ميركل تدعم إصلاح "كبح الديون" المثير للجدل في ألمانيا
٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤في مذكراتها المنتظرة التي نشرت اليوم الثلاثاء (26 نوفمبر/ تشرين الأول 2024)، كتبت المستشارة السابقة أنغيلا ميركل أن الفكرة الأساسية وراء سياسة الحد الدستوري للإنفاق الحكومي في ألمانيا، المعروف بـ"كبح الديون"، لا تزال صحيحة، لكنها أضافت: "من أجل تجنب الاضطرابات الاجتماعية والتعامل مع التغيرات في الهيكل العمري للسكان، يجب إصلاح كبح الديون للسماح بمزيد من الاقتراض للاستثمارات المستقبلية."
وأصبح الحد الأقصى للديون موضوع نقاش مكثف مع استعداد الأحزاب لحملاتها الانتخابية قبيل الانتخابات البرلمانية التي يتوقع إجراؤها في فبراير/شباط .2025 وتم تضمين كبح الديون في الدستور عام 2009، ويمنع إلى حد كبير الحكومة الاتحادية حكومات الولايات الـ16 من تمويل ميزانياتها عبر قروض جديدة.
ميركل في مواجهة حزبها المسيحي الديمقراطي
وبينما تخضع حكومات الولايات لحظر مطلق على الاستدانة، يسمح للحكومة الاتحادية بالاقتراض بنسبة تصل إلى 0.35 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، باستثناء حالات الطوارئ. تصريحات ميركل تضعها في مواجهة العديد من السياسيين في حزبها المحافظ "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، الذي يصر مع شقيقه البافاري "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" على الالتزام بهذه السياسة.
وبررت ميركل موقفها بالإشارة إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، مثل زيادة الإنفاق الدفاعي والحفاظ على التعاون التنموي والانتقال إلى الحياة المحايدة مناخيا بحلول عام 2045، من بين أمور أخرى.
ميركل: لم يكن أي من قراراتي خطأ واضحا
لا ترى المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل أن أيا من قراراتها في الأزمات المختلفة خلال فترة ولايتها كان خطأ واضحا. وقالت ميركل في تصريحات لشبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية إنها على علم بالانتقادات الموجهة لسياساتها المتعلقة بروسيا واللاجئين وكورونا والتحول الرقمي، مضيفة في المقابل: "لكني لا أتراجع عن قراراتي".
وفيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، قالت ميركل: "أستطيع أن أفهم جيدا أن الأشخاص الذين يرون ما يفعله (زعيم الكرملين فلاديمير) بوتين في أوكرانيا يتهمونني بارتكاب أخطاء. يجب أن أتعايش مع ذلك".
وذكرت ميركل أنها لم تتخل عنالغاز الروسي الرخيص خلال فترة وجودها في منصبها لأن ذلك كان سيضر بالاقتصاد في ذلك الوقت، مضيفة أنه كان من المهم بالنسبة لها عدم قطع العلاقات السياسية فحسب، بل أيضا عدم قطع العلاقات الاقتصادية.
وفي المقابل، ذكرت ميركل أنها يمكنها تفهم شعور العديد من المواطنين في شرق البلاد بأن ألمانيا في طريق الانحدار على غرار ما حدث لجمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية سابقا)، وأضافت: "أستطيع أن أفهم الشعور الأساسي الحالي بالانزعاج.
وهو أكثر رسوخا في الولايات الجديدة منه في الولايات القديمة، ولكن يجب أن تدق أجراس الإنذار هناك أيضا، حيث نضطر أن نبذل جهدا وأن نستعيد باستمرار رخاءنا ومستوى معيشتنا". ومن المقرر أن تقدم ميركل مذكراتها، التي تحمل عنوان "الحرية ـ ذكريات 2021-1954"، في المسرح الألماني بالعاصمة برلين اليوم الثلاثاء.
وقد شاركت السياسية المخضرمة في تأليف هذه المذكرات مع مستشارتها السياسية طويلة الأمد، بيآته باومان. ويتألف الكتاب من حوالي 700 صفحة ويقدم "رؤية فريدة لآليات السلطة الداخلية".
ع.ش/ ح.ز (د ب أ)