اللقاحات، وقالت: "بالطبع لم يكن أحد منا، ولن يكون بأي شكل من الأشكال، أرنب تجارب عند التطعيم"، مضيفة أن اللقاحات في ألمانيا مرت بجميع مراحل الاختبارات السريرية اللازمة وجميع عمليات الموافقة.
وأشارت المستشارة إلى أنه بدون تمويل الأبحاث، ما كان من الممكن تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا في ألمانيا.
ومن ناحية أخرى، أعربت ميركل عن شكرها للجنود الألمان على جهودهم في إجلاء آلاف الأشخاص من أفغانستان، وقالت: "كانت هذه واحدة من أصعب المهمات للجيش الألماني".
ع.ح./خ.س. (د ب أ)