ميشائيل شوماخر: عام من الصراع للبقاء على قيد الحياة
٢٩ ديسمبر ٢٠١٤كما في سنوات مضت، أراد شوماخر قضاء بعض الأيام في ممارسة هواية التزلج، والاحتفال مع أصدقائه بالعام الجديد وعيد ميلاده في الثالث من يناير/كانون الثاني ، إلا أن ما حدث في 29 ديسمبر/كانون الأول 2013 غير من حياة حامل لقب بطولة الفورمولا 1 بشكل جذري، ففي حوالي الساعة الـ11 ظهرا من ذلك اليوم خرج شوماخر عن مساحة المضمار الخاص بالتزلج، وفقد توازنه فاصطدم بإحدى الكتل الصخرية ليرتطم رأسه قويا بصخرة، وحدث كسر في الخوذة التي كانت على رأسه. نُقل أسطورة الفورمولا 1 من مكان الحادث إلى أحد المستشفيات الجامعية بمدينة غرونوبل الفرنسية، حيث خضع لإجراء عمليتين جراحيتين طارئتين قرر الأطباء خلالهما إدخال شوماخر في غيبوبة إصطناعية، حيث تمّ إعتباره آنذاك في حالة خطيرة جدًا.
صدمة عالمية
بعد الإعلان عن خبر الحادث الذي تعرض له شوماخر صرح شتيفان زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية آنذاك بقوله "إن المستشارة أنجيلا ميركيل وأعضاء الحكومة يشعرون بصدمة كبيرة مثل الملايين من الشعب الألماني بسبب الحادث الذي تعرض له مايكل شوماخر".
انتشر خبر تعرض شوماخر لحادثة السقوط بشكل واسع، ما دفع بالكثيرين من محبيه إلى التوجه إلى غرونبيل الفرنسية في عيد ميلاده الـ45 للتعبير عن شعورهم تجاه الأسطورة شوماخر، و أطلق محبوه حملة باسم "كافحوا من أجل إنقاذ ميشائيل" ودأبت وسائل الإعلام على نقل أخبار الحالة الصحية لشوماخر بشكل متواصل. وبسبب الحصار الإعلامي المفروض على الأخبار لزم على زوجته كورينا أن تصدر بعد أسبوع بيانا كتابيا، دعت فيه الجميع إلى عدم ازعاج شوماخر وعائلته وعدم ممارسة ضغوط على الطاقم الطبي وعائلة السائق الألماني حتى يتمكنوا من التعامل بهدوء مع الأمر. أما السائق الألماني سيباستيان فيتيل فقد صدمه خبر الحادث الذي تعرض له صديقه ومثله الأعلى شوماخر وعبر عن ذلك بقوله "سنُصلي وندعو وننتظر حدوث معجزة تتمثل في أن يصبح ميشائيل مرة أخرى في مثل الوضع الذي كان عليه قبل الحادث".
إعادة تأهيل في لوزان
بعد فترة وجيزة ظهر أول خبر ايجابي بخصوص حالة شوماخر الصحية، إذ أكدت سابين كيم مديرة أعمال شوماخر أنه سيتم تخفيض جرعات التخديرالتي يتم حقنها لشوماخر، كما انتهت التحقيقات في ملابسات حادث سقوط شوماخر، وذكر المدعي العام ألبرتفيل إن شوماخر لم يكن مسرعا كما أن الحادث لم يكن مدبرا، وفي منتصف شهر يونيو/حزيران 2014 أكدت مديرة أعمال شوماخر أنه استعاد وعيه وسيواصل مرحلة إعادة تأهيله في مدينة لوزان.
ومنذ شهر سبتمبر/ أيلول 2014 يتابع شوماخر مرحلة إعادة التأهيل في منزله في مدينة جنيف السويسرية، ولاتزال الجماهير المعجبة به تبعث الرسائل عبر شبكة التواصل الإجتماعي تويتر وفيسبوك كما أنها مازالت تذكره بأنه السائق الأسطورة الذي حقق 91 إنتصارا في مسيرته الرياضية الساحرة.
مسيرة حافلة بالألقاب
عندما أحرز البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس لقب بطولة العالم لفئة السائقين عبر سباق جائزة أبو ظبي الكبرى في الموسم الماضي، تذكر رئيس دايملر ديتر زيتشه الأسطورة الألمانيّة قائلاً "علينا ألا ننسى المساهمة التي قام بها شوماخر في سبيل تحقيق هذا النجاح". إذ شارك شوماخر منذ عام 2010 في ثلاثة مواسم مع مرسيدس، حيث قدم للفريق خبرته الهائلة.
وتعرض شوماخر لأسوأ حادث خلال مسيرته في الفورمولا واحد، عندما كسرت ساقه عام 1999 على مضمار سيلفرستون، كما أنه تعرض لإصابات في العنق خلال حادث دراجة نارية في كارتاجينا عام 2009، ما حرمه من العودة إلى فيراري كبديل للسائق المصاب فيليبي ماسا.
لم يتضح بعد ما إذا كان شوماخر سيتمكن يومًا ما من ممارسة أنشطته الطبيعية، بعد أن قضى السائق البالغ من العمر 45 عامًا عدة أشهر في غيبوبة كاملة، ومازالت هناك تساؤلات عما إذا كان شوماخر سيتمكن بعد تعافيه من العودة إلى سباق الفورمولا1. وقالت القائمة على إدارة أعماله إن "أمامه مشوارا طويلا وصعبا ومن غير الممكن إصدار أي نوع من التنبؤات المؤكدة، حيث إن ذلك غير جائز في وضعه هذا " كما أشارت إلى عدم وجود رؤية واضحة الآن بخصوص مستقبل شوماخر، رغم مرور عام على ذلك الحادث المأساوي.