ميركل تعتبر معاهدة الاتحاد الأوروبي الجديدة نقلة سياسية نوعية

صرحت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أن المعاهدة الأساسية المتعلقة بالدستور الأوروبي والتي وافق عليها زعماء الاتحاد الأوروبي في قمتهم في بروكسل فى الأسبوع الماضي تمهد الطريق للاتحاد الأوروبي للمضي قدما إلى الأمام. وقالت ميركل فى الخطاب الأخير أمام البرلمان الاوروبي قبل أن تنتهي الرئاسة الألمانية الدورية للاتحاد الأوروبي السبت القادم: "إننا وضعنا الأساس لمستقبل مشترك للاتحاد الأوروبي وكسرنا الجمود". وأضافت قائلة: "في نهاية المطاف لم نخذل توقعات الناس وتجنبنا حدوث انقسام"، حيث اعتبرت في الوقت نفسه أنه "بإمكان أوروبا مرة أخرى أن تتطلع إلى فترة من القوة والثقة".

وأبلغت ميركل نواب البرلمان الأوروبي أنها توقعت أصعب مفاوضات فى القمة فى بروكسل التى شهدت قيام بولندا بالتهديد بعرقلة المعاهدة فى نزاع بشأن حقوق التصويت. وقالت: "لو كانت المحادثات قد فشلت فلم يكن ذلك يعنى نهاية أوروبا كما نعلم ولكن كان سينطوي ذلك على عواقب وخيمة يصعب التكهن بها". كما أوضحت في حديثها أن الفشل كان يمكن أن يؤدى إلى خلق تيارين فى أوروبا، حيث هناك من يؤيدون أن يمضي الإصلاح قدما على حساب الذين لا يريدون التغيير.

"منصب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي ضرورورة"

وفي معرض تعليقها على منصب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي قالت ميركل إنه ضروروي لأنه سوف يساعد أوروبا على التحدث بصوت واحد والتأكيد على دورها في المسرح العالمي. وقالت المستشارة الألمانية: "إن هذه طفرة سياسية أوروبية كبيرة". كما بيّنت أن هذه المعاهدة قد أزالت قلق مواطني الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 490 مليون نسمة إزاء اقامة دولة عظمى أوروبية محتملة والتقليل المفرط للسيادة الوطنية. واعتبرت ميركل أن هذا الأمر كان السبب وراء القرار الخاص بالتخلص من الرموز الوطنية مثل السلام الوطني والعلم.

دعوة للعمل الأوروبي المشترك

وفيما يخص معاهدة الدستور الأوروبي فإنه يتعين أن يوافق مؤتمر للحكومات على هذه المعاهدة قبل أن يتم التصديق عليها وتطبيقها مع حلول الانتخابات الخاصة بالبرلمان الأوروبي فى منتصف عام 2009. وقالت المستشارة إنها تأمل في أن تجرى المحادثات فى الشهر القادم عندما تتولى البرتغال رئاسة الاتحاد الاوروبي التي تتم بالتناوب بعد تسلمها إياها من ألمانيا. كما اعتبرت في الوقت ذاته أنه من المهم أن يعمل الاتحاد الأوروبي سويا لتقوية القدرة التنافسية لأوروبا والتصدي للتحديات التي تواجه البشرية مثل ظاهرة الاحتباس الحراري.