ميركل تدعو لاستثمارات واسعة في القارة السمراء لوقف الهجرة
١٢ يونيو ٢٠١٧وقالت ميركل "إذا كان هناك الكثير من اليأس في أفريقيا، فمن المؤكد أن شبانا سيقولون لأنفسهم أنهم سيبحثون عن حياة أفضل في مكان أخر"، داعية إلى "شراكة اقتصادية مع أفريقيا" والعمل من أجل السلام والأمن في القارة. وافتتحت ميركل بهذه التصريحات اليوم الاثنين(12 حزيران/يونيو 2017) مؤتمراً يستمر يومين لمسؤولين أفارقة ومستثمرين سيبحثون في إعطاء دفع للاستثمار الخاص في إطار مبادرة لمجموعة العشرين.
وقال رئيس غينيا الفا كوندي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي "إنها فرصة لنحدد في شكل أفضل الإجراءات الملائمة ونتجاوز المعوقات نحو نمو اقتصادي دائم ونوفر الفرصة لدفق من الاستثمارات أكثر أهمية واستقرارا".
وفي آذار/مارس خلال قمة وزراء المال في مجموعة العشرين دعا هؤلاء نظراءهم في ساحل العاج والمغرب ورواندا وتونس إلى المشاركة في الاجتماعات. وهذه المرة، وقبل أقل من شهر على قمة لمجموعة العشرين في هامبورغ وفي إطار تحرك يراد أن يكون "منفتحا على كل الدول الأفريقية"، تنضم غانا وإثيوبيا إلى هذه المبادرة إلى جانب قادة النيجر ومصر ومالي.
وإذا كانت وزارة التنمية الألمانية أعلنت الاثنين مساعدات إضافية للدول الساعية إلى مكافحة الفساد بقيمة 300 مليون يورو، فان مسؤولا في وزارة المال الألمانية أوضح أن هذه الأولوية لأفريقيا ليس معناها أن ميركل تريد إعداد خطة مساعدة مالية بل إيجاد "فرصة لاجتذاب الاستثمارات والإرباح والوظائف".
من جانبه، أكد وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله أن "الدول الأفريقية ستقرر بنفسها الطريقة التي تريد أن تعمل بموجبها". لكن هذا لم يمنع العديد من القادة الأفارقة من الدعوة إلى "مشروع ميركل" في إشارة إلى "مشروع مارشال" للقروض الأميركية الذي ساعد في إعادة أعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
في هذا السياق قال محمدو ايسوفو رئيس النيجر إن "أفريقيا تحتاج إلى أوروبا التي تحتاج بدورها إلى أفريقيا. من الطبيعي إذن أن تستثمر القارتان في مستقبل مشترك، هذا يستدعي جهودا من هنا وهناك في إطار شراكة متساوية".
من جهته، اعتبر رئيس رواندا بول كاغامي انه "إذا كانت المساعدة التقليدية مفيدة فإنها لن تكون أبدا كافية من اجل تنمية مستدامة" ولهذا السبب "فان القطاع الخاص أساسي جدا". خلف هذا الأمل بتحقيق تنمية اقتصادية في قارة تسجل نموا ديموغرافيا هائلا، تكمن فكرة التصدي لأسباب الهجرة.
ويرتدي الملف أهمية كبرى وخصوصا أن الاتحاد الأوروبي لا يبدو قادرا حتى ألان على وقف تدفق المهاجرين، ومعظمهم من جنوب الصحراء، الذين يحاولون الوصول إلى السواحل الايطالية انطلاقا من ليبيا التي تعاني من فوضى أمنية.
وقال الرئيس الايطالي باولو جنتيلوني الذي يتولى حاليا رئاسة مجموعة السبع "للتصدي بفاعلية لمشكلة الانتقال القسري والهجرات، علينا إن ندعم تنمية مستدامة ونحفز الاستثمارات في الدول التي ينحدر منها" المهاجرون.
وقال رئيس ساحل العاج الحسن وتارا "في الواقع، سيشعر الأفارقة والشبان الأفارقة خصوصاً أن وجودهم في أفريقيا أفضل من وجودهم في مكان أخر، مطالباً بأن يتم ذلك "عبر تامين عدد كبير من الوظائف".
واشادت فريدريكي رودر من منظمة وان غير الحكومية بالمبادرة الألمانية لكنها أكدت أن "ذلك يتطلب تحركات واستثمارات" كبيرة من الآن حتى خمسين عاما وخصوصا أن القارة الأفريقية ستضم عدداً من الشبان يفوق مجموع الدول الأعضاء في مجموعة العشرين.
وأضافت رودر "لضمان شراكة متساوية (...) فان الاستثمار الخاص أساسي وكذلك الاستثمار العام بالقدر نفسه"، داعية إلى مساهمات ملموسة خلال قمة مجموعة العشرين التي تعقد بداية تموز/يوليو في هامبورغ.
ح.ع.ح/خ.س(أ.ف.ب)